الوقف الشيعي العراقي: البيان تحريض على الاحتراب
مفتي السعودية: مشايخ quot;بيان الشيعةquot; لا يمثلوننا
أسامة مهدي من لندن: دعا الشيخ عبد العزيز ال شيخ المفتي العام في السعودية العراقيين الى التوحد ونبذ العنف والطائفية موضحا ان البيان الذي اصدره مشايخ سعوديون ضد شيعة العراق لايمثل رأي المملكة وانما رأيهم الشخصي في حين وصف الوقف الشيعي في العراق البيان بانه تحريض على الاحتراب الطائفي.
وقال عبدالله البندر المقرب من ال شيخ ان المفتي العام للملكة يؤكد دائما ضرورة التوحد بين جميع المذاهب ونبذ الفرقة وتحقيق المساواة وعدم الظلم، مشيرا الى ان رأي هؤلاء العلماء لا يمثل وجهة نظر المملكة او دار الافتاء العامة وان هذا البيان هو رأي شخصي لهؤلاء العلماء.
واوضح البندر ان المملكة تسعى الى توحيد كلمة العراقيين فضلا عن اشاعة روح الاسلام السمحة المعتمدة على الوحدة والتسامح وعدم ايذاء الآخر. واضاف في تصريح خاص لصحيفة quot;الصباحquot; البغدادية نشرته اليوم ان ال شيخ يرفض كل كلام يدعو الى مزيد من العنف واراقة دماء المسلمين، موضحا انه قبل سنتين نشرت فتاوى تحرض على الذهاب الى العراق للجهاد الامر الذي لاقى رفضا شديدا من المفتي العام والعلماء الاجلاء في دار الافتاء في المملكة.
واستضافت السعودية نهاية شهر رمضان الماضي مؤتمر رجال الدين العراقيين الذي صدرت عنه وثيقة مكة التي حرمت استباحة الدم العراقي شيعيا كان ام سنيا وكذلك التحريض على الطائفية او تشجيعها .
وكان 38 شيخا سعوديا اصدروا بيانا مطلع الاسبوع الحالي قالوا فيه (بعد قرابة أربع سنوات مرت على احتلال العراق؛ ظهر جليًّا أن الهدف هو الاستيلاء على العراق شراكة بين الصليبيين والرافضة الصفويين؛ تمكينًا لمطامعهم في المنطقة، وحماية لليهود المحتلِّين، وإقصاءً للنفوذ السني فيها، ومحاصرة للسنة في المنطقة كلها؛ لتشكيل هلال شيعي لا تخفى أطماعه ومخططاته، وأصبح العراق بإسلامه وعروبته، وبجغرافيته وتاريخه وثرواته؛ يراد له أن يتبدد وينهب، وأصبح إعلان التقسيم رسميًّا يتوقع في أي لحظة، فللرافضة الجنوب وأهم محافظات الوسط، وللأكراد الشمال، وللسنة ما بقي من أرض الوسط ) .
واضاف المشايخ السعوديون ( ولم تترك أحداث العراق للرافضة الإثني عشرية وأشياعهم من سائر فرق الباطنية من سربال ولا ستر ولا تقية، فقد أظهر الله سرهم علانية، وفضحهم على رؤوس الأشهاد؛ لمن كان له قلب وسلم من الهوى؛ فقد سارعوا في هوى الصليبيين واحتضنوهم وحموا ظهورهم، وتخندقوا جميعًا في حرب العراق وتقسيمه. لقد أثبتوا بصورة عملية كل ما كان مسطورًا عندهم في كتبهم مما كانوا يخادعون المسلمين بعكسه تقية، ففي نشوة النصر لم يتمالكوا أنفسهم، فظهرت أخلاقهم المرذولة، وعقائدهم البغيضة، فقالوا وفعلوا ما يشهد لهم بأنهم أمة واحدة مع تعدد مذاهبهم وبلدانهم وأجناسهم، وأن ما يفعلوه في ديار أهل السنة من بيعة وطاعة ومهادنة، ماهو إلا مداراة ومصانعة حتى تتهيأ لهم الظروف ) .
ومن بين الموقعين على البيان الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى سابقا والشيخ ناصر بن سليمان العمر وكيل كلية أصول الدين في جامعة الامام محمد بن سعود سابقا والمشرف العام على موقع quot;المسلمquot; في شبكة الانترنت.
وقد استنكر ديوان الوقف الشيعي البيان التحريضي الذي وقعه المشايخ السعوديون .
وقال صالح الحيدري رئيس الديوان في تصريح صحافي ان العراقيين جميعا باطيافهم وقومياتهم واديانهم كافة يستنكرون البيان الذي يثير النعرات الطائفية ويحرض على الاحتراب الطائفي.
واضاف الحيدري ان منبع هذا البيان هو الافكار المنحرفة التي يحملها البعض والتي تتبنى الاعمال الارهابية في جميع البلدان العربية والاسلامية وغيرها . واشار الى ان اهل العراق لم يألفوا سابقا مثل هذه التوجهات العدائية الظالمة والكاذبة وان الذي يحصل اليوم على ارض العراق هو ما يصدره هؤلاء الذين وقعوا هذه الورقة الصفراء حسب وصفه.
وشدد الحيدري على ان الشعب العراقي متمسك بوحدته وان الخزي والعار سيلحق بالذين يريدون للعراق الدمار والتفرقة من اصحاب الاقلام الأجيرة المجرمة التي يعرفها العالم اجمع.
ومن جانبها هاجمت الحوزة العلمية الشيعية في مدينة النجف العراقية الاثنين الماضي المشايخ السعوديين الموقعين على البيان واتهمتهم باستباحة دماء واعراض واموال الشيعة ودعت المسؤولين السعوديين الى موقف حازم ضد هذه الفتاوى .
وقالت الحوزة النجفية في بيان صحافي ارسلت الى quot;ايلافquot; نسخة منه انه في الوقت الذي
استهدفت زمر التكفيريين والبعثيين الصداميين مجددا المواطنين العزل الأبرياء من المسلمين في بغداد اليوم ما أدى الى سقوط أكثر من 200 من العمال الفقراء بين قتيل وجريح فان 38 شيخا من مشايخ السعودية بينهم أساتذة جامعيون حاليون وسابقون وقضاة وموظفون حكوميون في مؤسسات دينية يصدرون فتوى يحرضون فيها على الفتنة بين المسلمين ويشجعون تابعيهم والغافلين من سامعيهم على استباحة دماء وأعراض وأموال المسلمين الشيعة في العراق وغير العراق لا لشيء إلاّ لأنهم من أتباع مذهب أهل البيت (ع) .
واكدت الحوزة أن التشجيع المبطّن بالتغافل عن فتاوى كهذه وعدم ردع مصدريها ومساءلتهم ومقاضاتهم شرعا وقانونا يحمِّل المسؤولين الحكوميين الساكتين عن قول الحق مسؤولية عدم النهي عن المنكر تجنبا للفتنة بين المسلمين التي بات شررها يتطاير ليعم المنطقة بأسرها وفي مقدمتها الدول المحرِّضة بفكرها ومشايخها وسياستها وأموالها وإعلامها ومفخخيها على ارتكاب المجازر تلو المجازر على أرض علي والحسين والأئمة الأطهار(ع)وأتباعهم وشيعتهم ومحبيهم وأهل مودتهم. واشارت الى انها ترقب من حكومة المملكة ومشايخها الآخرين القيام بواجبها وواجبهم الملقى على عاتقها وعاتقهم دون إبطاء .
التعليقات