اعتدال سلامه من برلين : أبدت الحكومة الإسبانية لأول مرة بعد عقود طويلة استعدادا لإجراء محادثات مع منظمة ايتا التابعة لثوار الباسك إذا ما أعلنت تنازلها نهائيا عن أعمال العنف. وصوت أمس البرلمان الاسباني على قرار في هذا الصدد فسانده 192 نائبا ومعظمهم من نواب الحزب الاشتراكي الحاكم بينما عارضه 147 نائبا من الحزب الشعبي المحافظ ، وتحولت الجلسة إلى مناقشات حادة بين الحزبين ، وتراشقا تهم العمل على نسف سياسة مواجهة الإرهاب.

لكن على الرغم مما أظهرته حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي خوسيه لويس ساباتيرو إلا أنها لن تعترف بالمطالب السياسية التي تطرحها منظمة " ايتا" ولا باستقلال إقليم الباسك، ويعطي ثوار الباسك لهذين الأمرين الأولوية ويحاربون من أجلهما منذ حقبات زمنية طويلة.
وأعلن الحزب الشعبي المحافظ أن لا مكان للإرهابيين في الحياة السياسية ولا حول طاولة المفاوضات، وبرر ذلك بان منظمة الباسك لن تعلن عن عزمها أو تظهر نية للتخلي عن الكفاح المسلح أو التنازل عن استقلال الإقليم، وذكر بأربع عمليات إرهابية قامت بها عناصرها يوم الأحد الماضي ضد شركات في الباسك جرح نتيجتها ثلاثة.

في المقابل تؤكد الحكومة الاشتراكية انها لن تجري حوار مع" ايتا" إلا إذا ما تنازلت عن السلاح نهائيا، فهي غير مستعدة لدفع ثمن سياسي مرتفع مقابل السلام، لكن المعارضة المحافظة تستغل سياسية محاربة الإرهاب كوسيلة من أجل شن الهجوم تلو الآخر على حكومة ساباتيرو.
وحسب تحليل الشرطة الاسبانية تراجعت قوة منظمة " ايتا" الباسكية في السنتين الماضيتين ولم تنفذ عمليات قوية مثل الاغتيالات التي كانت تقوم بها سابقا، عدا عن ذلك التزمت ما بين شهر أيلول( سبتمبر) عام 1998 كانون الأول( دسمبر) عام 1999 بهدنة، في هذا الأثناء جرت محادثات بينها وبين الحكومة لم تؤدي إلى نتائج.