لندن، باريس: أظهر تقرير أعدته الوكالة اليهودية ووزارة شؤون الشتات تضاعف عدد الاعتداءات على خلفية معاداة السامية في بريطانيا وعدم تغيرها في فرنسا، على الرغم من جهود الحكومات في هذا الشأن.

تفيد معطيات تنشرها الوكالة اليهودية والوزارة الإسرائيلية لشؤون الشتات بحدوث ارتفاع ملموس في عدد الحوادث التي وقعت العام الماضي على خلفية معاداة السامية.
وتـُنشر هذه المعطيات في تقرير يصدر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة اللاسامية وحلول الذكرى الـ60 لتحرير معسكر الإبادة أوشفيتس الكائن في بولندا.

وجاء في التقرير أنه على الرغم من أن الدول الأوروبية تبذل في السنة ونصف السنة الأخيرة جهودًا جمة لدحر مظاهر اللاسامية إلا أن العام 2004 بالذات، شهد ارتفاعًا في عدد الحوادث العنيفة التي ارتكبت على هذه الخلفية في أنحاء القارة الأوروبية.

وسُجل خلال العام الماضي 282 حادثـًا اتسم بالعنف ووقع على خلفية معاداة السامية. وبحسب التقرير فقد تم تنفيذ الجزء الأكبر من هذه الحوادث على أيدي عرب أو مسلمين، بعضهم من الفلسطينيين.

لا تغيير في فرنسا وارتفاع في بريطانيا
وتقول ، مستشارة الوزير لشؤون الشتات، نتان شيرانسكي، تعليقـًا على معطيات التقرير، التي تشير إلى عدم حدوث أي تغيير في حجم مظاهر اللاسامية في فرنسا، إنه "على الرغم من إقدام الحكومة الفرنسية على بذل مساع حثيثة لمحاربة ظاهرة اللاسامية، بما في ذلك سجن ناشطين مسلمين يرتبكون أعمال عنف ومنع بث قنال حزب الله، لم يسجل ولو انخفاض بسيط في عدد هذه الحوادث في فرنسا، وهذا أمر مقلق من ناحيتنا".

أما في بريطانيا فقد طرأ أيضًا ارتفاع حاد في الاعتداءات على خلفية اللاسامية، حيث تضاعف عددها تقريبًا مقارنة بالعام 2003. ففي العام الماضي وقعت 310 حوادث من هذا النوع، اتسم 77 منها بالعنف، مقارنة بـ163 حادثـًا وقعت في العام 2003، اتسم 55 منها بالعنف.

وتمثلت غالبية الاعتداءات في بريطانيا بحرق كنس ومحاولات لحرق كنس غيرها وتدنيسها وإلقاء عبوات حارقة على سيارة حاخام في لندن إضافة إلى عشرات الحوادث العنيفة في الشوارع والتي وجهت غالبيتها نحو أولاد وكبار في السن، خصوصًا في الأحياء التي سكنها يهود اورثوذوكس متدينون. ويذكر التقرير أنه منذ العام 2000 تم تدنيس أكثر من 100 كنيس في انجلترا وحدها.

وكما ذُكر سابقـًا لم يطرأ أي تغيير على حجم الاعتدات على خلفية اللاسامية في فرنسا، لكن في دول مثل روسيا وأوكراينا فقد طرأ ارتفاع مقلق في حجم هذه الظاهرة: 295 اعتداء على خلفية لاسامية سجلت في أنحاء الاتحاد السوفييتي سابقًا خلال العام الماضي، وذلك مقارنة بـ146 في هذه المنطقة خلال 2003. ومن أصل 110 حوادث عنيفة في المنطقة ذاتها (مقارنة بـ35 في العام 2003)، وقعت 100 منها في روسيا وأوكراينا.

ويقول الوزير نتان شيرانسكي في هذا الصدد: "بعكس أوروبا الغربية حيث تشهد في السنوات الأخيرة مظاهر اللاسامية الجديدة التي ترتكز إلى الكراهية الموجهة ضد إسرائيل، فإن تيار النازيين الجدد بالكاد قائم في دول الاتحاد السوفييتي السابق وتستبدله مظاهر اللاسامية بصيغتها الكلاسيكية".

ويضيف الوزير أن الرئيس الروسي يدرك تمامًا حجم الظاهرة وتعهد بمكافحتها بكل الوسائل. ويشير التقرير إلى أن دول الاتحاد السوفييتي السابق لم تسرع إلى مكافحة مظاهر اللاسامية بشكل ناجع وتعاملت بتهاون مع منفذي الاعتداءات على هذه الخلفية. مع ذلك فإن إحدى الأسباب الرئيسية التي أدت باليهود في روسيا إلى الهجرة إلى إسرائيل في العام الماضي هو الكشف عن حجم مظاهر اللاسامية وعدم إخفائها كما كان يحدث في السابق.

الدولة الأخرى التي تثير قلق معدّي التقرير، هي جمهورية التشيك حيث تظهر المعطيات أنها شهدت 16 اعتداء على خلفية اللاسامية في العام 2004 فيما انعدمت مثل هذه الاعتداءات في العام الذي سبقه.