إيلاف من الرياض: دعا شيخ دين سعودي بارز شباب بلاده الإثنين، إلى عدم الذهاب للجهاد خارج المملكة العربية السعودية وفق ما نقلته وكالة الانباء السعودية وهو ما يعد اشارة الى عدم الجهاد في العراق لأن الاوضاع مضطربة والاحوال ملتبسة والرايات غير واضحة، مشيرًا إلى أنه ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم وعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج العديد من المفاسد العظيمة .
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد ال الشيخ المفتي العام للملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء في كلمة نقلتها عنه وكالة الانباء السعودية الرسمية quot;رأيت أن أكتب هذه الكلمة بعدما لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله ، وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه ، لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل ؛ فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم من أطراف مشبوهة ، فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد ، يحققون بهم أهدافهم المشينة ، وينفذون بهم مآربهم ، في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية ، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجلquot;.
واضاف آل الشيخ في كلمته quot; سبق أن حذرنا وحذر غيرنا من الذهاب للخارج بهذه الحجة ، لأن الأوضاع كانت مضطربة ، والأحوال ملتبسة ، والرايات غير واضحة ، وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمةquot;
وعدد آل الشيخ مجموعة المفاسد التي ترتبت عن هذا الامر بقوله quot;اولاً: عصيان ولي أمرهم ، والافتيات عليه ، وهذا كبير من كبائر الذنوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني) ويقول صلى الله عليه وسلم (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره) والأدلة في تحريم معصية ولي الأمر كثيرة ، ثانياً: وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا ، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة بإجماع أهل الحل والعقد ، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) أخرجه مسلم ، ثالثاً: وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض ، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم ، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة ، رابعاً: استغلالهم من قبل أطراف خارجية ، لإحراج هذه البلاد الطاهرة ، وإلحاق الضرر والعنت بها ، وتسليط الأعداء عليها ، وتبرير مطامعهم فيها .
وهذا من أخطر الأمور إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره إلى الأمة المسلمة ، وطال شره بلادًا آمنة مطمئنة ، وفعلهم هذا فيه إدخال للوهن على هذه البلاد وأهلهاquot;.
ويعتبر هذا البيان الثاني من نوعه خلال شهر رمضان الحالي بعد دعوة اخرى للشيخ سلمان العودة كان قد اطلقها في وقت سابق دعا فيها زعيم القاعدة اسامة بن لادن الى مراجعة نفسه بعد ان كان العودة احد ابرز مساندي القاعدة.
وفي مايلي نص الرسالة

من عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ إلى عموم إخوانه المسلمين :
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
فإن الله قد أوجب على المسلمين التناصح فيما بينهم والتواصي بالحق ، يقول الله تعالى // وتواصوا بالحق // ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم // لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه // . وإني من باب الشفقة على شبابنا ، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ، رأيت أن أكتب هذه الكلمة بعدما لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله ، وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه ، لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل ؛ فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم من أطراف مشبوهة ، فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد ، يحققون بهم أهدافهم المشينة ، وينفذون بهم مآربهم ، في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية ، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل .
وقد سبق أن حذرنا وحذر غيرنا من الذهاب للخارج بهذه الحجة ، لأن الأوضاع كانت مضطربة ، والأحوال ملتبسة ، والرايات غير واضحة ، وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة منها:
1 ndash; عصيان ولي أمرهم ، والافتيات عليه ، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم // من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني// ويقول صلى الله عليه وسلم // السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره // والأدلة في تحريم معصية ولي الأمر كثيرة .
2 ndash; وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا ، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة بإجماع أهل الحل والعقد ، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم // من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية // أخرجه مسلم .
3 ndash; وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض ، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم ، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة .
4 ndash; استغلالهم من قبل أطراف خارجية ، لإحراج هذه البلاد الطاهرة ، وإلحاق الضرر والعنت بها ، وتسليط الأعداء عليها ، وتبرير مطامعهم فيها .
وهذا من أخطر الأمور إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره إلى الأمة المسلمة ، وطال شره بلادا آمنة مطمئنة ، وفعلهم هذا فيه إدخال للوهن على هذه البلاد وأهلها .
ومعلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر ، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش ، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدها والزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي الأمر ، بل أن علماء الأمة أهل الحديث والأثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم ، وأكدوا عليه في كلامهم ، يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ في الأمراء // هم يلون من أمورنا خمسا : الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود ، والله ما يستقيم الدين إلا بهم ، وإن جاروا وظلموا ، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون ، مع أن والله إن طاعتهم لغيظ وإن فرقتهم لكفر // ويقول الطحاوي ـ رحمه الله ـ // والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى يوم القيامة ، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما // ويقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في العقيدة الواسطية // ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا // .
وهذا الأمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا بأمر الإمام وتحت رايته، والأصل في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم // إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به ، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر وإن يأمر بغيره كان عليه منه // أخرجه الشيخان ، وغيره من الأحاديث في هذا الباب وعلى هذا جرى إجماع الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من سائر المسلمين ، وعليه فإن الذهاب بغير إذن ولي الأمر مخالفة للأصول الشرعية ، وارتكاب لكبائر الذنوب والمحرض لهؤلاء أحد رجلين :
ـ إما جاهل بحقيقة الحال ؛ فهذا يجب عليه تقوى الله عز وجل في نفسه وفي بلاده ، وفي المسلمين ، وفي هؤلاء الشباب ، فلا يزج بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها الأمور ، فلا تتضح الراية الصحيحة من غيرها ويزعم أن ذلك جهادا .
ـ وإما رجل يعرف حقيقة الحال ، ويقصد إلحاق الضرر بهذه البلاد وأهلها بصنيعه هذا، فهذا والعياذ بالله يخشى عليه أن يكون من المظاهرين لأعداء الدين على بلاد التوحيد وأهل التوحيد ، وهذا خطر عظيم .
وواجب الجميع تقوى الله عز وجل والتبصر في حال الأمة ، والعمل وفق شرع الله ، والصبر في طريق العلم والتعليم والدعوة ، وعدم الاستعجال والتهور ، وليعلم الجميع أن الأيام دول ، وأن الله ناصر من نصر دينه ، وأن العاقبة لأهل التقوى ، فالنصيحة أن نجتهد في تعليم الناس التوحيد ونحملهم عليه ، وعلى القيام بحق الله عز وجل وهذا واجب العلماء والدعاة وطلبة العلم ، مع إعداد القوة والتهيؤ للعدو ، وهذا من واجبات ولي الأمر .
كما أوصي أبنائي الشباب بطاعة الله قبل كل شيء ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم ، هذا مقتضى الشريعة ، وأوصي أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين ، كما أحث إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس ، والأخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع ، وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء الهوى ، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع .
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا هداة مهتدين ، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأن يبصرنا بمواطن الزلل منا ، كما أسأله سبحانه أن يعز دينه ويعلي كلمته وينصر عباده الموحدين ، وأن يحفظ على بلادنا وسائر بلاد المسلمين الأمن والإيمان ، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأسأله سبحانه أن يغفر لنا ويرحمنا وأن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يخافه فينا ولا يرحمنا ، إنه سبحانه سميع مجيب . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ،،،
المفتي العام للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء .