الرباط: تمنى الرياضة المغربية في الشهور الأخيرة بانتكاسات متتالية وتتدلى سمعتها إلى الحضيض بعد إقدام عدد كبير من لاعبي كرة القدم على "الاختفاء" في عدة دول أوروبية خلال دورات تدريبية أجرتها فرقهم هناك. وعانت العديد من الفرق، وبعضها يلعب في الدرجة الممتازة من الدوري، من هروب جماعي للاعبيها، وأحيانا مدربيها ومسيريها خلال وجودها في بلدان أوروبية.
وتطرح هذه المشكلة العويصة مشاكل كثيرة للأندية المغربية ولكرة القدم عموما بسبب الصدى السيء الذي تتركه هذه التصرفات التي تأتي في وقت يحاول المغاربة تلميع صورتهم بضعة أشهر على منافستهم من أجل الحصول على تنظيم كأس العالم. وقبل بداية هذا الموسم مني فريق اتحاد طنجة الذي يلعب في الدرجة الممتازة بهروب ستة من أفضل لاعبيه أثناء تربص تدريبي في إسبانيا. وكان هذا الهروب الجماعي انتكاسة حقيقية للفريق الذي يعاني من مشاكل مالية وإدارية جمة ازدادت إليها فقدانه لستة من لاعبيه المميزين.
وبعد بضعة أسابيع من هذا الهروب الرياضي مني فريق الوداد البيضاوي، وهو من أعرق وأغنى الأندية المغربية، باختفاء اثنين من لاعبيه ومدرب الحراس في النادي أثناء وجود الفريق في فرنسا. وطرحت قضية هروب لاعبين ومسؤول في فريق الوداد البيضاوي أسئلة كثيرة ومحيرة حول تنامي هذا السلوك في الأندية المغربية. وكان فريق مغربي لكرة القدم في القاعة عانى من هروب أكثر من عشرة من لاعبيه ومسيريه أثناء وجودهم في مدينة برشلونة الإسبانية قبل أكثر من سنة ومع ذلك شارك في الدوري الدولي الذي استدعي له وانهزم بحصص فلكية بعضها وصل إلى عشرين هدف لصفر.
وعلى الرغم من تنامي هذه الظاهرة واستفحالها في المدة الأخيرة إلا أن الاتحاد المغربي لم يقم إلى حد الآن بأية إجراءات وقائية تمنع هذه الظاهرة من الوصول بسمعة الرياضة المغربية إلى أسفل سافلين.
ويطرح بعض المسيرين إمكانية استدعاء فرق أجنبية لعب مع الأندية المغربية داخل المغرب لمنع تكرار هذه الظاهرة. وكان أول فريق مغربي طبق هذه النظرية العكسية هو فريق اتحاد طنجة الذي لعب فبل بضعة أيام ضد فريق أولمبيك مارسيليا الفرنسي في طنجة بضعة أيام بعد هروب لاعبيه الستة.
لكن ضعف موارد الفرق المغربية ستكون عائقا حقيقيا أمام تطبيق هذه السياسة التي يمكن أن تحد من ظاهرة هروب الرياضيين في كرة القدم فقط، مادام العديد من ممارسي الرياضات الأخرى يقومون بالعمل نفسه أثناء مشاركتهم في ملتقيات دولية.
التعليقات