الحلقة الأولى: تمهيد

1 ـ من إعجاز القرآن الكريم أن يصف الانسان فى محيطه الاجتماعى بالنبات الذى يتاثر بالتربة التى ينشأ فيها ويتلقى منها غذاءه ويتعرض لمناخها وعوامل التعرية فيها، ولكن بينما يظل النبات فى حالة خضوع لتلك المؤثرات مرتبطا بها ارتباطه بجذوره التى تبقيه فى المكان لا يفارقه فان الانسان ذلك الكائن العاقل المتحرك يتاثر ببيئته، ولكنه يملك أن يتخذ موقفا منها، بل يستطيع تغييرها.

2 ـ ونتوقف مع بعض الاشارات القرآنية:
يقول تعالى عن البشر جميعا (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا) (نوح 17)، وهنا حكم عام على كل البشر، أنهم كنبات الأرض أو كما يقول تعالى عن الأرض:(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (طه 55).
والنبات البشرى فى هذه الأرض ليسوا سواء، فمنهم من يستوى على عوده متمسكا بالفضيلة حتى لو كانت التربة خبيثة، ومنهم من يقع ضحية لتلك التربة الخبيثة فيكون رد فعل لخباثة التربة، وفى كل الأحوال فالنفس البشرية التى تريد الهداية بصدق لا بد أن يهديها الله جل وعلا ويزيدها هدى، والنفس التى تريد الغواية يتركها الله جل وعلا لتزداد ضلالا:(قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا.. ) (.. وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى) (مريم 75 ـ).

3 ـ والسيدة مريم عليها السلام اختارت طريق الهداية منذ بدايتها واستمرت فيه الى النهاية، وقد ولدت ونشأت فى بيئة صالحة طاهرة زكية فاستمرت فيها نباتا طيبا فى تربة طيبة، أو بالتعبير القرآنى البليغ المعجز(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا)(آل عمران 37). أى كانت نباتا حسنا فى بيئة حسنة. وفى بيئة ايمانية اخرى ظهر مفسدون ضالون مثل زوجتى نوح ولوط (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (التحريم 10) وابن نوح (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود 45 ـ)

وهناك من نبتت فى تربة فاسدة ولكنها صممت على الهداية فأصبحت مع السيدة مريم رمزا ساميا لكل المؤمنين الصالحين، وهى زوجة فرعون: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم 11 ـ).
وهكذا فالبشر يبدأون نبتة من نبات المجتمع ثم لا يلبثون أن يتحدد موقفهم بين نبات طيب يختار الهداية فيهديه الله جل وعلا أو يختار الضلال فيتركه الله جل وعلا للضلال، وهنا يقول الله جل وعلا: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا) (الأعراف 58).

4 ـ قد يكون المجتمع فاسدا في أغلبه، تسيطر عليه ثقافة فاسدة ضالة يضل بها الأكثرية من العوام، فيظهر رد فعل مضاد لهذا الضلال والفساد يتنوع بين اتجاهين متناقضين: رد فعل ايجابى اصلاحى، ورد فعل معاكس يقابل الضلال بضلال مماثل متأثرا به ولكن بصورة عكسية، أو بتعبير عصرنا يقابل التطرف بتطرف مقابل، أى يكون من ضحية الضلال أفراد آخرون يقاومون الضلال بضلال أكثر فيكونون ضحية للضلال الأصلى، وفى النهاية يلتقى الضلال الأصلى والضلال المتاثر به الناتج عنه والثائر عليه فى نقطة واحدة فيردد الفريقان نفس الكلام، ويرفض الفريقان دعوة الاصلاح، وينطبق عليهما المقولة بان أقصى الشرق يلتقى مع أقصى الغرب..

5 ـ يظهر هذا سياسيا فى الصراع الاسرائيلى الفلسطينى بين الليكود وحماس، وهى مجرد جزئية من الصورة الثقافية الشاملة لما يعرف بالعالم العربى.
إذ تسود ثقافة التطرف السلفية الحنبلية تهدد الآخر المسلم والآخر غير المسلم، وفى بعض البلاد تتطلع للوصول الى الحكم بينما تتسلل ثقافتها تحت اسم الاسلام الى عقلية القائمين على اجهزة الدولة خصوصا فى الأمن والعسكر والادارة الاعلامية والتعليمية والشئون الدينية تسعى جادة الى غسيل مخ الجماهير لتحويلهم الى أداة ردع للأقليات المذهبية والدينية ونشطاء حقوق الانسان والمفكرين الأحرار.
تتركز قوة هذا التيار الحنبلى فى أنه يزعم أنه الممثل الوحيد للاسلام والمتحدث وحده باسم الله جل وعلا. وبهذه الفرية يتوجه الى حوالى بليون ونصف بليون مسلم يريد إغواءهم وتجنيدهم ليكونوا عتاده فى (دار الايمان) ضد (دار الكفر والحرب) أى الغرب فى المعسكر الاخر واعوان الغرب من الاقليات غير المسلمة ومن لا يوالى السلفية فى الداخل. وبهذه الفرية قوى هذا التيار السلفى منذ ربع قرن فنشر الدمار والقتل والقتال فى الأرض، وينذر باشعال المنطقة فى اتون حرب أهلية داخلية وحرب أخرى عالمية.

6 ـ وواكب إزدهار هذا التيار ظهور الانترنت وما يعنيه من فتح منافذ لحرية التعبير خارج تحكم الدول المستبدة، وبالطبع أسرع هذا التيار السلفى بكل ما يملك فأقام غابة من مواقع الانترنت تؤيدها غابة أخرى من القنوات الفضائية.
وفى مواجهة هذا التيار السلفى ظهرت مواقع على الانترنت تهاجمه وتنقد اطروحاته وتفندها، من المسلمين العلمانيين اليساريين وذوى الثقافة الغربية، والدعاة الى الثقافات الوطنية المعادية للقومية العربية والذين يعتبرونها وجها آخر للثقافة (الاسلامية)، وقد دعا الجميع الى التنوير وحقوق الانسان والديمقراطية، من خلفيات ثقافية منها الفكر الغربى بمدارسه المختلفة بالاضافة الى الدعوة لحقوق الانسان والديمقراطية من داخل الاسلام نفسه، وهذا ما يقوم به القرآنيون.

7 ـ خلال ثلاثين عاما، تحمل القرآنيون ـ ولا يزالون ـ اضطهادا مزدوجا من السلطة السياسية المستبدة والمتطرفين والارهابيين دون أن يتراجعوا عن عملهم الاصلاحى السلمى النبيل الذى يخلو تماما من أى أجندة سياسية أو طموح دنيوى، وليس لديهم نقابة أو حزب أو أى كيان سياسى أو اجتماعى يدافع عنهم فى مواجهة أقوى قوتين فى العالمين العربى و(الاسلامى) وهما المتطرفون والمستبدون.
والغريب ان القرآنيين ـ هم وحدهم ـ أصحاب الحجة القاطعة ضد ذلك التيار الحنبلى السائد والطاغى لأنهم بكل بساطة يثبتون تناقض ذلك التيار المتطرف مع الاسلام فى عقائده وتشريعاته وتراثه، وبالتالى يجردونه من شرعيته وحجته التى يستطيل بها على الآخرين.
وبنجاحهم وتحملهم الاضطهاد أثبت القرآنيون ان ذلك التيار المتطرف العاتى لا يستطيع أن يقف بنفسه فى مجال الفكر، إذ لا بد له من قوة تحميه وتقيه شر الحجج القرآنية والتراثية التى يلاحقه بها القرآنيون، لذلك نفهم سر تلك الكراهية الهائلة التى يختزنها السلفيون للقرآنيين، ونفهم ذلك الاضطهاد الذى يعانى منه القرآنيون مع كونهم مسالمين مستضعفين فى الارض لا يملكون سوى القلم والحجة.

8 ـ والبطولة هنا للانترنت الذى أتاح للتيار السلفى التمدد والانتشار ولكنه أتاح أيضا لدعاة الاصلاح من العلمانيين والقرآنيين فرصة المواجهة مع الحنابلة السلفيين، وأثبت امكانية هزيمة الحنابلة بكل قوتهم المادية أمام القرآنيين الذين لا يملكون ما ينفقون.
وهذه ايجابية بلا شك.
ففى مقابل ثقافة الضلال جاء رد فعل اصلاحى ينطق بتوجهات مختلفة منها العلمانى اليسارى والعلمانى الوطنى والعلمانى الغربى، ثم العلمانى القرآنى حيث يؤمن القرآنيون بان الاسلام يقدم رؤية علمانية مؤمنة بحقوق الانسان وديمقراطية مباشرة وقيم مطلقة للعدل وحرية الفكر والمعتقد واقامة الشعائر مع التسامح والاحسان والتعاطف والرحمة وحب الانسانية..
وهنا أنبتت البيئة او التربة التى أنهكها التطرف الحنبلى رد فعل مناقضا له ينحو نحو الاصلاح بثقافات مختلفة يكمل بعضها بعضا ولا يلغى بعضها بعضا.. وينبغى أن تتضافر فيما بينها فى مواجهة تيار طاغ باغ يستئصل غيره.

8 ـ ولكن (ما ينبغى) هو مجرد حلم.
لأن نفس البيئة أنبتت أيضا رد فعل سيئا مريضا وعكسيا ـ لا يريد الاصلاح وانا يطارد المصلحين المسلمين القرآنيين يكرر حجج السلفيين ويتخذها حجة على القرآنيين والمصلحين الاسلاميين. أى هو فى كراهيته العاتية للاسلام كدين فانه يروج بطريق آخر لمقولات السلفيين، إما عن علم، وإما عن جهل. والنتيجة مؤلمة بكل المقايس.

9 ـ فى مقابل هذا النبات السىء ترى نماذج مضيئة فى المعسكر التنويرى الذى يواجه جبهة التطرف الحنبلى. هم علمانيون لهم تاريخ مشرف فى النضال فى سبيل حقوق المواطنة وحقوق الانسان، ومع اختلاف موقفهم من الاسلام كدين، من الحاد الى تقدير للاسلام أو تجاهل له إلا إنهم يحترمون جهد القرآنيين فى الجهاد والاصلاح، ولا يهاجمون دين الاسلام احتراما لمشاعر القرآنيين ـ رفاقهم فى النضال ـ وتقديرا لدورهم الاصلاحى..
خلال التسعينيات تحالفت مع الرموز العلمانية المختلفة فى مواجهة التطرف الحنبلى، فزاملت الراحل فرج فودة ووقفت الى جانبه قبل وبعد اغتياله، وعملت مع سعد الدين ابراهيم، وتعرفت الى مختلف التيارات السياسية والأدبية والفكرية من نجيب محفوظ الى لطفى واكد وخالد محيى الدين ومصطفى كامل مراد وسعيد النجار ومحمود اباظة ورمزى زقلمة وعلى سالم وأحمد عبد المعطى حجازى وأمين العالم وشريف حتاتة ونوال السعداوى وسعد زهران وفريد زهران وسيد القمنى وسيد حجاب ومحمد سيد سعيد وأسامة الغزالى حرب وعبد المنعم سعيد وطارق حجى ويونان لبيب رزق وفيليب جلاب ومحمد البدرى ورفعت السعيد وحسين عبد الرازق ونبيل زكى وعبد العال الباقورى واحمد الجمال وابراهيم عيسى وعادل حمودة.. وكثيرون آخرون، وأحمل لهم كل حب واحترام.
لم يحدث ـ مع اختلاف الرأى والمرجعية ـ أن قام أحدهم بتسفيه ما أكتب، أو بملاحقة القرآنيين فيما يكتبون لأنهم: أولا: يعرفون أن ما نفعله هو الأقوى فى مواجهة الحنابلة من داخل الاسلام، وثانيا: أننا جميعا نحتاج الى وجهات نظر متنوعة فى الدفاع عن العلمانية والدولة المدنية وحقوق الانسان وحقوق المواطنة، وثالثا: لأن القرآنيين متمكنون من فهم الاسلام وتراثه ومن يجادلهم فى تخصصهم بغير علم سيخسر الكثير.

10 ـ ظل هذا هو الموقف الى أن أتحفنا فضاء الانترنت بأقلام تكتب بأسماء لا نعرف إن كانت حقيقية أو مستعارة، ومنها ظهرت علامات المرض ونبت ذلك النبات الشيطانى الذى يطعن فى الاسلام كدين لأن لديه نموذج ابن لادن أفضل من أحمد صبحى منصور، فابن لادن يقوم بتشويه الاسلام وهذا هو ما يريده ذلك الصنف الحاقد على الاسلام، أما أحمد صبحى منصور فهو يبرىء الاسلام من ثقافة ابن لادن، وهذا هو ما لا يريده ذلك الصنف الحاقد على الاسلام.
من هذا الصنف ظهر كاتب اسمه د. كامل النجار.

11 ـ عادة د. كامل النجار أن يتحرش بكل من يكتب لينصف الاسلام من اوزار المسلمين. والدكتور عمرو اسماعيل ليس من القرآنيين، ولكنه يكتب بحس إنسانى نبيل، وقد يستشهد أحيانا بالقرآن الكريم ليعزز وجهة نظره، ومع أنه يتفق فى نفس الهدف الذى ينبغى ان يتوجه اليه د. كامل النجار ـ من الوقوف ضد ثقافة التطرف وانتهاك حقوق الانسان، ولكن د. كامل النجار لم يغفر له انه استشهد بالقرآن فهب يرد عليه ليطعن فى الاسلام مكررا منهج السلفيين. د. كامل النجار وهب قلمه ليطارد به المصلحين المسلمين الذين يدافعون عن حريته فى الايمان أو الكفر، والذين يتعرضون لمخاطر الاستئصال والسجون والتعذيب، ولم نقرأ له مقالا واحدا فى الدفاع عنهم فى محنتهم لأنه مشغول بما هو أهم، وهو الهجوم عليهم وعلى منهاجهم فى إطار هجومه المستمر على الاسلام.
وهو بذلك يضع نفسه فى دائرة التبعية للمتطرفين، ولكنه تطرف من نوع آخر، يلتقى مع التطرف السلفى من الناحية الأخرى.
الطريف أن د. كامل النجار وأمثاله من متطرفى العلمانية كارهى الاسلام العاملين على تشويهه لا يتفقون فقط مع ثقافة السلفيين الذين يشوهون الاسلام باجرامهم الدموى وفتاويهم السامة، ولكن أيضا نراه تابعا لهم فى نفس المنهج، ومعاديا لمنهجنا فى فهم الاسلام بنفس القدر.

12 ـ ولا أعرف من هو كامل النجار، وهل هو شخصية حقيقية أم اسم وهمى لعدة أشخاص أو مجرد شخص يتستر بهذا الاسم ليطاردنا بدون اعلان عن نفسه شأن كل كاتب شريف..
إننا نكتب باسماء حقيقية معلومة وصور منشورة وعناوين لبيوتنا معروفة مع أن عشرات الفتاوى السامة الداعية لقتلنا تطاردنا، ومع ذلك تختبىء بعض القواقع فى الظلام لتهاجمنا باسماء مستعارة، ولا أعرف هل منها كامل النجار أو كامل الحلاق أو كامل الأوصاف.. ولكن أطالبه بنشر صورته واعلان عنوانه وسيرته الذاتية ووسائل الاتصال به ليكون على نفس المستوى معنا. فاذا كان شخصا حقيقيا فانا على استعداد للاعتذار اليه عما قلته فى السطور السابقة.
وقد كتب من قبل يتعرض بنفس الاسلوب لما اكتب ـ وتجاهلت الرد عليه بالاسم، ولكن قررت الرد عليه فى حلقات قادمة من واقع ما كتبه تعليقا على الدكتور عمرو اسماعيل.

13 ـ وليس من عادتى أن أرد على من يهاجمنى، وهناك كائنات عضوية وهبت حياتها لتطوف حولى سبا وشتما واتهاما بالباطل، ولكن لا أحفل بها، وأرى أنها ضحية الجهل الذى اصبحت له مؤسسات تزعم أنها للتعليم فاذا هى لنشر الجهل باسم العلم، تعاونها مؤسسات أخرى ترفع اسم الاسلام لتشوه الاسلام وتنشر عقائدها وشرعها المناقض للاسلام.
لا أرد على تلك الكائنات العضوية، وقد قلت منذ ربع قرن إن كاتبا قليل الحيلة مثلى يحتاج لأن تنبحه الكلاب حتى ينتبه الناس لما يقول. وأشهد أن الكلاب تقوم بدورها المطلوب، وأشكرها عليه.
أما د. كامل النجارـ سواء كان شخصية حقيقية أو وهمية ـ فسأرد عليه لأنه لا يشتم بل يقول رأيا، ومهما كان سطحيا فهو رأى وليس مجرد سباب. ولهذا سأعطى اسمه شرف الخلود فى المستقبل، فنحن نكتب فكرا جديدا سابقا لعصره، وأن كان يعانى الاضطهاد والمطاردة اليوم فهو سيكون بعون الله جل وعلا هو السائد غدا، وبه ستحتفل الأجيال القادمة.
وبالتالى فان من سأكتب عنهم بالاشادة او حتى بالنقد سيتمتعون بالخلود.

14 ـ هنيئا لك بالخلود يا كامل النجار..

والى اللقاء فى الحلقة القادمة..

أية إعادة نشر من دون ذكر المصدر إيلاف تسبب ملاحقة قانونية