واشنطن، وكالات:تبادل المرشحان الديمقراطيان لإنتخابات الرئاسة الأميركية السيناتور هيلاري كلينتون والسيناتور باراك أوباما الأدوار بعد فوز الأخير بأربع جولات إنتخابية دفعة واحدة على مدار اليومين الماضيين وتحويل تأخره طوال السباق الى تفوق على منافسته في عدد الوفود الإنتخابية التي فاز بها حتى الآن. وسعت كلينتون قبل يوم واحد من 3 جولات انتخابية جديدة في فيرجينيا وميريلاند ومقاطعة كولومبيا الى جلب المزيد من تعاطف الناخبين معها بعد ان حرص العاملون في حملتها الانتخابية على التأكيد على انها تحولت الى المرشح quot;المظلومquot; في السباق.

وبلغت حصيلة اوباما حتى الان من الجولات الانتخابية السابقة نحو 958 وفدا انتخابيا في مقابل 904 وفود لكلينتون التي مازالت تتفوق بهامش ضئيل كونها تحتفظ بعدد اكبر من quot;الوفود المميزةquot; التي تمنح مسؤولين كبارا في الحزب حق التصويت ويبلغ عددها 796 وفدا حصلت كلينتون على 213 وفدا منها مقابل 139 لاوباما بينما لم يكشف الباقون عن مرشحهم المفضل حتى الان.

ويحتفظ اوباما بفرصة اكبر في انتخابات الثلاثاء نظرا لوجود نسبة كبيرة من الاميركيين السود لاسيما في مقاطعة كولومبيا وولاية ميريلاند الا ان كلينتون مازالت تراهن على اصوات الناخبين ذوي الاصول اللاتينية في ولاية فيرجينيا.

وكانت كلينتون قد اجرت امس تغييرات في قيادة حملتها الانتخابية حيث منحت كبيرة الموظفين السابقين لها اثناء فترة وجودها في البيت الأبيض ماجي وليامز منصب مدير الحملة الانتخابية على حساب باتي سوليس دويل وذلك بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها كلينتون مؤخرا.

ومازالت كلينتون تحتفظ بفرصة هائلة للعودة الى السباق بقوة واستعادة تفوقها عبر بوابة تكساس واوهايو اللتين تعقدان انتخاباتهما التمهيدية يوم 4 مارس المقبل ثم في ولاية بنسلفانيا يوم 22 ابريل القادم وهي الولايات التي تتركز فيها نسبة كبيرة من ذوي الاصول اللاتينية والعمال الذين يؤيدون كلينتون بقوة.

وفي شأن اخر حافظت السيناتور كلينتون على تفوقها في ولاية نيومكسيكو التي بدأت انتخاباتها يوم الثلاثاء الماضي ومازالت عمليات حصر الاصوات مستمرة فيها حتى الأن والتي اشارت الى حصول كلينتون على 1066 صوتا اكثر من اوباما من اصل 154 ألف صوت تم فرزها فيما يتبقى نحو 17 ألفا و276 صوتا.

ومن ناحية أخرى افادت مصادر سياسية هنا أن السيناتور اوباما سيلتقي اليوم مع المرشح الرئاسي السابق جون ادواردز في منزله بولاية كارولينا الشمالية بعد ان التقته كلينتون يوم الخميس الماضي وذلك في مسعى من المتنافسين لنيل تأييد ادواردز.

وعلى صعيد الحزب الجمهوري حافظ السيناتور جون ماكين على الصدارة بفارق مريح عن منافسه الرئيسي حاكم اركانساس السابق مايك هاكبي الذي اعلن امس عزمه طلب اعادة فرز نتائج انتخابات ولاية واشنطن على خلفية اعتقاده بعدم احتساب 1500 صوت وذلك بعد اعلان فوز ماكين رسميا بالولاية اثر تفوقه بنسبة 2 في المئة من الاصوات بعد فرز 87 في المئة منها.

ومازال ماكين يحتفظ بفرصة اكبر في الفوز بحق ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة غير ان فوز هاكبي بعدد كبير من ولايات الجنوب والولايات ذات الاغلبية المحافظة يظهر معاناة ماكين بين هذه الفئة التي تعد القاعدة الرئيسية للحزب الجمهوري. ويواجه ماكين مشكلة حقيقية في التقرب الى المحافظين والمتدينين في الحزب الجمهوري لاستقطاب اصواتهم مع الاحتفاظ في الوقت ذاته باصوات مؤيديه من الجمهوريين المعتدلين والمستقلين وبعض الديمقراطيين.

وفي سياق آخر ندد كبار المسؤولين في الحزب الديموقراطي وعلى رأسهم المتنافسين اوباما وكلينتون بالمشروع الاخير للادارة الاميركية القاضي باجراء توقف قصير في عملية سحب القوات الاميركية من العراق في تموز/يوليو المقبل. وقال اوباما في بيان quot;بدلا من الوعود الكاذبة والاستراتيجية المغلوطة فان الاميركيين بحاجة الى سحب سريع ومسؤول لالويتنا المقاتلة، الامر الذي سيخفف العبء عن جيشنا، وسيدفع العراقيين الى المصالحة، وسيتيح لنا التركيز على الاولويات التي اهملها جورج بوشquot;.واضاف اوباما quot;في الوقت الذي تضع فيه الادارة الحالية انسحابنا في توقف دائم فان اسامة بن لادن يبقى فارا وافغانستان تنزلق نحو الفوضى، ونحن ننفق مليارات الدولارات اسبوعيا في بغداد بدلا من مساعدة الاميركيين الذين يعانون هناquot;.

من جهتها قالت هيلارى كلينتون في تصريح صحافي انها quot;شعرت بخيبة كبيرةquot; لتصريحات وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس التي دعم فيها فكرة اجراء توقف قصير في خفض القوات الاميركية في العراق بعد تموز/يوليو المقبل.واضافت كلينتون quot;هذا يعني بانه سيكون لدينا قوات في العراق في صيف 2008 تعادل ما كان لنا مطلع العام 2007quot; ودعت quot;الرئيس (بوش) الى انهاء الحرب التي بدأها وتحمل مسؤولية اعادة شباننا من رجال ونساء الى بيوتهمquot;.

وقالت كلينتون ايضا quot;قلت مرارا انه لا يوجد حل عسكري وبان الوقت حان لاراحة العسكريين الاميركيين من مسؤولية لعب دور الحكم في الحرب الاهلية العراقيةquot;.ووعدت كلينتون بquot;المضي في ممارسة الضغوط في الكونغرس وخلال حملتها الانتخابية لينهي الرئيس الحرب في العراق قبل ان يترك مهامهquot;.