لندن-واشنطن: اعلن الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس قائد القوة المتعددة الجنسيات في العراق اليوم الثلاثاء انه لا يشك في ان ايران تزود الميليشيات العراقية بالسلاح، موضحا في الوقت نفسه انه لا يرغب في تدخل عسكري في ايران.

وخلال زيارة الى لندن، ابرز حلفاء الولايات المتحدة في العراق، قال الجنرال بترايوس انه يامل في ان تنتهي ايران بلعب دور بناء بدلا من دور مدمر في العراق. وقال quot;ما من شك في الانعكاس الدموي والمضر جدا لانشطة الدعم الايراني لهذه الميليشياتquot;.

والجنرال بترايوس هو في طريق العودة الى العراق مع السفير الاميركي في هذا البلد، بعد ان عرض شهادته امام الكونغرس الاميركي الاسبوع الماضي حول الوضع الميداني.واكد الجنرال مجددا في لندن ان هناك مؤشرات واضحة على ان ايران تدرب ميليشيات وتزود اسلحة بما في ذلك صواريخ وشحنات ناسفة يدوية الصنع ادت الى مقتل العديد من جنود التحالف.

واوضح من جهة اخرى ان القوات الاميركية تركز جهودها لوقف تدفق الاسلحة من ايران اضافة الى تنقلات عناصر الميليشيات الذين يحصلون على التدريب فيها. وردا على سؤال حول احتمال تدخل اميركي في ايران، اجاب quot;لم اسع بالتاكيد الى الحصول على اذن بعبور الحدود للدخول الى ايران. اننا منهمكون فعلا في العراقquot;.

من جهته، اعلن راين كروكر للصحافيين انه يعتقد ان طهران منقسمة بين دعم الميليشيات وتعزيز الاستقرار لدى جارها العراقي. واعلن كروكر الذي شهد هو الاخر امام الكونغرس quot;على الايرانيين ان يتخذوا قرارا --ان مصلحتهم على المدى الطويل ينبغي ان تنتصر على ارادتهم الاستراتيجية على المدى القصير في طرح مشاكل امامنا، نحن بصفتنا التحالفquot;. وقال quot;لا يمكنهم الحصول على الاثنين معاquot;.

أبي زيد: يمكن quot;التعايشquot; مع إيران النووية

على صعيد آخر، قال القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جون أبي زيد، إن الولايات المتحدة وحلفائها يمكنهم quot;التعايشquot; مع إيران النووية، في الغضون انتقدت إيران دعوة فرنسا العلانية لأوروبا للاستعداد لشن حرب على الجمهورية الإسلامية حال رفضها الاستجابة للمطالب الدولية بوقف برنامجها النووي. إلا أن أبي زيد، الذي تقاعد في مارس/آذار عقب قيادته للقيادة المركزية الوسطى لثلاث سنوات، شدد خلال كلمة أمام quot;مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، على ضرورة مواصلة الولايات المتحدة وحلفائها الضغوط للحيلولة دون تطوير حكومة طهران لسلاح نووي.

وعّقب قائلاً في هذا الصدد quot;نحتاج إلى الضغط بكل ما نملك من قوة على المجتمع الدولي والإيرانيين لوقف تطوير سلاح نووي، وعلينا أن لا ندخر خياراً للتعامل مع هذا الأمر.quot;

واتهم الجنرال المتقاعد قيادات إيران بانتهاج سياسات quot;طائشةquot; والسعي للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط. وأضاف قائلاً quot;أعتقد أن الولايات المتحدة، وبقوتها العسكرية العظمى يمكنها إحتواء إيران.quot; وأردف quot;دعونا نواجه الأمر-- تعايشنا مع الاتحاد السوفيتي النووي، والصين النووية، ونعيش بقوى نووية كذلك.quot;

وتابع quot;من الواضح ان إمتلاك الإيرانيين لقنبلة نووية سيدفع الدول الأخرى في المنطقة في هذا الإتجاه، وهذا ليس بالنبأ السار في منطقة متوترة للغاية.quot; وقال إن على الولايات المتحدة إيصال رسالة واضحة إلى الإيرانيين مفادها إنه في حال quot;تطويركم سلاح أو سلاحين نوويين، فلن يتسن لكم مطلقاً منافستنا بجبروتنا العسكري الحقيقي وقوانا.quot;

وتقود ثلاث قوى أوروبية - فرنسا، وبريطانيا وألمانيا، مفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، الذي تشتبه الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، أنه لأغراض عسكرية فيما تشدد حكومة طهران أنه لاستخدامات مدنية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر قد دعا أوروبا الأحد إلى الاستعداد لحرب ما لم تستجب إيران للمطالب الدولية بوقف البرنامج النووي. بادرت إيران، وعلى لسان الناطق باسم الخارجية محمد علي حسيني، انتقاد تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بالإشارة إلى أنها لا تنطبق مع الخطوط العريضة لسياسات الاتحاد الأوروبي حول الجمهورية الإسلامية. وأضاف قائلاً quot;نامل أن لا تعكس تلك التصريحات مواقف فرنسا الحقيقة والإستراتيجية.quot;

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إن استخدام مصطلحات مثيره للازمات يتعارض مع مكانه فرنسا التاريخية والثقافية والحضارية وان مواكبه هذه التصريحات مع استراتيجيات الإدارة الأميركية الفاشلة يدل علي تأثير الإيحاءات غير الحقيقية ومعلومات الآخرين الخاطئة التي لا تخدم مصالح فرنسا.quot;