باريس: قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان وجود الرئيس السوري بشار الاسد في باريس خلال احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو/ تموز المقبل quot;لا يستهويه بشكل خاصquot;، الا انه برر الموقف الفرنسي من دعوة الاسد.
وفي حديث لاذاعة quot;اوروب - 1quot; قال كوشنير انه quot;في حال تم اطلاق الاتحاد المتوسطي، وفي حال استمر التواصل السوري الاسرائيلي، فلا ينبغي حينها على فرنسا ان تتذاكى كثيراquot;.
يذكر ان نحو 50 رئيس دولة من بينهم الاسد سيكونون في باريس لحضور اطلاق quot;الاتحاد المتوسطيquot; في 13 من يوليو/ تموز وقد تمت دعوتهم جميعهم ومن بينهم الاسد لحضور احتفالات العيد الوطني في اليوم التالي، وذلك حسبما اعلن مصدر من قصر الرئاسة الفرنسي لوكالة الانباء الفرنسية.
وفي حديثه الاذاعي اضاف كوشنير: quot;من المهم التحدث الى الذين نختلف معهم، وذلك لا يستهوني بوجه خاص ولكن هذا ما يجب ان نفعله، وفي حال اخترنا ان نفعل غير ذلك، فسوف يستمر جو التشنج والصعوبات وحتى امكانية المواجهاتquot;.
وذكر كوشنير بما قاله سابقا وانه quot;في حال تم انتخاب ميشال سليمان رئيسا للبنان، فسوف تعيد فرنسا علاقاتها الطبيعية مع دمشقquot;، مضيفا ان quot;انتخاب سليمان حصل وها هي فرنسا تنفذ تعهدهاquot;.
وسئل كوشنير عما اذا كانت دمشق ترحب به في حال قرر وفد فرنسي رفيع زيارة سوريا فأجاب: quot;لا اعتقد انهم يرغبون (السوريون) فعلا في ان ازورهمquot;.
واثارت دعوة الاسد لحضور احتفالات العيد الوطني الفرنسي ردود فعل في باريس وذلك في اوساط المعارضة الاشتراكية وحتى لدى بعض نواب حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم والذي ينتمي اليه ساركوزي.
دعوة في غير مكانها
فقال النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) عن هذا الحزب هيرفي مارتينون ان quot;دعوة الاسد ليست في مكانهاquot;، مشيرا الى انه quot;يقتضي التمييز بين استقبال ساركوزي لرؤساء مثيرين للجدل كالزعيم الليبي معمر القذافي الذي اصبح نوعا ما مقبولا، وبين حضور هكذا رؤساء الى الجمعية الوطنيةquot;.
واضاف ان دعوة الاسد لزيارة باريس quot;لا تصدمهquot; ولكن quot;دعوته لحضور احتفالات 14 يوليو/ تموز ليست ابدا في مكانهاquot; خاتما انه quot;من المؤسف ان يخلط المسؤولون الفرنسيون بين العلاقات الدولية والمناسبات والوطنيةquot;.

من جهة اخرى انتقد الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض دعوة الرئيس السوري الى باريس وقال بيار موسكوفيسي احد كبار مسؤولي الحزب انه quot;ممتعض لحضور الاسد احتفالات العيد الوطنيquot;.
واضاف موسكوفيسي ان quot;ساركوزي لا يملك فعلا القدرة على قراءة رمزية الامور ولا يعرف معنى الصور وما تمثله فهو ينفذ سياسة بالغة الواقعية وساخرة في بعض الاحيانquot;.
واعتبر موسكوفيسي انه على الرغم من كون سورية بلدا مهما جدا على الساحة الشرق اوسطية، الا انها quot;لعبت دورا سلبيا ومظلما في لبنان خلال الاعوام الاخيرةquot;، معتبرا ان quot;التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري لم ينته، وهناك امكانية جدية بأن تكون لدمشق علاقة وثيقة بهذا الاغتيالquot;.
يذكر ان العلاقات السورية الفرنسية كانت قد تدهورت منذ التمديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود عام 2004، وبلغ الخلاف ذروته حتى القطيعة منذ اغتيال الحريري عام 2005.
الا ان انتخاب ساركوزي عام 2007، واعتماد فرنسا سياسة خارجية مختلفة عن تلك التي اعتمدها الرئيس السابق جاك شيراك اعاد فتح الطريق بين دمشق وباريس.
وكانت فرنسا قد اشترطت على سورية تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني لانهاء الفراغ الذي استمر منذ انتهاء ولاية لحود الخريف الماضي، مقابل اعادة العلاقات الى طبيعتها.
وادى انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية في مايو/ ايار الماضي الى اعطاء دفع اضافي للعلاقات السورية الفرنسية.