&
واشنطن - كريستوف دو روكفوي: اتهمت الولايات المتحدة الخميس النظام العراقي بتسليم الامم المتحدة اعلانا حول اسلحة الدمار الشامل يزخر ب "الاغفالات والنواقص والثغرات"، وشددت من تهديدها بشن عمل عسكري ضد بغداد. فبعد نقاش داخلي طويل، قررت الادارة الاميركية اتهام بغداد بارتكاب "انتهاك واضح" للقرار 1441 الصادر عن مجلس الامن حول نزع اسلحتها وهي عبارة من شأنها قانونا، فتح الباب امام "عواقب وخيمة" او بكلام اخر نزاع مسلح. وباستخدامها هذه العبارة ذهبت واشنطن ابعد من الدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن بما في ذلك اقرب حليفة لها، بريطانيا التي انتقدت هي ايضا بقوة الوثيقة العراقية.
ويرى وارن باس من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش باستخدامها عبارة "انتهاك واضح"، انما "تزيد من مستوى الضغوط وتضع حدودا سيصعب عليها من الان وصاعدا الابتعاد عنها".
وكان الاعلان الواقع في 12 الف صفحة الذي سلمته بغداد للامم المتحدة في السابع من كانون الاول/ديسمبر الحالي، موضع تحليل اول الخميس في اطار مجلس الامن الدولي. وشدد هانز بليكس كبير مفتشي الامم المتحدة على "غياب الادلة" في الاعلان معتبرا ان العراق "فوت فرصة" لتوضيح الوضع بشأن الاسلحة.
واشار وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي يقف وراء احياء دور الامم المتحدة في هذا الملف ويعتبر من المعتدلين في وجه "صقور" الادارة الاميركية، الى ان واشنطن تريد الاستمرار في العمل في اطار المنظمة الدولية. واضاف ان واشنطن تريد بذل قصارى جهدها لتجنب وقوع حرب ولم يعط اي مؤشرات حول "مهلة" يشن في نهايتها هجوم.
لكنه شدد على ان النظام العراقي عبر هذا الاعلان المنقوص، يوفر الحجج لشن عمل عسكري ضده.
وقال وزير الخارحية الاميركي ان "هذا الاعلان لا يدفعنا باتجاه حل سلمي" داعيا بغداد الى تغيير الاتجاه بشكل جذري "خلال الاسابيع القليلة المقبلة" والا تم نزع سلاحها بالقوة.
وعدد باول لائحة طويلة اتت على شكل بيان اتهامي، شملت كل العناصر الناقصة في الاعلان العراقي من مخزونات الغاز المتلف للاعصاب الى انابيب الالومنيوم التي يمكن استخدامها لصنع اليورانيوم المخصب.
ودعا الى تشديد عمليات التفتيش التي يجريها الخبراء الدوليون مشددا خصوصا على ضرورة اخراج علماء من العراق قد تكون افاداتهم حاسمة.
واعتبر عدة محللين سألتهم وكالة فرانس برس رأيهم ان التصريحات الاميركية لا تشكل في الوقت الراهن اعلان حرب لكنها خطوة بهذا الاتجاه.
وهذه الاستراتيجية تمنح واشنطن الوقت لايجاد حلفاء وتعزيز ملف اتهاماتها ضد بغداد وانتشارها العسكري على الارض مع المحافظة على اطار الامم المتحدة.
ويرى سايمون سرفاتي من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية "كما كان متوقعا لم يقم صدام حسين بما كان مطلوبا منه ويبدو اننا نتجه حتما الى عمل عسكري في غضون اربعة الى ستة اسابيع" وهو الوقت الضروري لانجاز الاستعدادات العسكرية والتحالفات الدبلوماسية.
وتعتبر ماري-جاين ديب الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط في الجامعة الاميركية ان التصريحات الاميركية الخميس "تندرج في اطار استراتيجية تجمع بين الضغوط والاستعدادات للحرب" التي ترتكز على منطق يؤدي لا محال الى الحرب، الا في حال حصول تبدل جذري وكامل من جانب بغداد او انقلاب يطيح بصدام حسين.