حيان نيوف من دمشق: أعلن نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في حديث خاص لـ "إيلاف"، أن قمة شرم الشيخ "حصرت نفسها في الزاوية الأمنية الضيقة نزولا عند شروط شارون المسبقة وقبل أن يحرك ساكنا باتجاه هذه القمة "، بينما انقسم الشارع الفلسطيني في سورية بين مؤيد ورافض لنتائج قمة شرم الشيخ.

وقال نايف حواتمة ، لـ "إيلاف" إنه و"منذ اللحظة الأولى أعلن شارون أن عنوانا واحدا هو المطروح على جدول أعمال القمة ويتعلق بمجموع الخطوات والإجراءات الأمنية التي على محمود عباس والسلطة الفلسطينية أن تأخذ بها بدءا من وقف كل أشكال المقاومة الفلسطينية التي يسميها إرهابا للاحتلال والاستيطان ووقف كل أشكال التعبئة السياسية ضد الاحتلال الإسرائيلي التي يسميها التحريض".

لا أمل دون البحث عن جذور المشكلة
ويؤكد حواتمة، الزعيم الفلسطيني المقيم في دمشق، أنه " بدون البحث عن جذور العنف والعنف المضاد وخلفياته السياسية والاجتماعية لا أمل بالخروج من هذه الدوامة "، قائلا: " علينا أن نتذكر جميعا أن خطة جورج تينت مدير الاستخبارات الأميركية في مطلع عام 2002 وخطة الجنرال زيني وخطة جورج ميتشل ولجنته السداسية الدولية كلها انتهت الى طريق مسدود لأنها اقتصرت على الزاوية إياها الضيقة من الشؤون والإجراءات الأمنية وكانت المحصلة عملية حرب السور الواقي الشاملة التي شنتها حكومة شارون على الضفة الفلسطينية وقطاع غزة فاجتاحت كل مناطق السلطة الفلسطينية وأعادت احتلال المدن الرئيسية الست ومنذ تلك اللحظة حتى يومنا ما زالت كل مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة بمدنها الست تحت الاحتلال المباشر".

وانتقد حواتمة قمة " شرم الشيخ " مشيرا إلى أنها "لم تستوعب الدرس الأساس الناجم عن سياسة حكومة شارون القائمة على إدامة الاحتلال بل ونهب الأرض ومواصلة الاستيطان في القدس العربية المحتلة والضفة الفلسطينية وهذا كله يستدعي بالضرورة ردود فعل من صف الشعب الفلسطيني للخلاص من الاستيطان والاحتلال".

وأما الشارع الفلسطيني في العاصمة السورية دمشق وبقية المحافظات السورية، التي يتمركز فيها الفلسطينيون، فقد انقسم بين معارض ومؤيد لنتائج القمة.

في مخيم اليرموك، وحيث بقيت معاناة الشعب الفلسطيني في الشتات في عيون أطفال هذا المخيم، يتابع الناس عملهم بشكل طبيعي مع متابعة ما تجلبه الفضائيات والإذاعات من أنباء عن قمة " شرم الشيخ". وقد أكد بعض من التقت بهم "إيلاف" الاستياء الشديد من الإشارة إلى "أعمال المقاومة لتحرير الأرض" على أنها "أعمال عنف"، وأشار شاب فلسطيني إلى ذلك بالقول: "الله يرحم أيام أبو عمار". وتبدو هذه عبارة يرددها الفلسطينيون الذين أبدوا تحفظات على خطاب ومفردات محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.

آمال باقتصاد جيد وقضاء على الفساد
من جهة أخرى، يشير كثير من الفلسطينيين إلى أن الاستقرار في الأراضي المحتلة وتوقف لإطلاق النار "سوف يعيد الأمل بتحقيق السلام وتأمين فرص العمل من خلال النهوض باقتصاد فلسطيني منهار"، ولو أن المخاوف لا تزال مستمرة من الفساد.

وفي خطوة لافتة وذات دلالة كانت أقدمت سلطة الرئيس محمود عباس على اعتقال بعض كوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهذا ما اعتبره مراقبون أولى عمليات الاعتقال السياسي في عهد الرئيس الجديد. وسبق عملية الاعتقال بأربع وعشرين ساعة عملية "لكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" استهدفت حاجزا عسكريا إسرائيليا في قلب غزة نفسها وهو حاجز "ابو هولي" أصيب خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين بجراح خطيرة كما سقط قائد المجموعة نبيل العايدي.

اعتقال كوادر الجبهة هدية لرايس
وفي هذا السياق ، كشف الزعيم الفلسطيني نايف حواتمة ل "إيلاف" أن اعتقال كوادر من الجبهة الديمقراطية كان "الهدية التي قدمت ل كوندوليزا رايس وعشية قمة شرم الشيخ " لافتا إلى أن "هذا ما قاله نصا وحرفيا وزير خارجية السلطة الفلسطينية نبيل شعث للجنة العليا للانتفاضة في قطاع غزة التي احتجت بشكل جماعي على أعمال الاعتقال ودعت إلى تحريم الاعتقال السياسي وإطلاق سراح القادة الثلاثة بلاد تردد وقال لهم بكل صراحة لا نستطيع ذلك لان كوندوليزا رايس في منطقتنا وكذلك الحال نحن قادمون على قمة شرم الشيخ ولا نستطع ذلك إلا عندما تنتهي قمة شرم الشيخ".

ويعتقد نايف حواتمة أن " هذه الخطوة تجاه قادة سياسيين تتناقض بالكامل مع منطق وروح الحوار الفلسطيني – الفلسطيني بهدف الوصول إلى حلول للعلاقات الفلسطينية- الفلسطينية على أساس بناء برنامج سياسي مشترك من القواسم المشتركة نبني عليه قيادة وطنية موحدة وحكومة ائتلاف وطني انتقالية تشرف على ضبط خطوات السلطة ومؤسساتها وتطهيرها من الفساد وحيادها تجاه الانتخابات البلدية والبرلمانية القادمة علينا في نيسان وتموز من هذا العام".

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أعلن اليوم عن وقف " العنف" الفلسطيني الإسرائيلي في بيان بقمة شرم الشيخ، واتفق مع شارون على وقف كافة " أعمال العنف ضد الفلسطينيين والإسرائيليين أينما كانوا"- كما جاء البيان. وأكد عباس في كلمته على ضرورة إعادة بناء الثقة بين الطرفين مذكراً بأن "الشعب الفلسطيني توجه قبل أقل من شهر إلى صناديق الاقتراع وجدد من خلال عملية ديموقراطية اختياره للسلام الحقيقي". وقال إن "هناك الكثير من الأمور التي يختلف عليها الطرفان كالجدار والمستوطنات والأسرى، وأنه لم يتم الاتفاق على كل شيء".