مصادر تتحدث عن قبول واشنطن بالتخصيب داخل إيران

ايران لن توقف التخصيب حتى وان حصلت على وقود

لقاء فيينا حول ايران: إختبار للدبلوماسية الجارية حاليا

تجري إيران الاثنين مفاوضات برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول اتفاق مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بشأن تخصيب اليورانيوم لاغراض مدنية في الخارج على امل تخفيف التوتر بشأن في حين اعتبر البرادعي ان المحادثات التي جرت شهدت quot;بداية جيدةquot; وكانت quot;بناءةquot;. وقال البرادعي بعد نحو ثلاث ساعات من المحادثات بين ايران والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في مقر الوكالة الذرية quot;لقد كان لنا بعد الظهر اجتماع بناء الى حد ما وشهدنا بداية جيدة، حيث تمت مناقشة غالبية المسائل التقنيةquot;. وأفادت التقارير الاعلامية الواردة من طهران ان إيران بدأت تتراجع عن الاتفاق المقترح للتوصل الى حل الازمة السياسية الناتجة من استمرارها بتطوير برنامجها النووي. وقالت احدى محطات التلفزة الإيرانية ان الجمهورية الاسلامية quot; تريد استيراد الوقود من اجل تشغيل مفاعلها النووي دون ارسال اليورانيوم المخصب على اراضيها الى خارج البلاد quot;.

فيينا: بدأت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الاثنين محادثات مع إيران في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لمناقشة إمداد مفاعل أبحاث إيراني في طهران بالوقود النووي. وافتتح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاجتماع الذي حضرته وفود من موسكو وباريس وطهران وواشنطن وخبراء من الوكالة الدولية لمناقشة اقتراح قيام روسيا وفرنسا بتخصيب الوقود النووي لاستخدامه في مفاعل إيراني. وبموجب الاقتراح تسلم إيران معظم مخزونها من اليورانيوم لتخصيبه في بلد اخر.

وقبل بدء المفاوضات حذرت طهران صباح الاثنين من انها ستلجأ الى وسائلها الخاصة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في حال فشل المفاوضات. وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي شيرزاديان ان الجمهورية الاسلامية quot;ستواصل تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 5% لكن اذا لم تعط المفاوضات نتائج مناسبة فسنبدأ نشاطاتنا لانتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% ولن نتخلى ابدا عن حقناquot;. وتجري المفاوضات في فيينا في جلسات مغلقة بين سفراء الدول الاربع في الوكالة التابعة للامم المتحدة بحضور خبراء ويمكن ان تستمر يومين.

واتفقت إيران ومجموعة الدول الست في الاول من تشرين الاول/اكتوبر على مبدأ ان تسلم طهران جزءا من اليورانيوم المخصب بنسبة اقل من خمسة بالمئة الذي تملكه الى دولة ثالثة للحصول في المقابل على يورانيوم مخصب بنسبة 19,75% لمفاعل الابحاث الذي تملكه في طهران ويخضع بالكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية لاغراض طبية.

وهذه المفاوضات الجديدة بين قوى نووية وإيران حاسمة لمحاولة تهدئة التوتر حول البرنامج النووي المثير للجدل الذي يقتصر على الاهداف المدنية حسب إيران بينما يشتبه الغربيون بأنه يهدف الى امتلاك طهران سلاحا نوويا وهو هدف يتطلب يورانيوم عالي التخصيب.

وسيكون على إيران التي تؤكد ان أولويتها هي الحصول على وقود لمفاعل الابحاث الذي تمتلكه، تسليم دولة اخرى الجزء الاكبر من اليورانيوم الذي قامت بتخصيبه في السنوات الماضية على الرغم من دعوات مجلس الامن الدولي الى تجميد هذه النشاطات الى ان تتمكن الوكالة الدولية من تحديد الطبيعة الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني.

وعمليا، يفترض ان تحدد الدول الاربع طرق نقل هذا اليورانيوم المخصب بنسبة قليلة الى مصانع متخصصة في روسيا وفرنسا بطريقة تسمح بالحصول على مستويات من التخصيب ضرورية لانتاج نظائر مشعة لغايات العلاج الطبي (وخصوصا السرطان) في مفاعل الابحاث الذي تملكه طهران.

وتفيد ارقام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان إيران جمعت حوالى 1500 كلغ من اليورانيوم القليل التخصيب في منشأة نطنز. من جهة اخرى، نفى شيرزاديان quot;بشكل قاطعquot; المعلومات التي افادت ان إيران تقبل بالتخلي عن نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم بمشاركتها في مفاوضات فيينا للحصول على يورانيوم مخصب بنسبة 20% لمفاعلها للابحاث.

واضاف ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد هو الذي تقدم باقتراح تسليم يورانيوم مخصب بنسبة اقل من 5% الى دولة ثالثة للحصول على يورانيوم مخصب بنسبة عشرين في المئة في المقابل. وتابع شيرزاديان quot;بهذا الاقتراع لا تريد إيران سوى خفض التكاليف والبرهنة على ارادتها في التفاهم مع الدول الاخرى لكن هذا لا يعني وقف التخصيب في إيران او نقل نشاطات التخصيب الى خارج البلادquot;.