أصدر البرلمان الجورجي في جلسته الطارئة بيانا خاصا بشأن الأحداث الأخيرة في منطقة تسخينفالي أشار فيه إلى أن روسيا تعتبر أحد أطراف النزاع الجورجي-الأوسيتي. وطالب بإيقاف انتداب قوات حفظ السلام الروسية في منطقة النزاع.
وصرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الجورجي قنسطنطين جاباشفيلي بأن البرلمان طالب بتغيير صلاحيات هذه القوات في منطقة النزاع الجورجي-الأوسيتي، وإعداد صيغة أخرى تسمح بانتداب قوات دولية. وأكد على وجود صيغة جديدة تم اتخاذها من جانب البرلمان الجورجي حول ضرورة تبديل صلاحيات قوات حفظ السلام الروسية المرابطة في جورجيا وهي تلك الصيغة التي تتيح لجورجيا خيارات واسعة تبدأ من تعطيل الصلاحيات وتنتهي باستبدال قوات السلام الموجودة حاليا بأخرى دولية.
وجاءت هذه الجلسة الطارئة على خلفية تفاقم الأوضاع وتصاعد التوتر بين القوات الجورجية والأوسيتية التي أسفرت خلال اليومين الأخيرين عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجروح، وتدمير العديد من المباني السكنية.
وكانت المفاجأة التي أسفرت عنها جلسة البرلمان الجورجي الطارئة هي مطالبتها بإبعاد قوات حفظ السلام الروسية من منطقة النزاع معتبرة إياها ليس فقط طرفا في النزاع، وإنما أحد الأطراف المنحازة لأوسيتيا الجنوبية. بل وأعلن البرلمان الجورجي أيضا إنه بصدد المطالبة بإبعاد القوات الروسية من أبخازيا التي استقلت عن جورجيا من طرف واحد منذ عدة سنوات.
ومع فشل لقاءات لجنة الرقابة المشتركة التي انعقدت طوال اليومين الأخيرين في التقريب بين الأطراف المتنازعة، أعربت الكثير من الدوائر السياسية والإعلامية عن مخاوفها من نشوب حرب واسعة النطاق في منطقة ما وراء القوقاز. وانسحبت هذه المخاوف أيضا على إمكانية تدويل الأزمة ودخول أطراف أخرى، وهو الأمر الذي يمكنه إشعال المنطقة كلها. ورأى المراقبون أن مطالبة القيادة الجورجية بإجلاء القواعد والقوات الروسية من الأراضي الجورجية، لم تعد المطلب الوحيد في الوقت الراهن، إذ أن البرلمان الجورجي يتجه نحو إبعاد حتى قوات حفظ السلام الروسية من منطقة النزاع، وهو ما يشير أيضا إلى رغبة القيادة الجورجية في إغلاق جميع الطرق مع روسيا.