بات بإمكان فايسبوك اليوم خوض غمار المنافسة مع شركات عملاقة مثل غوغل. فالاستثمارات التي حصل عليها مؤخرا وبلغت قيمتها 500 مليون دولار من مصرف غولدمان ساكس وجهات استثمارية أخرى، ستمكنه من إرجاء الخضوع لعملية اكتتاب عام.


قيمة فايسبوك ترتفع إلى 50 مليار دولار مع تقدّم مستثمرين جُدد
عبدالاله مجيد من لندن

واشنطن: بعدما نجح موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي في جمع استثمارات قيمتها 500 مليون دولار من مصرف غولدمان ساكس وجهات استثمارية أخرى، ومن ثم بات لديه وفرة من الأموال النقدية، وبلغت قيمته السوقية نحو 50 مليار دولار، ها هو اليوم يمتلك القوة المالية التي يحتاجها لخوض غمار المنافسة مع شركات عملاقة مثل غوغل.

كما يأمل فايسبوك الاستفادة من ميزة أخرى كبرى من وراء تلك الصفقة، وهي أن يتمكن من إرجاء خضوع الشركة لعملية اكتتاب عام، لأن ذلك سيسمح لها بأن تظل متحررة من التنظيم الحكومي ومن تقلبات وول ستريت. وأفادت اليوم في هذا السياق صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; الأميركية بأن تلك الصفقة الجديدة ستسمح أيضاً لـ quot;مارك زوكربيرغquot;، الرئيس التنفيذي لفايسبوك، بأن يحتفظ بسيطرة شبه مطلقة على الشركة، التي شارك في تأسيسها في جامعة هارفرد الأميركية في العام 2004.

ولم تكن هناك إمكانية لتصور تلك الإستراتيجية في وادي السيلكون قبل بضع سنوات قليلة، عندما تسابقت المئات من الشركات المبتدئة التي لم تكن تحقق أرباحاً وعائداتها كانت قليلة مثل quot;Pets.comquot; و quot;Webvan quot; لإجراء اكتتاب عام، وحينها اصطف المستثمرون بشغف لكي يشتروا أسهمها.

ومن المنتظر أن يتسابق كثيرون على شراء أسهم في فايسبوك، وإن كان عددهم قليلا الآن، حيث لن يقوى على ذلك سوى العملاء الأثرياء لمصرف غولدمان ساكس.

ولفتت الصحيفة في تلك الجزئية إلى أن المصرف أرسل يوم الاثنين برسائل عبر البريد الإلكتروني إلى بعض العملاء، لكي يعرض عليهم فرصة خوض تجربة الاستثمار في الشركة.

ورأت الصحيفة في هذا الجانب أن ذلك العرض هو أحدث علامة على ظهور أسواق مالية نشطة في أسهم الشركات المغلقة.

وأوضحت أيضاً أن تلك الأسواق تساعد الشركات الناشئة الناجحة مثل فايسبوك على تطوير الإمكانات المالية للمنافسة في كبرى التحالفات الخاصة بالأعمال.

كما أنها أصبحت وسيلة للرأسماليين من أصحاب المشاريع والموظفين المبتدئين للاستفادة من أسهمها، ومن ثم تحويل المهندسين المنهكين الذين يعملون فوق طاقتهم إلى مليونيرات في غمضة عين.

وهو ما سيتيح لقطب شاب مثل زوكربيرغ، أصغر ملياردير في العالم، أن يستمتع بالعديد من فوائد الاكتتاب العام دون الحاجة إلى إبرام صفقات مع وول ستريت.

وتستفيد أيضاً شركات تكنولوجيا أخرى مثل تويتر وزينغا وغروبون بأسواق ثانوية لكي يظل مستثمرو أسواق الأوراق المالية بعيدين. وهم ليسوا في عجلة لإجراء الاكتتاب العام.

ومضت الصحيفة تنقل في هذا الجانب عن سكوت ديتمر، الشريك المؤسس لشركة غاندرسون ديتمر القانونية التي تقدم المشورة للرأسماليين والشركات الناشئة وأصحاب المشاريع منذ ثمانينات القرن الماضي، قوله :quot; هذا عالم مقلوب رأساً على عقب. وحتى قبل بضع سنوات، كانت هناك جميع أنواع الأسباب التجارية التي تحث على الاكتتاب العام، لكن ذلك كان وسام شرف أيضاً لأصحاب المشاريعquot;.

وقال دافيد كيركباتريك، مؤلف كتاب quot;The Facebook Effectquot; :quot;لن يُفَضِّل زوكربيرغ قطعاً إجراء اكتتاب عام إلى أن يضطر إلى ذلك على نحو جازم. فهو لا يريد من غير ريب أن يضحي بسيطرته على الشركة، لأنه يعتقد أن رؤيته ضرورية للاستمرار في تحريك الشركة إلى الأمامquot;. ورغم ذلك، أكدت الصحيفة من جهتها أن سعي زوكربيرغ للمحافظة على فايسبوك كشركة خاصة، لن يستمر إلى الأبد. فالقوانين الفيدرالية تلزم الشركات التي يوجد بها 500 مستثمر أو أكثر بأن تكشف عن نتائجها المالية، وهو ما يقضي على ميزة رئيسة من وراء البقاء كشركة خاصة.

وختمت الصحيفة حديثها بنقلها عن بعض الخبراء قولهم إن الخيار المتعلق بالبقاء كشركة خاصة سيكون ترفاً لن يتمكن من الاستمتاع به سوى عدد قليل من الشركات الناشئة.

وتابعت بنقلها عن ليز باير، رئيسة شركة the Class V Group التي تنصح الشركات الخاصة بشأن الإجراءات الخاصة بالاكتتاب العام، قولها :quot; لقد تغيرت الأمور بشكل كبير بالنسبة للـ 2 % من الشركات التي برزت مثل فايسبوك. فإن كنت شركة أشباه موصلات، أو شركة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية، أو شركة برمجيات، فلن تحصل على مستثمرين قبل أن تكشف عن بياناتك الماليةquot;.