حمود الزيادي العتيبي من الرياض: "كانت متوجهة إلى زيارة العتبات المقدسة في دمشق فوقعت في أيدي المخابرات السورية التي فرضت عليها حظر السفر لخمسة عشر يوماً دون سبب معلوم".. هكذا بدأ المواطن السعودي أ. ع . ج قصة زوجته التي تبدو وكأنها فيلم بوليسي، أو هي كذلك، إذ جرى بعض من فصوله على أرض مطار دمشق الدولي في حين دارت فصوله الأخرى في مكان غير معلوم دون أن تعرف نهايته الحقيقة بعد.
وفي التفاصيل التي رواها المواطن السعودي أ.ج لـ"إيلاف" عبر اتصال هاتفي من مقر إقامته في الدمام شرقي السعودية فإن زوجته م. م. ر سعودية الجنسية والبالغة من العمر 47 عاماً قد سافرت يوم أمس الأربعاء عبر خطوط طيران الخليج من العاصمة البحرينية المنامة في طريقها إلى العاصمة السورية دمشق التي وصلت إليها في الساعة 15:45 (12:45 تغ) بغرض زيارة العتبات المقدسة هناك حيث أنها تنتمي إلى الطائفة الشيعية.
وحين حطت الطائرة على أرض مطار دمشق الدولي وبدأ رجال الجوازات التحقق من هويات المسافرين طلبت سلطات المطار من المواطنة السعودية م.ر التوجه إلى أحد المكاتب الرسمية ليشرع رجال الأمن في التحقيق معها.
يقول زوجها الذي كان مندهشاً من الحادثة "هاتفت زوجتي حوالي الساعة الرابعة إلا ربعاً عصراً بالتوقيت المحلي عبر الهاتف الجوال لأطمئن عليها حين وصولها إلى دمشق فجاءني صوتها بكاءً. وعندما سألتها ما الذي جرى؟، أوضحت لي أنها رهن الاحتجاز من قبل جوازات المطار ولا تعلم سبباً لذلك". ويتابع الزوج حديثه "طلبت التحدث إلى الشخص الذي يجري التحقيق معها واستفسرت منه عن أسباب التحفظ على زوجتي، فأجابني: أنه أمر بسيط مجرد تشابه أسماء".
ولم تتوقف فصول قصة المواطنة السعودية عند حدود مطار دمشق بل سارت الأمور في اتجاه آخر إذ نقلت في سيارة أمنية مع ثلاثة من رجال الأمن إلى مقرٍ خارج أسوار المطار لاستكمال التحقيقات. يقول زوجها في حديثه الهاتفي مع "إيلاف "بعد فترة عاودت الاتصال بزوجتي عبر هاتفها الجوال فأخبرتني أن ثلاثة من رجال الأمن يصطحبونها في سيارة أمنية إلى مكان غير معلوم". ويضيف الزوج "طلبت من أحد الذين يرافقونها في السيارة أن يخبرني ماالأمر فأجابني: إنه أمر بسيط وسيتم إخلاء سبيلها وأغلق سماعة الهاتف.. وحين عاودت الاتصال بعد نصف ساعة وجدت هاتفها الجوال مغلق".
في هذه الأثناء بادر المواطن السعودي أ . ج بالاتصال بالسفارة السعودية في دمشق للإبلاغ عن الحادثة كما حاول الاتصال بأحد أقرباء الأسرة الذي كان يتابع الموقف من المطار والذي توصل بدوره إلى أن زوجة قريبه نقلت إلى مقر المخابرات السورية.
حين تأكد أ. ج. أن زوجته في قبضة المخابرات السورية بدأ اتصالاته المتوالية بوزارة الداخلية السعودية وإمارة المنطقة الشرقية والسفارة السعودية في دمشق والجميع أكد ج له أن زوجته محل الاهتمام. وعند الساعة الحادية عشرة ليلاً من مساء يوم الأربعاء(20:00 تغ) أبلغته السفارة السعودية أنه جرى الإفراج عن زوجته بكفالة السفارة وتم التحفظ على جواز سفر المواطنة السعودية لدى جهاز المخابرات السورية لاستكمال التحقيقات صباحاً. وفي الصباح استجوبت المواطنة السعودية وأخذت بصماتها وأعطيت جواز سفرها على أن لاتغادر الأراضي السورية قبل 15 يوماً على أقل تقدير، بحسب رواية زوجها.
ويتساءل زوجها موجهاً رسالته إلى السلطات السورية عبر "إيلاف "على أي أساس تحتجز زوجتي ومقابل أي تهمة وما السند القانوني؟. أنه احتجاز تعسفي". وأكد أ.ج. أن زوجته تعاني من الضغط وحالتها الصحية ليست جيدة وحمّل السلطات السورية مسؤولية أي خطر تتعرض له زوجته موضحاً أنه سيتخذ عدة إجراءات من أجل إخلاء سبيل زوجته من بينها إرسال مذكرة إلى الجمعية السعودية لحقوق الإنسان ومنظمة حقوق الإنسان الدولية Humane Rights Watch فضلاً عن الاتصال بجميع المنظمات ذات الصلة.
وأشار أ .ج أن آخر زيارة قامت بها زوجته إلى الأراضي السورية كانت قبل 23 سنة وتحديداً في الخامس عشر من كانون الأول (ديسمبر) العام 1982 مؤكداً أنها امرأة متوسطة التعليم وليس لها أي نشاط سياسي مطالباً السلطات السورية سرعة الإفراج عنها.