أرجأت المحكمة الوطنية في مدينة باريس الفرنسية أخيرا محاكمة المواطن الفرنسي المسمى " عماد كنوني " الذي رحل رفقة ثلاثة آخرين من قاعدة غوانتنامو الكوبية، إلى حين دراسة ملفه بشكل أعمق إثر الاشتباه في انتمائه إلى الجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة.


و ذكرت السلطات الأميركية في ملف المواطن الفرنسي قبل عملية الترحيل أنه اعترف خلال أحد جلسات التحقيق التي خضع لها في قاعدة غوانتنامو، بأنه على علاقة بالجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة، و هي التهمة التي نفاها عماد كنوني نفيا باتا أثناء جلسة المحاكمة في الواحد و العشرين من الشهر الجاري في باريس أمام القاضي المختص.


و اعتقل الفرنسي البالغ من العمر 26 سنة، و الذي كان يقيم في مدينة (ليل) خلال الحملة العسكرية الأميركية على أفغانستان، و اقتيد هو آخرين إلى القاعدة الأميركية بصفتهم مقاتلين غير شرعيين، لا يتمتعون بالحقوق التي تضمنها لهم اتفاقية جنيف بخصوص أسرى الحرب.


و سبق أن سلمت السلطات الأميركية حوالي أربعة من المعتقلين الفرنسيين في القاعدة الأميركية في كوبا، بعد جهود جمة من طرف المسؤولين الفرنسيين المدفوعين بشكل كبير من طرف أهالي المعتقلين للإفراج عن أبناءهم من هناك.


وما يزال اثنين من المواطنين الفرنسيين معتقلين في القاعدة الأميركية، بعد أن رفضت السلطات إطلاق سراحهم في هذا الوقت لأسباب غير معروفة، و لم يطلع عليها المسؤولون الفرنسيون المكلفون بمتابعة الوضع القانوني لمواطنيهم.


و من ضمن الإجراءات التي سيعمل القضاء الفرنسي على استبيانها، مدى صحة المعلومات التي جاءت في ملفه بخصوص انتماءه إلى الجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة، من خلال الاستفسار لدى السلطات الأمنية المغربية عن الموضوع، و محاولة معرفة ما إذا كان بإمكان تحقيقات سابقة مع مشتبه في انتماءهم للجماعة أن تؤكد صحة المعلومات الأميركية.


و الجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة تأسست سنة 2000 من طرف بعض المغاربة الذين سبق لهم أن توجهوا إلى أفغانستان، على رأسهم "محمد الكربوزي" الملقب( بأبي عيسى) المقيم في لندن منذ حوالي 16 عشر سنة، و يحمل الجنسية البريطانية، و الذي رفضت السلطات البريطانية تسليمه للمغرب بعد صدور حكم قضائي بعشرين سنة سجنا مباشرة بعد الأحداث التي عرفتها الدار البيضاء.

و كذلك من المؤسسين "نور الدين نفيعة" المعتقل في سجن القنيطرة و "كريم أوطاح" و "سعد الحسيني" الذي تتهمه السلطات المغربية بأنه الذي تكلف بإعداد الصواعق الذي استخدمت في تفجيرات الدار البيضاء، و صدرت بحقه من ذلك الوقت مذكرة بحث على الصعيد الدولي و هو الآن ما يزال في حالة فرار.


و يعد الحسيني أحد أخطر العناصر المغربية المتخصصة في صنع المتفجرات على اعتبار أنه حاصل على شهادة الإجازة في الكيمياء، و ذو خبرة جيدة في صنع الصواعق، و المتفجرات، و كذا تطوير المركبات الكيمائية.


و كانت الجماعة المغربية أعلنت بيانها التأسيسي من مدينة استنبول التركية، و تستند فكريا وعقديا على أفكار تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن، و تدعو إلى خوض ما تسميه بالجهاد على أرض المغرب، من خلال تجميع المغاربة الذين سبق لهم أن خاضوا تدريبات عسكرية في معسكرات القاعدة في أفغانستان.


يشار إلى أن السلطات الأميركية سبق لها أن أعلنت أن الجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة هي جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، و تشكل تهديدا دوليا، ووضعتها ضمن قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة و الأكثر خطورة في شمال إفريقيا.