نصر المجالي من لندن: ألمح رئيس حركة "فتح" الجديد فاروق قدومي ، وهو أيضا رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية إلى أن تشييع جثمان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى مثواه الأخير، تم رسميا يوم السبت وليس يوم الجمعة كما عرف ذلك ملايين المشاهدين في العالم العربي والعالم، وقال إن السلطة الوطنية الفلسطينية "تسلمت الجثمان رسميا يوم السبت، وجرت في مقر المقاطعة مراسيم رسمية وعسكرية للدفن".

وجاء الكشف الإعلامي الجديد من جانب الرجل القوي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمعتبر عميد الدبلوماسية الفلسطينية منذ نيف وثلاثين عاما، في رده على سؤال لبرامج (بالعربي) الذي تقدمه الفضائية "العربية" الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري، حين سألته عن حادث إطلاق النار في سرادق عزاء عرفات في غزة لحظة وصول محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، وما إذا كان الهدف هو اغتياله؟.

وقال قدومي من تونس حيث يزورها الآن، إن إطلاق الرصاص ما هو إلا جزء من التعبير العاطفي لدى الشباب الفلسطيني، الذي كان عبر عنه بإطلاق الرصاص أيضا لحظة وصول جثمان عرفات يوم الجمعة الماضي "آتيا من القاهرة" حيث حاصر هؤلاء الشباب الجثمان، إلى أن تم دفن الزعيم الراحل في اليوم التالي في مراسيم تليق به، بمشاركة من القيادة الفلسطينية"، ولم يعط قدومي تفاصيل أكثر عن الحادث.

وكان ملايين المشاهدين تابعوا عبر الفضائيات التي نقلت المراسيم يوم الجمعة الماضي، حال الفوضى التي سادت ساحة مقر المقاطعة في رام الله أثناء وصول طائرتي الهليكوبتر المصريتين وعلى متن أحدهما جثمان الرئيس الراحل، إذ غاب الجثمان لوقت طويل، حتى انتهى البث المباشر الحي بلقطات تشير إلى موقع الضريح مع وجود باقات وأكاليل من الزهور.

وعلى صعيد متصل، فإن قدومي أكد خلال الحوار الذي بث من "العربية" ليل الأحد / الإثنين أن محمود عباس هو مرشح حركة (فتح) الوحيد لانتخابات الرئاسة الفلسطينية التي ستجري في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، ولكنه رحب في المقابل بترشيح مروان برغوثي إذا أمكن تحريره من المعتقل الإسرائيلي.

وحول ما قيل عن تسميم الرئيس عرفات وهو ما قاد إلى وفاته، تحدث القدومي عن الغموض الطبي الكبير الذي رافق مرض الرئيس الراحل ، وهو لم يستبعد نظرية التسميم، وقال إن زعماء عرب مهمين حاولوا من جانبهم ولفترة طويلة من الوقت الاتصال مع الطرف الآخر، لكن دون جدوى "فلم نتمكن من الحصول على الترياق اللازم لمواجهة التسمم"، وهو أنحى باللائمة على الأميركيين لعدم الضغط على الطرف الإسرائيلي لإيضاح الحقيقة.

وإليه، فإنه بدا من تصريحات زعيم حركة (فتح) أنه لم يجري أية اتصالات مع سهى عرفات، زوجة الرئيس الراحل ، وأعاد توجيه الانتقادات إليها بشأن ما قالته عن القيادة الفلسطينية التي كانت تنوي زيارة عرفات في مشفاه، وقال"لا يجوز أبدا أن تعامل القيادة التاريخية أو توصف بعبارات كالتي صدرت عن السيدة عرفات، رغم تقديرنا لحزنها الشخصي على حال زوجها الذي هو أب وقائد للجميع". وكانت سهى عرفات حاولت منع أبو مازن وعدد من رفاقه من زيارة الرئيس الراحل في المستشفى، واصفة إياهم بـ"مجموعة من المستورثين".

وفي الأخير، أكد قدومي أن الطائرة التي كانت تقل سهى عرفات وابنتها زهوة حولت مسارها يوم الجمعة الماضي من مطار تونس إلى مطار المونستير بسبب الأوضاع الجوية، مشيرا إلى أنه لم يتحدث معها رغم وجودهما معا في العاصمة التونسية، وقال وصلني تقرير مسار طائرة السيدة سهى من خلال السفير الفلسطيني لدى تونس.