اعتدال سلامه من برلين: على الرغم من بدأ عدة مشاريع إنمائية إميركية في العراق ورصدت لها المليارات إلا أنها لم تؤدي المهمة المطلوبة حتى الآن، بل بالعكس تحولت إلى عبأ على العراقيين بعد اعتقادهم بأنها سوف تحسن من شروط حياتهم اليومية خاصة ما يتعلق بتوفير المياه والكهرباء والحد الأدنى من الخدمات الصحية والاجتماعية.
فحسب وصف صحيفة " لوس انجلس تايمز" الأميريكية وضع المشاريع الانمائية الأميريكية في العراق متدهور إلى حد الكارثة بعد تعرض معظمها إلى مشاكل مالية، فمعظم التقنيات التي أدخلت للمشاريع لا تعمل بشكل جيد أو معطلة أو أنها بينت بشكل بدائي جدا ولا يتوفر فيها الحد الأدنى من التقدم التقني ولا يمكن وصف ما يحدث إلا ببعثرة المليارات فلا يوجد حاليا ما يكفي من المال لمواصلة البناء أو حتى إصلاح ما تم تنفيذه ولا يعمل.
والسبب في ذلك حسب تقرير داخلي لحكومة الرئيس بوش حصلت عليه الصحيفة الأميريكة وقوع أخطاء أثناء الإنشاء وانعدام صيانة المشاريع ، والمثل على ذلك 44 مشروعا في مجالي التزود بمياه الشرب والتخلص من الماء الراكدة إضافة إلى 19 مشروعا لتوليد الكهرباء سلموا إلى الحكومة العراقية المؤقتة تم تنفيذها على يد تقنيين ومتخصصين أميركيين لا يعمل منها حتى مشروع واحد .
والمعدات والمنشآت التي أصلحت أصيبت بسرعة بالعطل ولم تعد تعمل مما أصاب الناس بالاحباط وكانوا يتوقعون تحسين ظروف حياتهم ، لذا حرمت عدة مناطق عراقية من الكهرباء طوال فصل الشتاء أو كان يصلها التيار لساعات قليلة جدا. واقترحت وزارة الخارجية الأميركية على الكونغرس كما أشارت الصحيفة صرف حوالي 600 مليون دولار لبرامج إضافية من أجل مساندة مشاريع التنمية الأميركية التي نفذت.
ويلقي ممثلون في الحكومة الأميركية مسؤولية وضع المشاريع الانمائية المتدهور على عاتق العراقيين أنفسهم، فبرأيهم لا تتوفر يد عاملة مدربة ومؤهلة إضافة إلى المشاكل اللوجستية للخبراء الأمريكيين، وفي المقدمة مواصلة العراقيين عدم المبالاة بأخلاقية العمل كما كان حالهم أثناء حكم صدام حسين. كما لعبت تهديدات المسلحين المعارضين دورا في إرهاب العمال في المشاريع التنموية فترك العديد منهم العمل، أيضا النزاع الدائم حول من له حق السيطرة على مصاريف المشاريع ورواتب العاملين فيها بين الحكومة المؤقتة والموظفين في الأقاليم.
لكن في المقابل تتهم بعض القوى العراقية الإدارة الأميركية بأنها ابعدتها تماما عندما وضعت خطط البناء والإصلاح، ولا تملك حاليا الأموال الضرورية لعمليات الصيانة، وكان من الأفضل لو أفسحت السلطة العسكرية الأميركية المجال أمام العراقيين للمشاركة في وضع المشاريع وأيا منها ضروري وغير ضروري وكيفية صرف الأموال المخصصة لها.