"إيلاف"من لندن : قالت مصادر عراقية إن تسليم السلطة الى العراقيين قد تم اليوم، قبل موعده بيومين لتفويت الفرصة على منفذي العمليات المسلحة، من القيام بالمزيد من العمليات المسلحة. وغادر الحاكم المدني للعراق السابق بوي بريمر بغداد اليوم، وقال مصدر ان بريمر وعددا من موظفيه غادروا العراق على متن طائرة من طراز سي-130 أقلعت من مطار بغداد. ولم ترد معلومات عن وجهة الطائرة.من جهة أخرى&قال رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي إنه سيطلب من حكومته الموافقة على إعلان حالة الطوارىء، ومنع التجول، واصدار عفو عام، في وقت أكدت مصادر أمنية حكومية مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والقبض على إرهابيين والعثور على سيارات مفخخة .
وابلغت المصادر " ايلاف " ان التسليم المفاجىء للسلطة قد اكتمل اليوم، بتبادل وثائق بين رئيس سلطة التحالف بول بريمر وعلاوي، في حفل اقتصر على حضور عدد قليل من المسؤولين من الجانبين، وبشكل فاجأ العراقيين وجميع المراقبين وحتى العناصر المسلحة التي كانت هددت بنشر الفوضى في البلاد عبر المزيد من المواجهات واعمال العنف والتفجيرات .
وقالت ان بريمر الذي سيغادر العراق اليوم سلم علاوي رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش تطلب اعادة العلاقات الدبلوماسية بين بلاده والعراق بعد 14 شهرا من الاحتلال . وقد وصف الرئيس العراقي غازي الياورالذي حضر حفل تسليم السلطة بان هذا اليوم تاريخيّ كان العراقيون يتطلعون اليه فيما اشارت مصادر اميركية الى ان هذه العملية تمت قبل موعدها لتعزيز سلطة حكومة علاوي .
واضافت المصادر ان عدة قرارات ستصدر اليوم لحفظ الامن وتحقيق الاستقرار في البلاد، منوهة الى ان تسليم السلطة بهذه الطريقة السريعة والسرية قد افقد المنظمات المسلحة زمام المبادرة .
واكد علاوي انه يعد لتطبيق تدابير أمنية جديدة، ستكون فاعلة في الحد من العمليات الإرهابية التي تحصد ارواح العشرات من العراقيين يومياً، وقال "إننا ننوي تعبئة الشعب العراقي وتغيير عدد من القوانين والقيام بتحرك حقيقي. . لا ننسى أن القوات الأميركية وقوات التحالف هي قوات عسكرية وقد انتشرت في العراق كقوات عسكرية، والقوات العسكرية مدربة على القتال وهدفها الانتصار في الحروب وليس القيام بعمل الشرطة، وهذا بالضبط ما ننوي القيام به أي تنفيذ المهمات التي تنفذها الشرطة وزيادة انخراط الشعب العراقي في الاهتمام بأمنه."
واشارعلاوي في حديث مع شبكة "سي ان ان" الاميركية الى أنه سيعرض على حكومته خطة امنية متكاملة، ويطلب منها الموافقة على عدد من الاجراءات الاحترازية في مقدمتها إعلان حالة الطوارئ ومنع التجول وإصدار عفو عام.واضاف ان هناك عددا من الناس في ما يسمى بالمقاومة ليسوا من العناصر الاساسية فيها ولم يقوموا بنشاط إجرامي وهؤلاء يمكن العفو عنهم شرط أن يتقدموا من السلطات ويزوّدوها بمعلومات عن العناصر التي تقود العمليات الارهابية .
بريمر والياور
وحول وضع الرئيس العراقي المخلوع اشار علاوي الى ان الحكومة العراقية ستتولى المسؤولية عن حراسته ابتداء من مطلع الاسبوع المقبل. وقال انه يتوقع ان يقوم العراقيون بتولى حراسة صدام "في القريب العاجل على ما أعتقد .. لايمكنني ان أقول لكم ربما الان.. من المأمول ان يكون في الثاني أو الثالث من الشهر المقبل ."واضاف ان الوثائق تجري صياغتها من قبل التحالف والقوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة "ونأمل ان يكون صدام في حراسة الشعب العراقي والحكومة العراقية في الثاني أو الثالث أو الرابع من تموز (يوليو)."
&وتتواصل في العاصمة العراقية وبعض المدن العراقية خاصة في الوسط والغرب، عمليات تفتيش عن اسلحة ومسلحين عشية تسليم السلطة الى العراقيين، بهدف افشال تهديدات اطلقتها منظمات مسلحة بقتل مسؤولين حكوميين، وضرب اهداف منتخبة. حيث اكدت مصادر امنية العثور على كميات كبيرة من الاسلحة واعتقال مسلحين بينهم اعضاء في شبكات للجريمة المنظمة وارهابيين،و يتواصل التحقيق معهم لمعرفة ارتباطاتهم والخلايا التي يعملون معها وخططهم .
ففي مدينة كربلاء اعتقلت عددا من الافراد وبحوزتهم أحزمة ناسفة وأسلحة خفيفة وأخرىثقيلة وسيارات مفخخة. وقال عباس الحسني قائد الشرطة بالمدينة ان قيادة الشرطة اتخذت إجراءات أمنية مشددة تحسبا لوقوع اعمال ارهابية، وأضاف ان مفارز الشرطة انتشرت في عموم مناطق المدينة وألقت القبض علي مجموعة كبيرة من الارهابيين، وهم يحملون أسلحة خفيفة وثقيلة في سيارات أعدت لهذا الغرض وسيارات مفخخة، وتم إلقاء القبض عليهم في شمال وشرق المدينة والتحقيقات جارية لمعرفة من يقفون وراءهم .
وفي مدينة الكوت (وسط) اعتقلت الشرطة سبعة اشخاص و بحوزتهم 750 كيلوغراما من مادة ال"تي ان تي" الشديدة الانفجار، بحسب ما اعلن محافظ واسط محمد رضا الجشعمي الذي اوضح ان المعتقلين السبعة ينتمون الى مجموعة كانت تستعد لتنفيذ اعمال ارهابية،وقال ان التحقيق قد بدا معهم لتحديد ما هي المجموعة التي ينتمون اليها . واضاف انهم قد جاؤوا على ما يبدو من محافظات اخرى واستأجروا منزلا في المدينة في انتظار الانتقال الى التنفيذ .
&ويشهد العراق سلسلة عمليات مسلحة تتضمن هجومات على الشرطة العراقية وتفجير سيارات مفخخة، مع اقتراب عملية تسليم السلطات الى العراقيين بعد غد الاربعاء .ومن جهته أكد اللواء نوري جابر علي، المفتش العام لوزارة الداخلية العراقية، إتخاذ إجراءات أمن مشددة في أنحاء البلاد تأهبا لعملية تسلم السلطة وقال إن القوات الموجودة في العراق كافية للتصدي للهجمات الإرهابية وأضاف إن هناك تنسيقا مع قوات التحالف لرد المعتدين.واشار الى ان قوات الشرطة على اهبة الاستعداد و تعمل 24 ساعة في ترقب الارهابيين وملاحقتهم والقبض عليهم، ومنعهم من تنفيذ عملياتهم الموجهة ضد المواطنين .
وعلى ذات الصعيد قالت مجلة تايم الأميركية اليوم الاثنين إن العديد من العراقيين الذين أفرج الأميركيون عنهم من سجن أبو غريب، انضموا إلى منفذي العمليات المسلحة الذين يتشكلون من عناصر من القوات الخاصة والحرس الجمهوري العراقي السابقين حيث انضووا تحت لواء منظمة أطلقوا عليها اسم كتائب الجهاد الإسلامية. أضافت أن عدداً من عناصر أجهزة صدام العسكرية والمخابراتية انضموا إلى الاصولي الأردني أبو مصعب الزرقاوي، الذي تتهمه القوات الأميركية بتنفيذ الهجمات الإرهابية الأخيرة في العراق ورصدت لمن يدلي معلومات تقود الى اعتقاله او قتله مبلغ عشرة ملايين دولار .ونقلت تايم عن قادة ميدانيين أميركيين قولهم إن الزرقاوي يضع الخطوط الاستراتيجية للتحرك فيما يتولى عسكريو صدام السابقون تنفيذها.
&