نجاح محمد علي: دعت ايران الولايات المتحدة الأمريكية ترك العراقيين يبنون علاقاتهم مع جيرانهم بما يحقق الامن والاستقرار في المنطقة ويساعد على إعادة البناء في العراق الجديد فيما طالب عراقيون من أنصار ايران في الحكومة العراقية المؤقتة باسقاط تعويضات حربي صدام على ايران والكويت.
وجاء في كلمات ألقاها مسؤولون ايرانيون في مؤتمر مجالات التعاون الاقتصادي بين ايران والعراق أن ايران تدعو الولايات المتحدة الى أن لاتجعل العراق مكانا لتصفية الحسابات والخلافات السياسية معها.

وعقد المؤتمر بمشاركة أكثر من 300 بين مسؤول ورجل أعمال عراقي ورأس الوفد العراقي وزير المالية في الحكومة المؤقتة عادل عبد المهدي الذي دعا الى اسقاط التعويضات التي تطالب بها
ايران والكويت بسبب الحربين اللتين شنهما النظام المخلوع عليهما.

وقال الوزير العراقي لـ«ايلاف» إن اسقاط التعويضات سيفتح فصلا جديدا من العلاقات ويجعل المنطقة تتنفس جوا هادئا لاعانة العراق على البناء وأكد أن العراق الجديد لايتحمل أخطاء النظام السابق ولا يرثه فيما فعله فالشعب العراقي كان الضحية كما الشعب الايراني والشعب الكويتي.
وقد قدرت الامم المتحدة التعويضات الايرانية بسبعة وتسعين مليار دولار وتقدرها ايران بألف مليار دولار عن الحرب مع العراق.

ورفض عبد المهدي في تصريحه لــ«ايلاف» الاتهامات التي أطلقها وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان باعتبار ايران العدو الأول للعراق وقال ان هذه التصريحات شخصية وتزيد في التوتر ولاتساعد على الاستقرار لكنه أكد أنه سيبحث مع الجانب الايراني في الاجتماعات الثنائية موضوع ضبط الحدود مشيرا الى ان العراق الجديد لن يكون منطلقا لشن اعتداء على ايران بأي حال من الأحوال.

ونظمت المؤتمر وزارة الخارجية الايرانية وقال وزير الخارجية كمال خرازي إن ايران على استعداد لنقل النفط العراقي الى الموانىء الايرانية واعادة تصديره لمساعدة العراق ، وأيضا للاستفادة منه في مصفاة عبادان وتصدير النفط الايراني بدلا منه ضمن حصص أوبك.

الايرانيون الذين لم يكونوا يتوقعون هذا المطلب من الوفد العراقي،تجاهلوا الخوض فيه ووعدوا ببحثه في المحادثات الجانبية، لكنهم لم يخفوا قلقهم من أن تعمل الولايات المتحدة على عرقلة التقارب العراقي الايراني في مرحلة مابعد نظام صدام.

وقال محمد صدر نائب وزير الخارجية الايراني لـ«ايلاف» إن امريكا لاتريد التقارب العراقي الايراني ودعاها الى حل مشاكلها مع ايران في مكان آخر ولكنه شدد أن إرادة الشعبين العراقي والايراني ستعزز من التعاون الاقتصادي بين البلدين تمهيدا لتعاون أمني وسياسي واسع.

من جهته قال أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي لـ«ايلاف» إن العراقيين هم من يحدد طبيعة العلاقات المستقبلية مع ايران رافضا تسمية القوات الأجنبية في العراق بقوات احتلال وأكد أن موضوع ضبط الحدود المشتركة يحتاج الى وقت مقللا من أهمية أية اتهامات لايران بهذا الشأن، قائلا " إن ضبط الحدود الطويلة أمر صعب وبين أمريكا والمكسيك حدود طويلة لاتستطيع أمريطا ضبطها فكيف بحدودنا مع ايران" وشدد على أنه وباقي العراقيين من أصدقاء ايران سيبذلون جهدا لتطوير العلاقات الايرانية العراقية في العهد الجديد.

كذلك قلل الجلبي من شأن التدخل الأمريكي لعرقلة مشروع التقارب مع العراق والذي يقوده أنصار ايران التقليديون، مايعني ان المؤتمر كان بحاجة لرموز ثقيلة اخرى... من عراق تشكل المحاصصة الطائفية فيه ، حجر الزاوية في البناء السياسي. وبرأي مراقبين فان هذا المؤتمر يوصل رسائل متعددة الى الأطراف الرئيسة الفاعلة في العراق الجديد، عن دور أصدقاء ايران في إزلة التوترات وتفادي الأزمات، التي تحول دون البناء.