رغم حالة التطور والنمو المطرد التي يعيشها موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot;، داخل الولايات المتحدة، على سبيل المثال، والتي أشارت إليها مجلة التايم الأميركية بحديثها عن وصول متوسط عدد الدقائق التي قضاها كل مستخدم على الموقع خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي إلى 410 دقيقة بعدما كان 287 دقيقة خلال الشهر ذاته عام 2010، بما يدل على حدوث زيادة تقدر نسبتها بـ 42 %، إلا أن المجلة لم تكترث بما قد يبدو جنوناً من جانبها حين طرحت في هذا السياق تساؤلاً قالت فيه: هل من الممكن أن يعني ذلك بداية النهاية بالنسبة لفايسبوك ؟

ولفتت في مستهل حديثها إلى أن من بين الأشياء التي يمكن تعلمها في وادي السيليكون هو أن الأمور قد تتغير سريعاً. فشركات كبرى من الممكن أن يبزغ نجمها على الساحة وتمضي بعدها إلى زوال في غضون فترات زمنية قصيرة. فياهو على سبيل المثال كانت تحتل في السابق المكانة التي تحتلها اليوم شركة غوغل. وموقع ماي سبيس كان في نفس المكانة التي يحظى بها الآن موقع فايسبوك.

وشددت التايم على مبدأ هام مفاده أن التطور يحدث في كل مكان دون أن ينتظر أي شركة من الشركات. ولفت كاتب المقال إلى أن ما دفعه، سواء كان على صواب أو على خطأ، لبدء تقييم ما إن كان فايسبوك قد بلغ ذروته أم لا هو تراجع معدل استخدامه الشخصي للموقع. بالإضافة لملاحظته حدوث تراجع في معدل استخدام أصدقائه للموقع.

وأشار الكاتب إلى أنه أجرى مؤخراً استطلاع للرأي بين ما يقرب من 500 طالب جامعي في سان خوسيه، وعلى نحو صادم، لم يجد أن أياً منهم يستخدم فايسبوك. وقالوا جميعهم تقريباً أنهم بدؤوا يصابون بالملل من الموقع وتراجع استخدامهم له بشكل كبير.
ثم أشار الكاتب إلى أن بمقدور أي فرد، استناداً إلى مدى قربه واحتكاكه بعالم التكنولوجيا، أن يدرك حقيقة بدء تراجع موقع فايسبوك على صعيد المستخدمين، سواء كان ذلك أمراً مفاجئاً بالنسبة له أم لا. وبعيداً عن الخدمات التي أتاحها ومازال يتيحها للمستخدمين فيما يتعلق بتكوين صداقات جديدة وتوطيد العلاقات مع الأصدقاء والأقرباء الحاليين، فإن استخدامه بات يتمحور حول إدارة البروفايل وإجراء متابعات سريعة لآخر المستجدات دون تخصيص كامل الوقت له كما كان من قبل.

ورغم عدم قدرة الكاتب على إيجاد تفسير لسر البداية القوية التي شهدها فايسبوك، ومن ثم تراجعه على هذا النحو، إلا أنه برر ذلك بأن الموقع بات مكتظاً بالمعلومات والمحتوى غير الممتع أو وثيق الصلة بالموضوع. فضلاً عن مشكلة التطبيقات التي يعانيها الموقع، ومنها تطبيق يطلق عليه Path، موجود منذ ما يقرب من عام، وقد تم تحديثه بشكل كبير مؤخراً، وهو جعله مفروضاً بشكل كبير على المستخدمين.