"إيلاف" من القاهرة: عقب اجتماعه اليوم&مع الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري، أعرب ديفيد ساترفيلد، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، عن اعتقاده أنه "بالرغم من كل المصاعب الراهنة إلا أن الفرصة لاتزال سانحة لنجاح الجهود المصرية"، مشيرا إلى أنه لضمان تحقيق النجاح المنشود يتعين على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي, الاضطلاع بما عليهما من التزامات"، مجدداً "تأييد واشنطن للدور المصري من اجل كسر الجمود الحالي في مسيرة التسوية بين الطرفين الفلسطيني ‏والاسرائيلي"، على حد تعبير الدبلوماسي الأميركي.
ووصف المبعوث الأميركي محادثاته مع الباز بأنها "جيدة للغاية ومفيدة" مشيرا إلى أنه تمت خلالها مناقشة الجهود الرامية لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ووضع حد للعنف والدماء والقتل والتوصل لحل يتفق مع "خريطة الطريق" ورؤية الرئيس بوش، موضحاً أنه تم التطرق أيضا للوضع في العراق والرغبة المشتركة في إتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة في عراق ديمقراطي ومسالم ومستقر وهو ما سيكون عاملا ايجابيا للمنطقة ككل.
وأكد ساترفيلد تصميم بلاده والمجتمع الدولي على الاستمرار في عمل كل ما يمكن من أجل دعم التحركات الحالية الرامية لكسر الجمود الراهن، قائلاً : إن خطة الانسحاب الاسرائيلي المفترضة من قطاع غزة ‏"يمكن أن تكون بمثابة فرصة اذا ماجرت في اطار خطة خريطة الطريق"، ومؤكداً أهمية أن يكون مثل هذا التطور "خطوة" لتنفيذ ‏رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش الداعية لاقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان ‏جنبا إلى جنب في سلام.
&ومضى المسؤول الأميركي قائلاً إنه أطلع الباز على نتائج الاجتماع الأخير للمجموعة الرباعية الدولية، وجدد التزام واشنطن وكل أطراف المجموعة بالعمل على دفع الاطراف المعنية لاتخاذ الخطوات المطلوبة حتى يمكن الاستفادة من خطة الانسحاب الاسرائيلي.
وشدد ساترفيلد على الالتزامات والمسؤوليات والتحديات التي يتعين على كلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الوفاء بها ومواجهتها مشيرا إلى أنه يتعين في هذا الخصوص على الجانب الفلسطيني المضي قدما في خطة الاصلاح السياسي والأمني كما يتعين على اسرائيل اتخاذ خطوات تجعل من الممكن فعليا تنفيذ خطة خريطة الطريق ورؤية الرئيس بوش لاقامة دولتين مؤكدا ان واشنطن تعمل مع كلا الجانبين من أجل تحقيق ذلك الهدف.
وعود عرفات
وفي العاصمة الاثيوبية قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إنه "لا يصدق التقارير التي افادت ان مبعوثي رباعي الوساطة في الشرق الاوسط قالوا للفلسطينيين انه يتعين عليهم التحرك فوراً، والا فإنهم يخاطرون بفقد المعونة"، موضحاً أن الوسطاء يجب أن يكونوا ضاقوا ذرعا من اسرائيل وليس من الفلسطينيين، بسبب قيامها بتدمير البنية الاساسية الفلسطينية"، وقال "أعرف اعضاء الرباعي، واللغة التي يستخدمونها. واعرف موقفهم".
كما أعرب وزير الخارجية المصري عن اعتقاده بأنه لن يكون مجدياً أن تقطع المعونة عن الفلسطينيين، قائلاً "لا اعتقد ان هناك ما يبرر ذلك، فهناك مسؤولية لمساعدة الفلسطينيين ودعمهم خاصة عندما يواصل الاسرائيليون كل يوم تدمير البنية الاساسية للحياة الفلسطينية"
ومضى ماهر الذي كان يتحدث على هامش قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا قائلاً إن الاتحاد الاوروبي مول تشييد مطار وميناء غزة وبناء منازل هناك واسرائيل دمرتها"، واضاف "إذا كان الرباعي يحتاج احدا يضيق ذرعا منه فاعتقد انه يجب ان يكون قد ضاق ذرعا مما تواصل اسرائيل عمله"
واختتم ماهر تصريحاته قائلاً إن تقييد اقامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقر اقامته برام الله في الضفة الغربية غير مشروع"، وحث وسطاء عملية السلام على العمل من اجل وضع نهاية لهذا الوضع.
يذكر أن وكالات أنباء كانت قد نقلت عن مبعوثي اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، إبلاغهم أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني خلال اجتماع يوم الاربعاء ان المجتمع الدولي فاض به الكيل من "الوعود الخاوية" بشأن الاصلاحات التي يقطعها عرفات من دون الوفاء بها.