تمنى لو ان الاحزاب الاسلامية لم تستلم السلطة في العراق
حزب الفضيلة العراقي: الاغتيالات والسرقات زادت

أسامة مهدي من لندن: هاجم مسؤول كبير في حزب الفضيلة الاسلامية احد مكونات الائتلاف العراقي الشيعي قادة الائتلاف واشتكى من توسع النزاعات القبلية والفساد الاداري في ظل حكومته وقال ان هؤلاء القادة لم يحققوا للعراقيين ماكانوا يأملونه منهم وتمنى لو انهم لم يستلموا السلطة بعد سقوط نظام صدام حسين ليحافظوا على تقدير العراقيين لنضالاتهم السابقة.

وفي رسالة وجهها الى قائدة الائتلاف مسؤول حزب الفضيلة في محافظة السماوة (220 كم جنوب بغداد) الدكتور علي حسين فرج وحصلت quot;ايلافquot; على نسخة منها اشار الى انه لايمكن لاحد ان ينكر التضحيات الكبيرة التي قدمتها الاحزاب السياسية ومنها حزب الدعوة والمجلس الاسلامي الاعلى وقوات بدر التابعة له في تقويض النظام البعثي السابق .. لكنه قال انهم ليتهم لم يفعلوا ذلك وحافظوا على ذكرياتهم الجميلة في اذهان العراقيين ويوفوا بدماء شهدائهم . واكد ان محافظة ميسات ظلت مهمشة من قبل الجميع ولم تحصل على شيء في ظل العراق الجديد فلم يجري اي تغير في البنية التحتية لها وقال انه بالعكس من ذلك quot;فقد كثرت الصراعات القبلية ونخرنا الفساد الإداري وهدنا الاحتلال وليتهم قد نسونا لنبقى كما كنا سابقاً ولم يلقوا ألينا بشرورهمquot;.

ووجه المسؤول في حزب الفضيلة سؤالا الى رئيس الحكومة المنتهية ولايته زعيم حزب الدعوة قائلا quot; ما الذي قدمه إلى محافظة ميسان سوى انقطاع مستمر للتيار الكهربائي ، التنمية الاقتصادية المعدومة ، الاغتيالات العشوائية ، المجاري الطافحة ، سرقة نفط المحافظة من قبل حكومة المركز و حكومة كردستان ... ألخ .. وبعد كل هذا أتريد أن أقول شكراًquot; .
كما تساءل ايضا قائلا quot;ماذا قدم رئيس كتلة الائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم لميسان ولينظر بعين الأنصاف هل إن محافظة النجف وكربلاء اكثر ضرراً من ميسان والناصرية والسماوة أم أن سياسة التمييز أصبحت صفة ملازمة لقادة البلد اليتيمquot; . وشدد بالقول ان حزب الفضيلة الإسلامي هو الذي حمل أمانة الصدرين ودماء شهدائكم وقاتل وناضل ضد البعث من داخل أراض الوطن . وقالquot; فمن قام بانتفاضة شعبان ومن صلى الجمعة المليونية ومن قام بانتفاضة البصرة ومن تحمل جوع الحصار وجور السنين ونحن وإخواننا في الداخل قمنا بكل هذا ولولانا لما نجحتم أبدا .. وفيما يلي نص رسالة المسؤول في حزب الفضيلة الذي اعلن الاسبوع الماضي مقاطعته لمفاوضات الحكومة الجديدة معترضا على تكالب البعض على المناصب وتوزيعها من دون انصاف :

قد أكون حديث عهد بالسياسة إذا قارنت نفسي بالمالكي أو الجعفري أو الشهرستاني وغيرهم من رموزنا الأبطال وقد تكون حنكتي لادارة الأمور واستقراء الأحداث ضعيفة إزاء طروحات وأفكار سياسيونا المحترفون لاني ما زلت تلميذ في مدرسة الحكماء ولكن التلميذ غالباً ما يكون صريحاً ولا يجيد الاختباء خلف الكلمات مثلما يفعل قادتنا الحكماء وعليه سوف أتكلم بصراحة التلميذ عسى ان أكون موفقاً في أنصاف أساتذتي .

لا أحد يستطيع إن ينكر التضحيات الكبيرة التي قدمتها الأحزاب الإسلامية في تقويض نظام الحكم البعثي في العراق خصوصاً حزب الدعوة الإسلامية الذي يعتبر أول تنظيم إسلامي شيعي ،إذ انه أسس بتوجيه شهيد العراق ومفكره الخالد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس) في أواخر الخمسينات نتيجة الحاجة الملحة إلى تشكيل سياسي ينظم شؤون الآمة بعد الفراغ الخطير الذي اكتشفه الصدر نتيجة المد الشيوعي الذي اجتاح العراق في ستينيات القرن الماضي إضافة إلى عدم وضوح أطروحة الحكومة الإسلامية في تنظيرات الفقهاء قبل السيد الخميني (قدس) إلا إشارات بسيطة هنا وهناك أثناء تناولهم لدرس الفقه .
ولا ننسى كيف استطاع هذا الحزب آن يستقبل شباب الآمة وقلبها النابض واخذ يقدم قوافل الشهداء ابتداءاً بالشهيد عبد الصاحب دخيل وانتهاءً بالشهيد عز الدين سليم حتى أمسى هذا الحزب العريق لا يملك سوى ذكريات الشهداء وقبورهم المحفورة في صدر العراق. كما إننا أيضا لا يمكن إن ننكر الجهود العظيمة التي قدمها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وقوات بدر البطلة التي استطاعت أن ترعب الظالمين وتقوض عروشهم والتي توجت باستشهاد مؤسسها وقائدتا وزعيمها الروحي السيد محمد باقر الحكيم (قدس) .

وقد استبشرنا خيراً باستلام هؤلاء (المجاهدون) سلطة بغداد خلفاًً لصدام الذي نهب كل شيء حتى هويتنا الوطنية .. وليتهم لم يفعلوا وحافظوا على ذكرياتهم الجميلة التي رسموها في أذهاننا ويوفوا لدماء شهدائهم .

وحيث أنني أحد أبناء محافظة ميسان ولا أريد أن اسمع عذراً- لان طاغيتنا القديم تعذر بالأخطار الخارجية التي تهدد كيان الآمة العربية وكان يبعثر قوتنا في نزواته المقرفة- ميسان المهمشة من قبل الجميع لم تحصل على شيء في ظل العراق الجديد فلم يجري اي تغير في البنية التحتية لهذه المحافظة الحزينة بالعكس فقد كثرت الصراعات القبلية ونخرنا الفساد الإداري وهدنا الاحتلال وليتهم قد نسونا لنبقى كما كنا سابقاً ولم يلقوا ألينا بشرورهم.
وألان اوجه سؤالي إلى الدكتور الجعفري ما الذي قدمه إلى محافظة ميسان سوى انقطاع مستمر للتيار الكهربائي ، التنمية الاقتصادية المعدومة ، الاغتيالات العشوائية ، المجاري الطافحة ، سرقة نفط المحافظة من قبل حكومة المركز و حكومة كردستان .....ألخ .بعد كل هذا أتريد أن أقول شكراً .

وماذا قدم رئيس كتلة الائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم ل (ميسان) ولينظر بعين الأنصاف هل إن محافظة النجف وكربلاء اكثر ضرراً من ميسان والناصرية والسماوة أم أن سياسة التمييز أصبحت صفة ملازمة لقادة البلد اليتيم . ولنكن اكثر جراءة نحن الجماهير لم ننتخب الائتلاف أيمانا بأشخاصه رغم انهم من وجهة نظرنا افضل الموجودين ، ولكن الجماهير نفذت أمر مرجعيتها الدينية وألا بماذا نفسر عدم حصول بعض قادة الائتلاف في القائمة (169) على مقعد واحد عندما خاضوا الانتخابات بقوائم مستقلة .

بعد هذا أقول نحن حزب الفضيلة الإسلامي الحزب الذي حمل أمانة الصدرين ودماء شهدائكم قاتلنا وناضلنا ضد البعث من داخل أراض الوطن .. فمن قام بانتفاضة شعبان ومن صلى الجمعة المليونية ومن قام بانتفاضة البصرة ومن تحمل جوع الحصار وجور السنين . نحن وإخواننا في الداخل قمنا بكل هذا , ولولانا لما نجحتم أبدا .

نحن_ أبناء الفضيلة_من نمثل جماهير الشارع العراقي وهذا لم يأتي من فراغ وانما للدور الإيجابي الذي مارسه أبناء الفضيلة قبل وبعد سقوط صنم العراق.إذ إننا وبحول الله نملك مناصب مهمة في دوائر الدولة , وهذه أسمائنا أمامكم نلتمسكم ونتحداكم أن تجدوا خلل أو عيب فينا واسألوا أتباعكم . أبهذا التجافي تقابلوننا مالكم كيف تحكمون؟.
ألم نؤسس ونرعى الائتلاف العراقي الموحد ألم نكن اكثر المضحين في سبيل وحدة المذهب والصف العراقي.ثم اسألوا أنفسكم من منكم غير وزير رشحه حزبه بعد أن اكتشف الخلل في أدارته والذي يمثل رمز الكفاءة من وجهة نظر الجعفري. من منكم بدل رئيس حزبه؟. اكتب هذه الكلمات وكلي آمل وثقة بقادتنا ورموزنا إن يبتعدوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ومنافعه الشخصية وان يقدموا مصلحة الإسلام والامة فأننا صبرنا وضحينا فلا تخيبوا أملنا وارجوا إن لا يأتي يوم الذي تحتاجون فيه نصيحة أمثالي وعذراً للصراحة.

د.علي حسين فرج
أمين حزب الفضيلة الإسلامي فرع ميسان

وأكد حزب الفضيلة ان مقاطعته لمفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة نهائية وانه لن يعود اليها حتى لو منح وزارة النفط المختلف عليها والتي يطالب بحقيبتها .
وقال الناطق الرسمي بأسم الحزب صباح الساعدي في مؤتمر صحافي في بغداد اثر مناشدة المكلف بتشكيل الحكومة نوري المالكي للحزب بالعدول عن قرار المقاطعة الذي اعلنه الجمعة الماضي ان الحزب يشكر المالكي على موقفه لكنه ماض في المقاطعة الى نهايتها ولن يعدل عنها حتى لو تقرر منحه وزارة النفط التي كان يطالب بها . يذكر ان هناك اتجاها لتكليف حسين الشهرستاني رئيس مجموعة المستقلين داخل الائتلاف العراقي الشيعي بحقيبة النفط بالضد من رغبة الفضيلة توليها . واشار الى ان دور الفضيلة سيكون ايجابيا ويراقب عمل الحكومة من داخل مجلس النواب .
واكد الساعدي ان مقاطعته لمفاوضات الحكومة ليست مصلحية وانما مبدأية لان تاسيس الدولة العراقية الجديدة بعد سقوط النظام السابق بني على اساس خاطيء وطالب بتصحيح الاخطاء داخل الائتلاف وخارجه حتى يمكن تشكيل حكومة قوية قادرة على معالجة الازمات السياسية والامنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد . وردا على سؤال عما اذا كان انسحاب الفضيلة هذا جاء متأخرا اوضح انه لم يكن كذلك ولكنه اتى بعد ان فشل الحزب في تصحيح مسار المفاوضات وشدد على ان الاساس في تشكيل الحكومة يجب ان يكون مبنيا على ارادة الشعب العراقي ومشاركة جميع اطيافه فيها لتكون كفوءة وقادرة على ان تؤسس لحالة ديمقراطية صحيحة .. مشيرا الى ان مايجري الان عكس ذلك حيث انها تبنى على على اساس شخوص ومسميات تجري وراء استلام المناصب .
وكان حزب الفضيلة اعلن مقاطعته لمفاوضات الحكومة في بيان رسمي الجمعة الماضي فيما يلي نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
إن حزب الفضيلة الإسلامي الذي قبل بخمسة عشر مقعداً ضمن الائتلاف العراقي الموحد تضحية منهُ من اجل حفظ وحدة الائتلاف ، يعلن انسحابه من تشكيلة الحكومة الحالية ، بأننا وجدنا إن الذهنية المتحكمة في تشكيلها هي المصالح الأنانية الضيقة والمكاسب الشخصية والفئوية والتنافس عليها ونسيان الهدف الأساسي الذي هو خدمة المواطن العراقي وتوفير حقوقة الأساسية من الأمن والسيادة والحرية وسائر حقوق الإنسان الأخرى ، ولكننا مع ذلك سيبقى دورنا ايجابياً في تقويم عمل الحكومة ونقل صوت الشعب بأمانة والمساهمة في بناء العراق الحر المزدهر الكريم .
ونرجوا من جماهيرنا خاصة ومن كل شرائح الأمة أن يتفهموا موقفنا هذا.
والله ولي التوفيق

وحول اعلان الحكومة الجديدة توقع عباس البياتي عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد ان يعلن رئيس الوزراء المكلف السيد نوري المالكي الحكومة الجديدة مساء اليوم الثلاثاء.
وقال المالكي في تصريح صحافي اليوم quot;إذا لم تعلن الحكومة مساء اليوم فستعلن صباح غد الاربعاء لان الخريطة الوزارية شبه مكتملة وأشار إلى أن حقيبتي الدفاع والداخلية في طريقهما الى الحسم خلال الساعات المقبلة لكنه رفض الكشف عمن سيتولى هاتين الحقيبتين في التشكيلة الوزارية المرتقبة.
ومن المتوقع ان تعلن الحكومة دون تسمية حقيبتي الدفاع والداخلية حيث سيديرهما رئيس الوزراء المكلف بالوكالة لحين الاتفاق على ترشيح وزيرين يحظيان برضي الكتل البرلمانية.quot;
ومن المتوقع أن تضم التشكيلة الوزارية الكتل كافة بما فيها قائمتي العراقية التي يتزعمها الدكتور اياد علاوي والحوار الوطني التي يتزعمها الدكتور صالح المطلك.

وتواجه عملية تشكيل الحكومة خلافات اضافة الى وزارة النفط تباينا في الموقف من وزارتي الدفاع التي تطالب بها جبهة التوافق السنية والداخلية التي يطالب بها الائتلاف الشيعي .. وعلى العكس من ذلك يصر المالكي على اناطة حقيبتي الوزارتين بشخصيتين مستقلتين لاتنتميان الى حزب او الى مليشيات مسلحة .