مصادر إسرائيلية تتحدث عن أزمة بين مصر وعباس
باراك في القاهرة قريبًا لمناقشة تعديل معاهدة السلام
نبيل شرف الدين من القاهرة:
في ما تحدثت مصادر إسرائيلية عمّا أسمته quot;خلافات مكتومةquot; بين القاهرة ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فقد كشف موقع quot;دبيكا فايلquot; الإسرائيلي المتخصص بالتحليلات في شؤون الأمن والمخابرات والصراعات الدولية والإسلام السياسي، عن أن الرئيس المصري حسني مبارك يعتزم مطالبة إسرائيل بإجراء تغييرات هامة في طبيعة وحجم انتشار القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء، للتصدي لانتشار عناصر تنظيم (القاعدة) في شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، لافتًا إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، سوف يزور القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، لمناقشة تعديل اتفاقية السلام التي أبرمت بين البلدين عام 1979.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الجنرال عاموس جلعاد المستشار السياسي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن باراك quot;سيتوجه في الأيام المقبلة إلى القاهرة حيث يجري محادثات مع مباركquot;، واضاف ان باراك سيبحث مع القيادة المصرية في عدة قضايا أمنية واستراتيجية، تأتي في صدارتها مسألة مناقشة إبرام هدنة مع حركة ''حماس'' التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران (يونيو) الماضي .
مبادرات وأنفاق
ووفقًا لمصادر دبلوماسية غربية في القاهرة، فإن باراك يأمل في الحصول على دعم عربي لمبادرته التي تعد الأحدث على صعيد محاولات التسوية السلمية، حيث يعمل حاليًا على فتح قنوات اتصال مع بعض العواصم العربية لإقناعها بطروحاته في هذا الشأن خاصة بعد اجتماع quot;أنابوليسquot; الذي رعته واستضافته الولايات المتحدة أخيرًا.
وتركز مبادرة باراك على المسارين السوري واللبناني، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وتطرح اعتماد آلية مشتركة لإدارة الأماكن المقدسة في القدس بحيث تخضع لإشراف مجلس علماء المسلمين بالدول العربية .
ومضى الموقع الإسرائيلي المقرب من أجهزة الأمن والاستخبارات في إسرائيل، مشيرًا إلى أن مصر حددت احتياجاتها بعدد من حاملات القوات والسيارات المسلحة بالمدفعية وطائرات هليكوبتر للمراقبة والمعارك، وأوضح أن القاهرة تحمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسؤولية عن تدهور الوضع في غزة، مشيرًا إلى أن 30 من عناصر تنظيم quot;القاعدةquot; عبروا إلى غزة بقيادة محمد فايد إبراهيم، الذي وصفه الموقع بأنه أبرز معاوني أسامة بن لادن في المنطقة .
وأوضح الموقع الإسرائيلي أن المسؤولين المصريين شرحوا لوزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أن هذه الأنفاق، تدار كجزء من تجارة عائلية مربحة لسبع عائلات فلسطينية بدوية في سيناء، لافتًا إلى أن عملاء هذه الأنفاق يدفعون مبالغ تصل إلى 15 ألفدولار، والتي تتحدد بناءً على مدى صعوبة المنطقة والوسائل المستخدمة في التهريب وغيرها من العوامل .
مصر وعباس
وتابع الموقع الإسرائيلي أن كبار المسؤولين الأميركيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وباراك، استمعوا إلى اتهامات مصرية لعباس، منها أنه بمناورته ضاعف من حجم المخاطر التي تواجه المصالح الأميركية بالمنطقة، إضافة إلى تهديد الأمن القومي المصري والإسرائيلي، لافتًا إلى أن القاهرة تحذر من أنه إذا لم تتم السيطرة على القبائل التي تقوم بالتهريب ستتمكن قريبًا من مد أنفاقها إلى الضفة الغربية، الأمر الذي يعطي القاعدة وحماس مساحة للانتشار داخل كافة الأراضي الفلسطينية، وربما تدشن بؤرة إقليمية إرهابية جديدة .
من جهة أخرى، نقلت صحيفة ''معاريف'' الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية قولها: ''إن تقدمًا ملحوظًا حدث''، وإن الأطراف المعنية تقوم بدراسة أفكار جديدة لطي الملف، وذكرت الصحيفة: ''أن مصر استأنفت مؤخرًا دور الوساطة بين إسرائيل وحركة ''حماس''، وأن صفقة جديدة تجري بلورتها ينقل بموجبها الجندي شاليت إلى مصر وبالمقابل تفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، ثم تستكمل الصفقة بإطلاق سراح شاليت وإخلاء سبيل المزيد من الأسرى الفلسطينيين''.
وكانت صفقة شاليت قد تعطلت بعد رفض إسرائيل اطلاق سراح 400 كدفعة أولى من أصل 1400 فلسطيني طالبت بهم الفصائل ووافقت إسرائيل حينذاك على 30 فقط من أصل400 مما ألغى الصفقة، وتريد الفصائل اطلاق سراح نحو ألف من ذوي الأحكام الكبيرة والمرضى وكبار السن وقادة الفصائل و400 من النساء والأطفال، فضلاً عن القيادي مروان البرغوثي .