بعث أحد قادة جبهة البوليساريو البارزين رسالة لافتة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس اتسمت بعبارات مودة غير مسبوقة . ووصف البشير مصطفي السيد الذي ظل يعتبر الشخصية القوية في البوليساريو الذي تنازع المغرب السيادة على الصحراء منذ عام 1975 لقاءً تم في المغرب في مطلع التسعينات مع الملك محمد السادس بأنه كان أكثر حرارة من لقاء جرى قبلها مع الملك الحسن الثاني عام 1989 .


بيد أن البشير مصطفى السيد الذي قاد مرتين مفاوضات مع الملك الراحل لم يخف إعجابه بالرجل وقال إنه كان من ابرز القادة العرب وأكثرهم ثقافة وحنكة وشبهه بالخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان .


ونسب البشير مصطفى السيد وهو شقيق الوالي مصطفى السيد مؤسس جبهة البوليساريو في لقاء مع قناة " الجزيرة" هذه الليلة (الخميس) إلى الحسن الثاني خلال أول لقاء مع وفد للبوليساريو في القصر الملكي بمراكش قوله إن الملك الراحل اقترح هدنة عسكرية واستمرار التفاوض وقال للوفد "إن المغرب سيطر على الصحراء بيد انه لم يستطع ربح قلوب الصحراويين ". وقال البشير مصطفى السيد إنهم رفضوا مراراً فكرة ان يكون هناك سقف للتفاوض يقضي ان تبقى الصحراء جزءً من المغرب وأوضح " الصحراوي يفضل العيش في خيمة وسقفه السماء ... لذلك لا يقبل أن يكون هناك سقف للمفاوضات".


وأنتقد البشير مصطفى السيد حزب الاستقلال المغربي وقال إن طروحاته التوسعية هي التي تسببت في حروب المنطقة وعلى الرغم من انه نوه بالدور الذي لعبه علال الفاسي مؤسس الحزب فإنه انتقد أفكار الفاسي حول المنطقة .


وكشف مصطفى السيد الذي توارى إلى الظل في السنوات الأخيرة بعد خلافات مريرة مع محمد عبد العزيز قائد البوليساريو النقاب عن لقاءات سرية جرت مع إدريس البصري وزير الداخلية المغربي الأسبق في برشلونة (اسبانيا) مهدت إلى لقائه مع الملك الحسن الثاني ،وقال إنه طرح على البصري فكرة " فتح أبواب القصر الملكي المغربي" وأوضح أن البصري سعى حثيثاً أن يعرف ماذا يودون طرحه على الملك قبل اللقاء لكنهم تكتموا على ذلك .


بيد أن البشير مصطفي السيد قال إن لقاءً مع الملك محمد السادس(ولي العهد آنذاك) تكهرب بسبب استفزازات البصري لوفد البوليساريو مشيراً إلى ان الملك محمد السادس زجر البصري أمامهم وطلب منه بحسم أن يكف عن سلوكه الاستفزازي .


وقال مصطفى السيد إن ليبيا لعبت دورا مهماً في تسليح البوليساريو وأوضح ان سلاحاً ليبياً أدى إلى إسقاط طائرات استطلاع مغربية فوق الصحراء . وألمح ان العقيد معمر القذافي هو الذي اقترح عليهم اسم " الجمهورية العربية الصحراوية" التي أعلنت في المنفى . وقال إن ليبيا طلبت منهم مراراً إحداث قلاقل في المغرب وتسليح معارضين مغاربة.


وتطرق البشير مصطفى السيد إلى الدور لسعودي لإيجاد تسوية للخلاف المغربي الجزائري وقال إن السعودية اقترحت من أجل تسوية النزاع تعويض البلدين عن كل خسائرهما .


وتجنب البشير مصطفى السيد التطرق للأوضاع الداخلية في جبهة البوليساريو أو سبب خلافاته مع محمد عبد العزيز لكنه بدا أكثر ثقة في مواقفه وقال إن حلاً لمشكلة الصحراء في إطار المغرب العربي سيكون ممكناً لكنه قال إن الأمور لا يمكن ان تظل تدور في حلقة مفرغة وشرح فكرته قائلاً " لا يمكن ان يسير الصحراويون خطوات باتجاه المغرب ...وأن يبقوا في الوقت نفسه وإلى ما لانهاية في مخيمات اللاجئين" .