مندوبون من الفصائل الفلسطينية في مصر لمناقشة التهدئة
تقديرات إسرائيلية: باراك يميل لإقرار التهدئة

خلف خلف من رام الله: منذ صباح اليوم الاثنين قتل سبعة فلسطينيين في قطاع غزة من بينهم أربعة أطفال ووالدتهم، وأطلقت الأجنحة العسكرية الفلسطينية باتجاه البلدات الإسرائيلية ثلاثة صواريخ محلية الصنع لم توقع سوى أضرار مادية بسيطة. ولكن إذا لم تتطور حالة الفعل ورد الفعل، فأن التهدئة بين الجانبين في طريقها للإقرار، حيث يميل وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك للمصادقة عليها. وهذا ما يتضح من تقديرات لمحافل أمنية إسرائيلية. ويصل اليوم مندوبون من الفصائل الفلسطينية إلى العاصمة المصرية للتباحث في موضوع التهدئة مع الجانب الإسرائيلي والذي بلورته حركة حماس مع القيادة المصرية خلال الأيام الماضية. وسيصل خلال الأسبوع الجاري أيضا وفدان من حركة حماس- واحد من غزة وآخر من دمشق، لحضور المحادثات ذاتها التي يتوقع لها الاستمرار لغاية الأربعاء المقبل.

ومنذ عدة أيام تنتعش الآمال الشعبية في قطاع غزة في ظل الحديث عن إمكانيات التوصل لتهدئة تقود لرفع الحصار المستمر منذ ما يزيد 10 أشهر وأنهك كاهل المواطنين، وحول شوارع القطاع لمطارات، في ظل أزمة الوقود وتوقف كافة المركبات عن الحركة، وتعاني كذلك المستشفيات والمؤسسات الصحية من نقص شديد في الأدوية، ويستخدم المواطنون في القطاع الأنفاق بين مصر وغزة لتأمين بعض احتياجاتهم الأساسية.

والتطلعات الفلسطينية بتهدئة تقود لرفع الحصار تصطدم بمماطلة إسرائيلية منذ عدة أيام، فتل أبيب لم تعلن بعد موقفها الرسمي رغم أن حماس سلمت اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية نص اقتراحها بخصوص التهدئة، وتكتفي إسرائيل منذ يومين بإصدار تلميحات تربط الموافقة بنتائج حوار الفصائل الفلسطينية الذي سيبدأ اليوم، وبحسب تقارير تناقلتها وسائل الإعلام العبرية فأن التهدئة مع حماس لن تتم إلا في حال تمكنت الأخيرة من ضبط عملية إطلاق الصواريخ والقذائف من قبل كافة الأجنحة العسكرية الفلسطينية صوب البلدات الواقعة في جنوب إسرائيل.

ونقلت صحيفة معاريف الصادرة اليوم الاثنين عن ضابط إسرائيلي كبير قوله: quot;الاتفاق (للتهدئة) لا يخدم الجيش الإسرائيلي، الذي نجح في خلق عزل بين الضفة والقطاعquot;، ويضيف الضابط: quot;إذا فتحنا لهم المعابر كما تطلب حماس، سيبدأ ازدهار اقتصادي في قطاع غزة سيسجل أولا وقبل كل شيء في صالح حماس. إذا أوقفنا النشاط المبادر على طول قطاع غزة فان حماس ستنتقل إلى عملية استعداد متجددة وتواصل تعاظم القوىquot;

ومع ذلك، تدعي محافل أمنية بان وزير الدفاع أيهود باراك يميل إلى إقرار اتفاق التهدئة شرط أن تسبق الخطوة ضمانة مصرية بتنفيذ الشروط وحث عملية تحرير جلعاد شليت. ونقل عن مصدر عسكري كبير القول: quot;واضح لنا أن إسرائيل تقف أمام معضلة. عمر سليمان، بإسناد إسرائيلي بذل جهودا كبيرة لبناء اتفاق التهدئة. وإذا ما أفشلنا الآن هذه الجهود سنمس بمصر وبعملية الوساطة لتحرير جلعاد شليتquot;.

وأضافت محافل الأمن الإسرائيلية بأنه يوجد ضغط أميركي للوصول إلى انجاز سياسي استعدادا لزيارة الرئيس الأميركي المرتقبة إلى إسرائيل. كما أن وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ستزور إسرائيل لحث المسيرة وحملها على الوصول إلى اتفاق عام قبل زيارة الرئيس .

ومن جانبه، أوضح داني روتشيليد المنسق الأسبق لشؤون الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية أنه إذا استمر الوضع بالشكل الذي يتحرك فيه حاليا، فان التدهور مضمون. ويقول: quot;إسرائيل توجد في فترة حساسة للغاية من ناحية إستراتيجية ndash; سياسية. في قطاع غزة تبدو سيطرة حماس أقوى من أي وقت مضى، وقوى فتح اختفت وكأنها لم تكنquot;.

quot;في الضفة الغربية أيضا نرى تعززا لحماس وضعفا نسبيا لابو مازن. عملية الحوار الهادئ الجارية بين زعماء إسرائيل والسلطة تحظى بعدم ثقة من جانب الجمهور، سواء بسبب خيبات أمل الماضي أم بسبب الوضع في القطاع. وفي الخلفية، فوق كل شيء، يوجد التهديد الإيراني وتعزز الإسلام في العالم العربي، واللذان يبثان بشكل مباشر تأثيرهما على النزاع الإسرائيلي ndash; الفلسطينيquot;، كما يقول روتشيلد.

ويضيف: quot;حيال كل هذا تقف القيادة الإسرائيلية، برئاسة اولمرت، باراك ولفني، أمام معضلة شديدة، ترافق زعماءنا منذ عشرات السنين: حتى أي قدر ينبغي quot;تحريرquot; الحبل للفلسطينيين. من جهة، الشخصيات الثلاثة معنيون بتسوية في المرحلة الأولى وبسلام في المرحلة الثانية، ومن جهة أخرى عليهم أن يحافظوا على وضع امني معقول، كي لا يتدهور ويؤدي إلى اشتعال متجددquot;.