نيويورك (الامم المتحدة)&- اكد العراق في رسالة ثانية وجهها الى الامم المتحدة ستعداده لاستقبال مفتشي الاسلحة في اقرب الاجال لكن واشنطن رفضت ذلك متهمة بغداد بالتلاعب بالالفاظ".&وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جو-آن بروكوفويتش ان "العراق مستمر بالتلاعب بالالفاظ وبعدم الامتثال" للواجبات التي حددتها الامم المتحدة.
&واضافت ان العراق "سيواصل اطلاق الوعود المتناقضة وسيختار اخيرا الرسالة التي ستوفر الاستفادة التكتيكية الفضلى في الوقت المناسب". واكدت ان العراق "يستجيب للضغوط لكنه سيعاود التهرب عندما يظن ان الامر ممكن".&وقد بعث العراق السبت برسالة جديدة الى الامم المتحدة اكد فيها موافقته على استئناف عمليات التفتيش لنزع السلاح لكنه لم يغير شروط الوصول الى القصور الرئاسية، كما اعلن في فيينا مارك غوزديكي المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
&وكان العراق بعث برسالة اولى في هذا المعنى في 10 تشرين الاول/اكتوبر الى هانس بليكس رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة والى محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد انتقدتها واشنطن بقوة امس الجمعة.&واوضحت المتحدثة الاميركية ان واشنطن تعتبر ان "على مجلس الامن ان يقول للعراق ما يتعين عليه القيام به وما سيحصل اذا لم يفعل ما يطلب منه. لذلك نريد ان يتبنى مجلس الامن قرارا حازما يضع ضغطا متواصلا لا لبس فيه على العراق لحمله على تنفيذ واجباته".
&غير ان تبني مثل هذا القرار غير مرجح قبل النقاش العام حول العراق المبرمج في مجلس الامن الاربعاء، بطلب من دول عدم الانحياز، والذي سيتيح لكافة الدول الاعضاء التعبير عن موقفها بشأن هذا الملف.&&وقد يمكن هذا الاجل من التغلب على الانقسام بين الدول دائمة العضوية في مجلس الامن حيث ترفض روسيا وفرنسا اللجوء الالي لاستخدام القوة الذي تطالب به واشنطن التي تواصل تركيز قواتها قرب العراق.
&وستتم بالتأكيد اثارة قضية "الكيل بمكيالين" (اذ يؤخذ على العراق عدم تطبيق 16
&قرارا لمجلس الامن على حين ترفض اسرائيل تطبيق 28 قرارا) خلال هذا النقاش خاصة من قبل الدول العربية.&وتأكيدا لحسن نية بغداد اعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في مقابلة تنشرها مجلة "دير شبيغل" في عددها الصادر الاثنين ان خبراء نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة سيكونون احرارا في "التفتيش في كل مكان وبالطريقة التي يرونها مناسبة".
&من جهة اخرى حذر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز السبت في ختام زيارة للبنان ان العراق سيكون "الهدف الاول وليس الوحيد" لاي ضربة عسكرية اميركية محتملة ضد العراق محذرا من تقسيم العديد من الدول في حال تقسيم العراق.&وقال المسؤول العراقي في حديث الى تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال "ان العراق هو الهدف الاول الا انه ليس الهدف الوحيد" مضيفا "وعندما سيقسم العراق لا يظن احد من البلدان المجاورة انه سينجو من الهيمنة والسيطرة الاميركية او سينجو من التقسيم او من خطة تغيير المنطقة".
&وتابع عزيز "كل البلدان العربية معرضة للتقسيم" مشيرا الى المملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان والاردن "المعرض لان يصبح الوطن البديل".
&من جانب اخر اصدر علماء الدين المسلمون في العراق السبت فتوى تقضي "باعلان الجهاد على الادارة الاميركية" اذا ما وقع "العدوان العسكرى على العراق" حيث يؤكد العراقيون تمسكهم برئيسهم مع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر الثلاثاء للتجديد لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات للرئيس صدام حسين الموجود في السلطة منذ 1979.&وتأتي هذه الفتوى في الوقت الذي تتساءل فيه الادارة الاميركية على رؤوس الاشهاد عن شكل الحكومة القادمة في العراق، بعد الاطاحة بصدام حسين، التي ستوضع تحت وصاية عسكريين اميركيين.