أسامة مهدي من لندن: بدأت احتجاجات العراقيين الغاضبة من تفجير انتحاري اردني مفخخة في مدينة الحلة العراقية جنوب بغداد تاخذ منحا خطيرا بقتل اردنيين هناك، فيما قال محامي عائلات ضحايا الانفجاران فريق محامين يعد حاليا لرفع قضية ضد الحكومة الاردنية وعائلة الانتحاري مشيرا الى ارتفاع عدد ضحايا التفجير الى 175 شخصا بعد وفاة عدد من المصابين الذين بلغ عددهم 200 عراقيا.

واكدت مصادر عراقية اليوم مقتل طالبين اردنيين في مدينة الحلة (100 كم جنوب بغداد) وابلغت "ايلاف" ان جثة الطالبين اللذين يدرسان في جامعة بابل في الحلة وجدتا ملقيتان في شارع ستين بوسط المدينة وقد وضع جواز سفرهما عليهما في عملية انتقام واضحة من عملية التفجير التي ارتفع ضحاياها الى 175 عراقيا بعد وفاة اخرين كانوا اصيبوا بجروح خطيرة .

وعلى الصعيد نفسه قال احمد البراك رئيس فريق محامي عائلات ضحايا الانفجار عضو مجلس الحكم السابق ل"ايلاف" ان غرقة المحامين في الحلة استلمت وكالات رسمية من العائلات لرفع دعوى قضائية ضد الحكومة الاردنية وعائلة الانتحاري التي احتفلت بمقتله في مدينة السلط الاردني مشيرا الى ان " منظمة محامون بلا حدود " تقوم ايضا بدراسة هذه الدعاوى موضحا ان الشكوى ضد الحكومة الاردنية تواجه صعوبات حيث لاتتوفر لحد الان دلائل مادية عن تسببها في حادث التفجير وقد يكون الانتحاري لاعلاقة له بها لكنه اضاف ان الدعوى القضائية تبقى عامل ضغط ضد الاردن ورسالة واضحة مفادها " اننا في العراق غير قادرين على حماية الطلاب الاردنيين الدارسين في الجامعات والمعاهد العراقية وعددهم بالالاف" .

واضاف البراك ان تحركا قد بدا لامكانية حل المشكلة عشائريا عن طريق مطالبة العشائر التي ينتمي اليها الضحايا طلب فدية من عشيرة البنا التي ينتمي اليها الانتحاري وهو امر قد يرغم الحكومة الاردنية على المساهمة في دفع تعويضات مشيرا الى ان مجلس محافظة بابل المنبثق عن انتخابات الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي رفع مقترحات الى الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة تطالب بفرض عقوبات ضد الاردن وطرد سفيره في بغداد واغلاق الحدود العراقية الاردنية "لسد باب الفتنة حفاظا على ارواح الاردنيين في العراق والذين لاذنب لهم فيما حصل" .

وقال ان الخطوة التالية لفريق المحامين بعد استكمال اجراءات التوكل عن عائلات الضحايا هي تقديم طلب رسمي الى المدعي العام بوزارة العدل العراقية لتحريك الدعوى واعطاء القضية بعدا قانونيا رسميا اضافة الى انه يتم حاليا دراسة القانون الدولي لمعرفة موقفه من مثل هذه القضايا حيث يمكن ان يتم اللجوء اليه ايضا في الحصول على تعويضات من الحكومة الاردنية وتقديم تعهدات وضمانات بعدم تكرار تفجير الحلة الذي وقع في الاول من الشهر الحالي .

وبمبادرة من مملكة البحرين اصطحب سفيرها حسن مال الله الانصاري السفير الاردني في بغداد ديماي حداد الليلة الماضية لمقابلة رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية زعيم قائمة الائتلاف العراقي الشيعية الفائزة في الانتخابات الاخيرة عبد العزيز الحكيم بمكتبه في بغداد لتقديم اعتذار مكتوب الى الشعب العراقي والطلب منه التدخل لتهدئة مشاعر العراقيين الغاضبين من تفجير اردني لمفخخة في مدينة الحلة العراقية في الاول من الشهر الحالي مما اسفر عن مقتل واصابة حوالي 400 عراقيًا.

وقدم السفير الاردني خلال اللقاء شرحًا مطولًا اوضح خلاله الاسباب التي ادت الى حصول تدهور في الاوضاع بين الاردن والعراق مبينًا رغبة الاردن في تدخل الحكيم لتهدئة خواطر المواطنين العراقيين وسحب فتيل الازمة مؤكدًا بان الاردن هو ضحية ايضًا للارهاب حيث كان العدو المشترك المتمثل بالارهابي الزرقاوي قد حاول القيام بتفجيرات كيماوية قبل فترة في الاردن وان عمليته تلك أحبطت كما ان الاردن ندد بشدة واستنكر كل العمليات الارهابية في العراق "وخاصة ما حدث من اعتداء اجرامي في مدينة الحلة ادى الى سقوط المئات من المدنيين شهداء وجرحى" مبينًا أن تصريحات بالتنديد صدرت من قبل العديد من المسؤولين الرسميين وغيرهم في المملكة الاردنية تجاه هذا العمل الجبان.

كما ابدى الحكيم استنكاره "لتحول الاردن الى مكان آمن لازلام صدام وارهابيه وكذلك من تعاون عدد من وسائل الاعلام وبشكل علني مع هؤلاء مستخفين بمشاعر الشعب العراقي الى الحد الذي وصل ان تقام فيه مراسم الاحتفالات بتكريم الارهابيين والقتلة ونشرها من خلال وسائل الاعلام تلك" وعبر عن دهشته "من زيارة جلالة الملك عبدالله مقر احدى الجرائد التي روجت لمثل تلك الافعال المستهجنة بالاضافة الى ما ظهر من تصريحات غريبة تحمل روحًا عدوانية ضد الشيعة في العراق".

وطالب الحكيم باصدار اعتذار صريح من الملك عبدالله الثاني والمسؤولين الاردنيين "لما حدث من جرائم في العراق وان تتم متابعة ملفات التوتر التي من جملتها طرد وابعاد ازلام النظام المقبور من المملكة الاردنية وملاحقة ومتابعة الذين يروجون ويشجعون ويصدرون الارهاب الى العراق، والعمل على اعادة الاموال العائدة للشعب العراقي والموجودة في الاردن وتشكيل لجنة للتحقيق بما حدث من واقعة تكريم الارهابيين والقيام بضبط الحدود من تسلل الارهابيين، لان ذلك سيؤثر على مستقبل العلاقات بين الاردن والعراق" كما قال مصدر في المجلس الاعلى الذي اكد ان السفير الاردني وعد خلال اللقاء الذي جرى امس ان ينقل تصورات الحكيم لحكومة الاردن وان تتم معالجة كل الملفات بعد تهدئة الخواطر والاوضاع المتوترة حاليًا.

ونفت عائلة الانتحاري ان يكون ابنها هو مفجر الحلة وقالت انه قتل في الموصل فيما شجب رئيس الحكومة الاردنية وعدد من الوزراء الاعمال الارهابية في العراق وتبراوا من قيام عائلته بالاحتفال لمقتله كما فتحت تحقيقا مع صحيفة الغد لنشرها خبرا حول الموضوع قالت انه تضمن اكاذيب ومعلومات غير دقيقة في محاولة لتهدئة الغضب الشعبي في العراق الذي دفع متظاهرين الى مهاجمة السفارة الاردنية في بغداد واحراق العلم الاردني والمطالبة بطرد السفير.