يبدو أن نصيحة خبير ألماني كانت وراء فيروس ستاكسنت الهادف لتعطيل منشآت نووية إيرانية.


تبين وثيقة سربت مؤخراً على موقع ويكيليكس أن خبيراً ألمانياً بالشؤون الايرانية اقترح على مسؤولين أميركيين ان تتبع الولايات المتحدة quot;سياسة تخريب خفيquot; بما في ذلك التخريب الالكتروني، لتعطيل منشآت تخصيب اليورانيوم الايرانية.

وتكشف الوثيقة التي تحمل تاريخ 21 كانون الثاني/يناير 2010 أن السفير الاميركي في برلين فيليب مرفي أبلغ المسؤولين في واشنطن أن الخبير الالماني أوصى بمثل هذه السياسة معتبراً أن quot;التخريب الخفيquot; مثل الانفجارات والحوادث التي تبدو بلا سبب واضح، والقرصنة الالكترونية، ستكون أجدى واشد فاعلية من توجيه ضربة عسكرية يمكن ان تكون تداعياتها مدمرة في المنطقة، بحسب الوثيقة.

وكشفت صحيفة quot;الغارديانquot; اسم الخبير الالماني قائلة إنه فولكر بَرتيز مدير معهد الشؤون الأمنية والدولية الالماني الذي يتلقى تمويلا من الحكومة. واكد الدكتور برتيز في حديث للغارديان صحة ما ورد في البرقية من حيث الأساس.

وتؤكد البرقية الجديدة التي نُشرت على موقع ويكيليكس التقارير الأخيرة التي اشارت الى ضلوع الولايات المتحدة في استخدام فيروس ستاكسنت الذي أصبح أول سلاح الكتروني معروف في العالم. وافادت تقارير ان الفيروس عطل نحو 20 في المئة من منظومات اجهزة الطرد التي يستخدمها البرنامج النووي الايراني.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر لم تكشف عن هويتها ان الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية تشترك في مسؤولية تطوير الفيروس ستاكسنت واطلاقه على برنامج ايران النووي.

وقال كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي في مقابلة مع شبكة ان بي سي ان التحقيقات الداخلية توصلت الى ضلوع الولايات المتحدة في الهجوم الالكتروني. واضاف جليلي انه اطلع على وثائق تبين مشاركة الولايات المتحدة.

ولكن الباحث ستيوارت بيكر، وهو زميل زائر في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أكد ان البرقية التي نُشرت يوم الثلاثاء الماضي على موقع ويليكليكس لا تضيف جديدا الى الرأي القائل بضلوع الولايات المتحدة مستبعدا ان تكون quot;برقية دبلوماسية هي التي اوحت للولايات المتحدة بالإقدام على مثل هذا العملquot; لا سيما وان نصيحة الخبير الالماني برتيز جاءت بعد ستة اشهر على اطلاق الفيروس ستاكسنت واستخدامه ضد المنشآت النووية الايرانية.

وأضاف بيكر أن أهمية الوثيقة المسربة على ويكيليكس ربما تتمثل في الدعم الذي ستلقاه الولايات المتحدة من دولة حليفة إذا قررت شن هجوم الكتروني.

ونوه بيكر بأفضليات الأسلحة الالكترونية مثل امكانية الانكار ودسها خفية في مؤسسات العدو والقدرة على استهداف المنشآت ولكنه لفت الى ان جميع الأطراف يمكن ان تستخدم مثل هذه الأسلحة. وقال ان ذلك أمر مقلق لأن الولايات المتحدة quot;لا تتمتع بدفاعات حصينة ضد هجوم كهذاquot;.