المرجعيّة الشيعيّة تدعو لوقف القتال في المدن العراقيّة فورًا
بغداد تؤكّد مصادرة اسلحة ايرانيّة في النجف

أسامة مهدي من لندن، وكالات: اكد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان مصادرة اسلحة ايرانية في مدينة النجف بينما اصر رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر على القتال حتى آخر قطرة من دمه في وقت دعت المرجعية الدينية الشيعية الى وقف المعارك الحالية في المدن العراقية فورًا .

وقال الشعلان ان السلطات العراقية عثرت على اسلحة ايرانية (160 كيلومترا جنوب بغداد) هربت عبر الحدود وتستخدمها عناصر جيش المهدي التابع للصدر في مواجهة القوات العراقية واوضح ان هذه الاسلحة مثبت عليها انها صنعت في ايران ثم هرّبت الى العراق . واضاف ان ايران ماتزال تشكل العدو الاول للعراق وهي مسؤولة عن تساقط الاطفال والنساء قتلى في شوارع المدن العراقية .
وحذر الشعلان جيش المهدي بانه وبسبب عدم تسليمه لاسلحته فان العمليات المسلحة ستتواصل حتى القضاء عليه كما ابلغ فضائية " العربية" اليوم وقال ان القوات العراقية مصممة على فرض الامن والاستقرار في مدينة النجف التي تشهد قتالا لليوم الخامس على التوالي بين مسلحي هذا الجيش والقوات العراقية والاجنبية ما اوقع مئات القتلى والجرحى .

واشار الى ان العديد من المسلحين دخلوا الى النجف قادمين من البصرة والديوانية وبغداد والحلة والناصرية للمشاركة في القتال ضد الدولة وشدد على تصميم القوات العراقية على مواصلة القتال حتى القضاء على المسلحين من خلال توجيه ضربات قاسية لهم وقال إن القوات العراقية هي التي تخوض المعارك على الارض لكنها تستعين بطائرات القوات المتعددة الجنسيات .

وردا على هذه الاتهامات لم تستبعد مصادر ايرانية امكانية وجود اسلحة ايرانية في النجف لكنها قالت انها قد تكون من مخلفات الحرب العراقية الايرانية التي دارت بين البلدين في عقد الثمانينات. او تكون من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي لها قواعد في العراق قد سربت هذه الاسلحة الى مقاتلي جيش المهدي .

ومن جهته اكد مقتدى الصدر اليوم في مؤتمر صحافي عقده في ضريح الامام علي في وسط النجف انه يريد محاربة قوات الاحتلال في النجف حتى "آخر قطرة من دمه".

واكد رفض دعوة رئيس الوزراء اياد علاوي بخروج مقاتليه من المدينة". واضاف "لا تدعوا انصاري بمقاتلي جيش المهدي بعد اليوم بل ادعوهم بالمدافعين عن المدينة". وحول الوضع السياسي في العراق قال الصدر "يجب على المحتلين الاميركيين ان يغادروا وبعد ذلك من الممكن البدء بعملية ديمقراطية"في العراق. واكد انه "باق هنا من اجل دعم المقاتلين" داعيا "كل رجال الدين الى أن يفعلوا الشىء نفسه".

وحول ما اذا كان يعني بذلك المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني قال الصدر في تصريحاته التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية . انه يتمنى للسيستاني "الصحة الجيدة وان يعود باسرع وقت الى مدينته النجف".

والسيستاني (73 عاما) موجود حاليا في لندن "لاجراء الفحوصات الطبية الضرورية" حسبما ذكر بيان صدر الاحد عن مكتبه في النجف حيث يعاني من مشاكل في القلب.
وقد تزامنت مغادرته النجف الى لندن مع بدء المعارك بين انصار الصدر من جهة والقوات الاميركية والشرطة العراقية والحرس الوطني العراقي من جهة اخرى .

وعلى صعيد اخر دعا آية الله السيد محمد تقي المدرسي بوقف القتال في النجف "فوراً". وقال الناطق باسم مكتب المرجع الديني في كربلاء حول اندلاع القتال بين جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر والقوات العراقية والاجنبية منذ الخميس الماضي في مدينة النجف والمدن الاخرى جعفر محمد ان عودة الاقتتال والعنف الى المدينة والمدن العراقية الاخرى تزيد الوضع السياسي المتأزم سوءاً ولاتخدم العملية الديمقراطية البتة محذرا من انتشار ظاهرة العنف في جميع المدن العراقية وجر البلاد الى فوضى شاملة .

واضاف "اننا نؤكد على ضرورة توقف القتال فوراُ والالتزام بروح الهدنة وتغليب منطق العقل والحكمة. لحل المشاكل العالقة عبر الحوار السياسي، لتثبيت اسس الامن والسلام في ربوع العراق كافة." اضافة الى ان من واجب الجميع تجنيب اماكن العبادة والعتبات المقدسة شر القتال والعنف بجميع اشكاله وعدم التعرض لارواح المدنيين خصوصاً الاطفال والنساء والشيوخ العزل ﴿ فلإن تزول السموات والارض اهون عند الله من اراقة قطرة دم حرام ﴾ ـ كما في الحديث الشريف.

ومن جهته قال المرجع الديني آية الله السيّد كاظم الحسيني الحائري ان قوات الاحتلال تتحمل مسؤولية الاحداث الدامية التي يشهدها العراق حاليا .واضاف الحائري الذي كان يعتبر الاب الروحي للصدر قبل ان يوجه له انتقادات مؤخرا"إنّنا نستنكر هذه الأعمال وندينها ولانرى مبرّراً للحلول العسكرية وندعو جميع الأطراف إلى حل المشاكل بالطرق السلمية حفاظاً على المقدسات وحقناً للدماء."

الجلبي سيعود إلى العراق ليواجه أمرًا باعتقاله
أعلى صيعد آخر، أعلنأحمد الجلبي الذي قضى عقودا في المنفى يعارض الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين انه سيعود إلى العراق ليواجه امرا باعتقاله وصفه بانه ناجم عن دوافع سياسية. وأصدر القاضي زهير المالكي الذي يرأس المحكمة التي تحاكم صدام حسين أمر الاعتقال بحق الجلبي وابن اخيه سالم. ميدانيا،فشلت الحكومة العراقية في سعيها لـ"القضاء على العنف" من خلال احياء العمل بعقوبة الإعدام، فاستمرت المواجهاتلليوم الخامس على التوالي في مدينة النجف بين ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقواتالأمن العراقية تساندها مروحيات أميركية، في حينقتل عراقي وجرح ستة آخرون بينهم مسؤول في محافظة ديالى في انفجار سيارة مفخخة كان يستهدف موكبه اليومفي ناحية بلدروزشمال بعقوبة. كما احتجز أفراد ميليشيا الصدر مصورا كوريا جنوبيا كان في مهمة لحساب مجلة تايم لمدة 15 ساعة في بغداد مطلع الأسبوع قبل أن يطلقوا سراحه سالما، فيماأعلنت امس الشركة الكويتية التي يحتجز سبعة من سائقي شاحناتها في العراق، ان جهودها لاطلاق سراحهم فشلت لان الوسيط العراقي لم يكن مفوضا رسميا من قبل الخاطفين ودعت الى اجراء مفاوضات مباشرة. وبعد ساعات قليلة على اعلان ايران رغبتها في استدعاء القائم بالأعمال العراقي كي يقدم "اثباتات" على اتهامات وُجهت اليها بارسال "جواسيس ومخربين" الى بلاده، اعترفت طهران بأن القنصل الايراني في كربلاء خطف في ضواحي المدينة

وكان الجلبي الذي كان يعتبر أحد الزعماء المحتملين للعراق إلى ان ساءت علاقاته مع واشنطن في عطلة في ايران عندما سمع ان قاضيا عراقيا معينا من قبل الولايات المتحدة أصدر أمرا باعتقاله فيما يتعلق بتزوير دينارات وباعتقال ابن أخيه بتهمة القتل. وقال من ايران انه لا يعرف من الذي فعل ذلك ولماذا وأضاف انهم ليسوا وطنيين وانه أدى واجبه وساعد في تحرير العراق. وأردف قائلا ان العراقيين على ما يعتقد ممتنون لذلك. وأضاف الجلبي انه سيعود في غضون بضعة أيام وانه يستطيع ان يثبت بسهولة ان هذه الاتهامات غير صحيحة وانه ينوي الدفاع عن نفسه وتبرئة اسمه.

واختلف الجلبي استاذ الرياضيات السابق مع واشنطن بسبب اتهامات بانه قدم معلومات مخابرات غير صحيحة عن قدرات العراق فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل. وقال مسؤولون في واشنطن ايضا انه يجري التحقيق معه بشأن تسريب أسرار إلى ايران. ويحاول الجلبي بناء تحالفات جديدة وعارض بعض السياسات الأميركية في العراق مثل السماح للأعضاء السابقين في حزب البعث الحاكم سابقا بالعودة إلى مواقع السلطة . وقاد ايضا محاولات للتحقيق في عمولات زعم ان شركات دولية دفعتها لصدام بموجب برنامج الامم المتحدة للنفط مقابل الغذاء.

وكان سقوط الجلبي من السلطة سريعا. وقام رجال امن عراقيون بمداهمة منزله قبل بضعة أشهر وعثروا على أوراق بنكنوت مزيفة وهو ما يقول انه يشكل أساس الاتهام الموجه ضده. وقال الجلبي ان اللجنة المالية لمجلس الحكم العراقي سابقا والذي كان يرأسه جمعت عينات من الدينارات العراقية المزيفة. وأضاف انها تلك العينات التي عثرت عليها الشرطة عند مداهمتها بشكل غير قانوني مكاتبه في مايو ايار الماضي . وقال ان فكرة تورطه في تزييف العملة مضحكة وان هذه الاتهامات وجهت له لأغراض سياسية. ولم يوضح عما يعتقد في ان تكون هذه الاتهامات.

"اختلف احمد الجلبي مع واشنطن بسبب اتهامات بانه قدم معلومات مخابرات غير صحيحة عن قدرات العراق فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل. وقال مسؤولون في واشنطن ايضا انه يجري التحقيق معه بشأن تسريب معلومات إلى ايران. "

المالكي يأمر باعتقال الجلبي
وأصدر المالكي وهو قاض وجهت انتقادات لاستقلاله وكفاءته حتى من خصوم الجلبي السياسيين أوامر اعتقال ضد عراس حبيب مسؤول المخابرات في المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه الجلبي ومساعدين آخرين في مايو ايار لارتكاب جرائم مختلفة مزعومة. وقال المالكي لراديو سوا الذي تموله الولايات المتحدة ان مذكرة اعتقال صدرت للقبض على أحمد هادي الجلبي فيما يتصل بتزييف أموال وهو المشتبه به الأول في القضية. وأضاف ان مذكرة اعتقال أخرى صدرت للقبض على سالم الجلبي بتهمة القتل. وقال انه لا يوجد أحد في العراق يتمتع بحصانة وان تنفيذ أمر الاعتقال يسير في مجراه.

الجلبي: سأواجه الاتهامات
وفي رده على امر الإعتقال الصادر بحقه، قال الجلبي ان المالكي محام صغير كان يعمل مترجما للقوات الأميركية قبل ان تعينه سلطات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة قاضي تحقيقات.

"حول أحمد الجلبي اهتمامه إلى بناء قاعدة تأييد جديدة بين الاغلبية الشيعية في العراق والتي كانت مضطهدة خلال حكم صدام ومازالت هي الافقر في المجتمع العراقي. وادين أحمد الجلبي غيابيا بالاحتيال على بنك في عام 1992 من قبل محكمة عسكرية في الاردن حيث اسس بنكا انهار فيما بعد "

وشبه الجلبي المالكي بسارجنت أصبح جنرالا بين عشية وضحاها وقال انه كان يدلي بتصريحات ضده في الصحافة وكان يجب الا يصبح قاضيا في المقام الأول.

وصرح الجلبي انه سيحارب الاتهامات الموجهة إليه والتي وصفها بأنها مثيرة للغضب. وقال أحمد الجلبي الذي كان رئيسا سابقا لمجلس الحكم العراقي السابق انه وابن أخيه سمعا الاتهامات عبر وسائل الاعلام وأضاف ان هذه الاتهامات تحركها دوافع سياسية. وأردف قائلا لشبكة تلفزيون (سي ان ان) الأميركية من طهران "لا توجد قضية هنا وسوف أذهب لمواجهة هذه الاتهامات وجها لوجه. "حاربت صدام لسنوات كثيرة ونجينا من ذلك ومن المؤكد ان هذا القاضي لن يخوفنا.." وقال ان لديه "تحفظات خطيرة" على المحكمة ولكنه أردف قائلا "لا يوجد أحد فوق القانون وأنا لست كذلك بالتأكيد".

سالم الجلبي يستغرب الاتهامات
ويقود سالم الجلبي وهو محام عمل المحكمة العراقية الخاصة التي سيحاكم أمامها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وقال لشبكة (سي ان ان) ان الاتهامات الموجهة إليهما تبدو غريبة جدا. وأضاف "تلك الموجهة إلى عمي تبدو غريبة جدا لانها تتعلق بأموال مزيفة وقيل لي انهم عندما داهموا منزله قبل شهرين وجدوا ما يعادل بضعة دولارات من الدولارات المزيفة التي اعطيت له بوصفه رئيس اللجنة المالية بمجلس الحكم." وأضاف "وتلك المذكرة الموجهة إلي تتصل بكوني فيما يبدو قد هددت شخصا ما. ولا اتذكر انني التقيت قط بهذا الشخص. ولكنني فيما يبدو هددت شخصا قتل فيما بعد."

وبصرف النظر عن الجريمة المزعومة فلا يعرف بعد ما اذا كان الجلبي وهو سليل عائلة تجار سينجو سياسيا. وقد تعرض الجلبي لأزمات خطيرة عدة مرات من قبل. فقد دمر هجوم لقوات صدام قواعد المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه الجلبي في شمال العراق في التسعينات. وواجه ايضا مشكلات في الاردن الذي كان يقيم فيه في الثمانينات قبل خلافه مع الملك حسين عاهل الاردن الراحل.

وادين الجلبي غيابيا بالاحتيال على بنك في عام 1992 من قبل محكمة عسكرية في الاردن حيث اسس بنكا انهار فيما بعد . ويقول ان هذه الاتهامات تحركها دوافع سياسية.

ميليشيا شيعية تحتجز كوريا جنوبيا لفترة وجيزة في العراق

" من المقرر نشر نحو ثلاثة الاف جندي كوري جنوبي في شمال العراق للانضمام إلى نحو 670 جنديا يعملون بالفعل في العراق"

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم ان افراد ميليشيا شيعية احتجزوا مصورا كوريا جنوبيا كان في مهمة لحساب مجلة تايم لمدة 15 ساعة في العاصمة العراقية بغداد في مطلع الاسبوع قبل ان يطلقوا سراحه سالما. وأضافت الوزارة ان ميليشيا جيش المهدي احتجزت يوم السبت تشو سونج سو في منطقة مدينة الصدر ببغداد وهي معقل لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وقال مسؤول بالوزارة ان تشو اقام علاقة طيبة مع بعض من أعضاء ميليشيا جيش المهدي والتي كانت طرفا في القتال الذي تجدد في عدة مناطق بالعراق في الاونة الاخيرة. وأضاف المسؤول"طلبنا منه على اية حال مغادرة البلاد."

وحذرت الحكومة الكورية الجنوبية مرارا الصحفيين والمبشرين الدينيين والمدنيين الاخرين من السفر إلى العراق. وزادت الحكومة من تحذيراتها بعد ان قام متشددون اسلاميون بخطف وذبح مترجم كوري جنوبي في العراق في يونيو حزيران. ورفضت سول مطالب بان تتوقف كوريا الجنوبية عن تقديم جنود إلى القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق .

ونقلت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن تشو قوله انه تم اطلاق سراحه لان جيش المهدي كان قد اعطاه اذنا بالعمل في المنطقة. وأبلغ مسؤولون حكوميون أعضاء في البرلمان في سول الاسبوع الماضي بتقارير غير مؤكدة للمخابرات تفيد بان منظمة متشددة في العراق تخطط لشن مزيد من الهجمات على الكوريين الجنوبيين .


مفاوضات لإطلاق سراح رهائن كويتيين
ميدانيًا،أعلنت امس الشركة الكويتية التي يحتجز سبعة من سائقي شاحناتها في العراق، ان جهودها لاطلاق سراحهم فشلت لان الوسيط العراقي لم يكن مفوضا رسميا من قبل الخاطفين ودعت الى اجراء مفاوضات مباشرة. وقالت المتحدثة باسم الشركة رنا ابو زينة ان شركة "رابطة الكويت والخليج للنقل" يأسفها أن تعلن بأن المفاوضات التي جرت خلال اليومين الماضين في بغداد مع السيد هشام الدليمي لحل قضية اختطاف سبعة سائقين في الفلوجة، لم تسفر عن اية نتائج ايجابيه ولا مرضية لاي طرف من اطراف الأزمة". واضافت ان المفاوضات فشلت "لانه قد اتضح لنا بأن (الوسيط) المذكور غير مفوض رسميا من قبل الخاطفين، بالرغم من اننا كشركة قد ارسلنا وفدا مفوضا رسميا لحل هذه المشكلة حفاظا على أرواح السائقين الرهناء، الذين ليس لهم أي ذنب في ما يدور في العراق". وتابعت المتحدثة "ان الشركة في هذا المقام توجه نداءها الى الخاطفين مباشره للتفاوض مباشرة مع الشركة بدون وسطاء، أو بتفويض أي كان تراه مناسبا لانهاء هذه الأزمة". واكدت "ان الشركة على استعداد لاعادة ارسال مفاوضيها لبغداد اذا لزم الأمر للتفاوض معهم بشرط اظهار الجدية من طرفهم لانهاء معاناة هؤلاء السائقين".

وفي وقت سابق، صرحت رنا ابو زينة لقناة "آج تاك" التلفزيونية الهندية "حتى امس كنا قريبين" من الافراج عن الهنود الثلاثة والكينيين الثلاثة والمصري الذين خطفوا في 21 تموز/يوليو، "لكن ليلة امس طرح علينا مطلب جديد". ولم توضح ما هو هذا الطلب لكنها اكدت ان لا علاقة له بشركتها التي طالب الخاطفون بوقف نشاطاتها في العراق. واكد مصدر قريب من الشركة الكويتية الخميس انها مستعدة لدفع فدية.

اختطاف دبلوماسي ايراني
وتزامن مع المعارك هناك وفي مدينة الصدر في العاصمة العراقية, انتقال الأزمة "الصامتة" بين طهران وبغداد الى مواجهة مكشوفة. فبعد ساعات قليلة على اعلان ايران رغبتها في استدعاء القائم بالأعمال العراقي كي يقدم "اثباتات" على اتهامات وُجهت اليها بارسال "جواسيس ومخربين" الى بلاده, اعترفت طهران بأن القنصل الايراني في كربلاء خطف في ضواحي المدينة, وتبنى "الجيش الاسلامي في العراق" عملية احتجاز الديبلوماسي رهينة, لاتهامه بـ"التورط بإثارة الطائفية".

واللافت ان الحكومة الايرانية كانت اتجهت الى التصعيد ضد الحكومة الانتقالية العراقية أمس, رافضة التفاوض على القضايا العالقة بين البلدين, إلا مع "حكومة منتخبة". أما علاوي فأبدى استياء ضمنياً كون ايران وحدها من دول الجوار لم توجه اليه دعوة رسمية لزيارتها. ويبدو ان موجة الخطف التي تستهدف معظمها سائقي شاحنات أجانب تهدف إلى ارغام الحكومات الاجنبية على سحب قواتها والشركات الاجنبية على تقليص عملياتها بالعراق.

احتدام قتال الشيعة
ومع ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى في معارك العراق, تحدى أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر, رئيس الحكومة الانتقالية اياد علاوي الذي عاد الى النجف في محاولة لإخماد انتفاضة شيعية وحث المقاتلين على إلقاء سلاحهم، الدعوة التي رفضها أنصار الصدر، فيما استؤنفت المواجهات في هذه المدينة مع القوات الأميركية والشرطة العراقية. وأفيد ان "جيش المهدي" التابع للصدر زرع ألغاماً حول المقابر في النجف التي أعلن علاوي ان "متسللين" دخلوا اليها من ايران. وتدخل الطيران الأميركي مجدداً, ليعاود غارات على مواقع للمسلحين.

انفجار سيارة مفخخة في بلدروز شمال شرق بعقوبة
وفي بعقوبة، اعلن مصدر طبي ان عراقيا قتل وجرح ستة آخرون بينهم مسؤول في محافظة ديالى في انفجار سيارة مفخخة كان يستهدف موكبه اليوم الاثنين في ناحية بلدروز التي تبعد 45 كلم شمال بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى. وقال الطبيب محمد سبع من مستشفى بعقوبة العام ان "عراقيا قتل وجرح ستة اخرون بينهم معاون المحافظ للشؤون الادارية عقيل حامد اليوم في انفجار سيارة مفخخة كانت تستهدف موكب المسؤول". واوضح ان "الانفجار وقع بعد الساعة 7 بالتوقيت المحلي (3 تغ) عندما كان معاون المحافظ للشؤون الادارية في طريقه الى عمله. وقد توجهت سيارة مفخخة مسرعة نحو سيارته وانفجرت. وتابع ان "القتيل هو احد افراد حمايته"، موضحا ان "المسؤول ما زال فاقد الوعي لكنه مصاب بجروح بسيطة".

معارك عنيفة في النجف
وتدور معارك عنيفة في النجف صباح اليوم الاثنين ولليوم الخامس على التوالي، بين ميليشيا الصدر وقوات الامن العراقية تساندها مروحيات اميركية. ويسمع الآن في شمال وغرب المدينة الشيعية المقدسة الواقعة وسط العراق اطلاق قذائف هاون ونيران اسلحة آلية.
ويقدر الجيش الاميركي عدد المسلحين الذين قتلهم منذ اندلاع المواجهات الخميس باكثر من 300 الا ان جيش المهدي ينفي ذلك ويؤكد ان 15 من عناصره قتلوا وجرح 35 آخرون.

مقتل جندي من مشاة البحرية في غرب العراق
أعلنت القوات الأميركية يوم الاثنين ان جنديا من مشاة البحرية الأميركية قتل في عمليات في غرب العراق . وقال بيان ان الجندي قتل يوم الاحد في محافظة الانبار التي تضم مدينتي الفلوجة والرمادي المضطربتين . ولم يذكر البيان تفصيلات أخرى. وبهذا يرتفع إلى 687 على الاقل عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام الماضي

وتقول القوات الأميركية ان القتال العنيف على مدى أربعة أيام في قلب النجف وفي كل أنحاء جنوب العراق وفي عدة مناطق ببغداد أدى إلى سقوط مئات من المقاتلين الشيعة بين قتيل وجريح وزاد الضغوط على حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي التي تولت السلطة قبل 40 يوما. وقال علاوي للصحافيين في المدينة التي تعاني من اثار الصواريخ وتبعد مسافة 160 كيلومترا جنوبي بغداد انه لن يتم التفاوض مع أي ميليشيا تحمل السلاح ضد العراق والشعب العراقي.وأضاف انه يعتقد انه يتعين على المسلحين ان يرحلوا عن الأماكن المقدسة على وجه السرعة وأن يلقوا أسلحتهم ويعودوا لسيادة النظام والقانون.

اطلاق صواريخ على تحصينات للصدر
وكانت مروحيتان من طراز أباتشيأطلقتا صواريخ على تحصينات اقامتها ميليشيا الصدر بالقرب من المقبرة التاريخية بالنجف. وقامت الميليشيا المعروفة باسم جيش المهدي بزرع الألغام حول الأقبية والأضرحة المحيطة بالمقبرة. وتقدم جنود أميركيون صوب ضريح الامام على بالمدينة والذي يعد من أقدس الأماكن لدى الشيعة وقاموا بتشديد الخناق حول مواقع المسلحين بينما حثت نداءات عبر مكبرات للصوت الميليشيا على القتال وأمرتهم "بالاشتراك في الجهاد". كما اندلعت الاشتباكات مجددا في منطقة مدينة الصدر ببغداد وفي مناطق أخرى بالعاصمة بينما ظلت حدة التوتر مرتفعة عبر جنوب العراق وفي العديد من المدن التي يهيمن عليها الشيعة ومن بينها الناصرية والعمارة والبصرة والديوانية. وبعد حلول الظلام أطلق مقاتلون عدة قذائف مورتر وصواريخ في وسط بغداد مما أدى إلى اصابة اربعة اشخاص على الاقل.

إعادة العمل بعقوبة الإعدام
وبعد ساعات على عرضه مهلة عفو عن "التائبين" غير المتورطين بـ"جرائم خطيرة", أحيت الحكومة عقوبة الاعدام في مسعى لـ"القضاء على العنف", وهي تطاول المقاتلين الأجانب بمن فيهم العرب, في محاولة لوقف الراديكالية الشيعية المتزايدة وحركة تمرد يقودها السنة منذ 16 شهرا. ولم يظهر ما يشير إلى تراجع حدة القتال رغم سياسة الترهيب والترغيب تلك كما ان عمليات الخطف التي أصبحت عملة مشتركة بين المسلحين في الأشهر الاخيرة تتواصل بشكل سريع.

وتعزيزا لتهديدات علاوي باتخاذ اجراءات صارمة ضد المتمردين قررت الحكومة العراقية المؤقتة اعادة تطبيق عقوبة الاعدام يوم الاحد بالنسبة لجرائم مثل القتل والخطف وجرائم المخدرات. وكانت عقوبة الاعدام قد علقت بعد الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في ابريل نيسان من العام الماضي.وهددت الحكومة الجديدة منذ توليها السلطة في 28 يونيو حزيران الماضى مرارا باعادة العمل بها. وليس واضحا ما اذا كان القانون سيطبق بأثر رجعي مما يحيط بالشكوك حول امكانية مواجهة صدام حسين واتباعه عقوبة الاعدام في حال ادانتهم بارتكاب جرائم. كما لم يتضح متي سيتم تطبيق القانون أو كيفية تنفيذ عقوبة الاعدام. وجاءت اعادة تطبيق عقوبة الاعدام بعد يوم واحد من اعلان علاوي عفوا محدودا لمدة شهر واحد للمتمردين العراقيين الذين ارتكبوا جرائم بسيطة في مسعى لجذب العناصر الاقل تشددا إلى جانب الحكومة.