بكين: يستهل الرئيس الروسى المنتهية ولايته فلاديمير بوتين زيارة الى ليبيا فى خطوة رامية إلى تعزيز نفوذ بلاده فى الشرق الاوسط.ومن المتوقع ان تسيطر موضوعات الطاقة والديون والاسلحة على المفاوضات خلال زيارته التي ستكون احد آخر ما يقوم به من زيارات قبل ان يترك منصبه في مايو.

وكانت الدولة الافريقية الغنية بالنفط شريكا هاما للاتحاد السوفيتى السابق, لكن بعد تفكك الاتحاد تلاشت العلاقات بين البلدين تدريجيا حيث تضاءل النفوذ الروسى فى الشرق الاوسط.

وخلال السنوات القليلة الماضية ازدادت القوة الوطنية الروسية بشكل كبير ويقوم هذا البلد ببذل جهود لتعزيز نفوذه في الشرق الأوسط.

وقال الكرملين يوم الاثنين فى بيان quot;سيقوم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بزيارة الى ليبيا يومى 16 و17 ابريل 2008 تلبية لدعوة زعيم الثورة الليبية معمر القذافىquot;.

وتأتي زيارة بوتين في الوقت الذي يعاد فيه تأهيل ليبيا الى المجتمع الدولى بعد سنوات من العزلة.

وعززت ليبيا من دورها فى افريقيا والشرق الاوسط منذ 2003 عندما رفعت الامم المتحدة العقوبات المفروضة عليها منذ 11 سنة, ومن المتوقع ان يشهد هذا الدور مزيدا من التعزيز بحصول ليبيا على عضوية غير دائمة في مجلس الامن الدولى منذ 1 يناير 2008.

يذكر ان وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف قام بزيارة ليبيا فى ديسمبر الماضى لتمهيد الطريق أمام القمة المقبلة.

وقال لافروف عقب زيارته الى ليبيا انه سيتم خلال القمة التوقيع على حزمة من الاتفاقات.

الطاقة و الديون والاسلحة تسيطر على جدول اعمال بوتين

وقال لافروف الذى سلم رسالة شخصية من بوتين الى الزعيم الليبى quot;ان حزمة الاتفاقيات التى من المتوقع ان تعتمد فى المجالات الاقتصادية والسياسية والفنية العسكرية مثيرة للاعجاب.quot;

وستكون الطاقة على راس جدول اعمال زيارة بوتين التى تستغرق يومين لليبيا, واعربت عملاق الطاقة الروسية (غازبروم) عن اهتمامها بليبيا ومن المقرر ان يتم إبرام اتفاق حول مشروع للغاز, حسب وسائل الاعلام الروسية.

وتسعى ليبيا للحصول على تعاون دولى فى برنامجها للطاقة النووية, وسيقوم الزعيمان بمناقشة تلك المسألة.

وكانت ليبيا مشتريا رئيسيا للاسلحة السوفياتية فى الثمانينيات حيث تنوعت مشترواتها من المعدات العسكرية من مقاتلات نفاثة ومروحيات ودبابات وغيرها.

ولكن بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وفرض عقوبات الأمم المتحدة توقفت تجارة الاسلحة بين البلدين.

ولذلك فان استئناف هذه التجارة هو موضوع هام آخر للمناقشات, ونقلت صحيفة روسية عن مصدر في صناعة الطائرات قوله ان روسيا أعدت عقود اسلحة تبلغ قيمتها ثلاث مليارات دولار اميركى لزيارة بوتين.

بالاضافة الى ذلك سيقوم بوتين أيضا بمفاوضات حول إعادة تسديد ديون ليبية إلى روسيا منذ العهد السوفييتي تقدر قيمتها بـ3.5 مليار دولار اميركى وتسعى ليبيا إلى الغائها.

وقال بوتين الشهر الماضى فى اجتماع برلمانى انه سيحاول حل الخلافات الاقتصادية بين البلدين.

وتستهدف زيارة بوتين الى ليبيا تعزيز العلاقات الثنائية بالإضافة إلى ريادة عودة موسكو إلى الشرق الأوسط.