بسبب النزاع على الصلاحيات
قصة حب بين باراك وأولمرت تنتهي بالفشل
خلف خلف من رام الله: مثل حكايات العشاق إنتهت العلاقة الدافئة بين وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الوزراء أيهود أولمرت منذ الكشف عن التوتر الشديد بينهما، بسبب النزاع على الصلاحيات. هذا في وقت حلت علاقة من عدم الاحترام بدلاً من الثقة المتبادلة بين الرجلين. فكل منهما يضع أوراقه وخططه هذه الأيام بالقرب من صدره ويطالب بتحقيقها لأنها باعتقاده الأفضل، كما أنه لباراك مطامع لا يخفيها للاستيلاء على كرسي أولمرت. وبحسب صحيفة معاريف، فإن التوتر بين الرجلين، يضرب أرقامًا جديدة كل يوم.
والآن يجري الحديث عن النقد الحاد، وهناك من يقول الفتاك. وفي ظل هذا الوضع تبذل أوساط إسرائيلية عديدة جهودًا لتقريب وجهات النظر بين باراك وأولمرت، كما أن مقربي الرجلين يتحدثون بقدر غير قليل، قائلين: quot;لا ينبغي معرفة ماذا سيأتي به اليوم. وبدل الولادة، متوقع لنا ربما، جنازة. قصة الحب السياسية هذه، التي كان يفترض بها أن تسير بالحكومة الإسرائيلية إلى ذرى جديدة تصبح معركة سكاكين طويلةquot;.
وكان باراك قد صرح خلال المنتدى المغلق quot;سبانquot; الذي عقد قبل عدة أيام بأن سلوك اولمرت قبل مؤتمر أنابولس إشكالي، وأن نائبه حاييم رامون يشد باتجاهات خطيرة، وان كثرة القنوات في المباحثات مع الفلسطينيين تلحق الضرر بحيث أن مستوى التوقعات الذي رفع حول انابولس يمكنه أن يؤدي إلى كارثة. والتصريح السابق أثار حفيظة أولمرت، ولكنه فضل إلتزام الصمت، خشية تصاعد حدة المواجهة مع باراك بالتوازي مع قرب عقد مؤتمر انابوليس.
ولكن أوساط مقربة من أولمرت تنظر بعجب لتصريحات باراك، مشيرة إلى أن دخوله إلى الحكومة، جاء بهدف سيادة الأمن، والعمل على سرقة نصف أعضاء حزب (كاديما) الحاكم، وبدلاً من ذلك، حصل العكس تمامًا. اولمرت يسرق لباراك نصف أعضاء حزبه (العمل). وفي إطار الجهود التي يبذلها أولمرت لتقريب وجهة النظر مع الوزير باراك، التقاه أمس في محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما.
وكان التوتر بين الرجلين بدأ عندما رفض وزير الدفاع الإسرائيلي السماح لرئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات مواصلة اللقاء مع أولمرت ثنائيًاndash; دون أن يكون مندوب من طرفه حاضرًا هذه اللقاءات. ورد مكتب رئيس الوزراء بمقاطعة خاصة به فحظر على رئيس المخابرات وعلى مندوب الموساد الخاضعين لاولمرت الوصول إلى جلسة تقدير الوضع التي تعقد في مكتب باراك.
وحذرت محافل أمنية إسرائيلية من أن هذا الصراع الصغير بين اولمرت وبراك يمس بأمن دولة إسرائيل. وبرأيهم، فان غياب مندوبي المخابرات والموساد عن الجلسة لدى براك فضائحي على نحو خاص في ضوء حقيقة أن للمخابرات دورًا مركزيًا في الإعداد لمؤتمر السلام ndash; مثلما للموساد دور مركزي في الاستعداد أمام التهديد الإيراني.
واللقاء الذي استمر أمس 20 دقيقة بين أولمرت وباراك، وصفه الطرفان بأنه quot;طيبquot;. حيث أدعى مقربو اولمرت بأن الحديث بدد التوتر بين الرجلين وتقرر في اللقاء أنظمة عمل مرتبة بين المكتبين. المؤشر الأول على تبديد التوتر جاء ظهر أمس: مندوبو المخابرات والموساد سُمح لهم بالمشاركة في مداولات تقدير الوضع لدى براك.
غير أن تصريح أطلقه مقرب باراك، المحامي الداد ينيف كفيل بأن يشعل مرة أخرى التوتر بين باراك وأولمرت. ففي مقابلة مع برنامج quot;الماسكون للخيوطquot; في قناة الترفيه الاسرائيلية، والذي يبث في شركة quot;الكوابل هوطquot;، ألمح ينيف بأن اولمرت يستخدم مرض السرطان الذي أصيب به كأحبولة إعلامية ذكية لتحسين صورته.
وردًا على سؤال الصحافي نيف ريسكين عن جوهر هذه الأحبولة أجاب ينيف: quot;هذه محاولة لصرف اهتمام الواقع الإعلامي. مثلاً؟ ما فعله اولمرت بمرضه. فهو مريض بالسرطان حقًا، ولكنه فهم الفرص الكامنة في إصابته بالمرض. المرض جدي وحقيقي. وهذا أمر فظيع وهو لم يستدعِ ذلك. ولكن في هذه الفرصة الاحتفالية يمكن للرجل السياسي أن يحول الأمر إلى ربح ومنتوج جد ذكي ومتطور ndash; وقد جعل ذلك فضلاً هائلاًquot;.
التعليقات