الخارجية الأثيوبية... قطر تسهم في زعزعة الأمن الأفريقي
سكر لإيلاف: الجزيرة تتخلى عن شعارها إذا لم يتفق مع سياسة دولتها
روضة الجيزاني الرياض: إتهمت الخارجية الأثيوبية دولة قطر بأنها تسهم في زعزعة الأمن في القرن الأفريقي وفي حديث خاص لـ quot;إيلافquot;، قال السفير الأثيوبي لدى السعودية يوسف عبدالله سكر، على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما، إن قرار الحكومة الأثيوبية بقطع العلاقات الدبلوماسية جاء بعد ملاحظات طويلة للأنشطة السياسية التي تقوم بها قطر في القرن الأفريقي، وتزايد سلوكها العدائي نحو إثيوبيا... تفاصيل الحوار :
أعلنت إثيوبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة( قطر) هل يرجع هذا لبث قناةالجزيرة تقارير إخبارية عن إقليم أوجادين الذي أظهر الإقليم بالقضية المنسية منخلال معاناة أهل الإقليم ؟ واتهام إثيوبيا دولة قطر بزعزعة الاستقرار بالقرنالإفريقي وتهديد الأمن القومي هل هذا جاء بسبب تلك التقارير التي بثتها القناة أمأن هناك أسبابًا أخرى ؟
قد يكون التقرير الخاطئ وغير المتوازن والمؤذي الذي بثته قناة( الجزيرة) مؤخرًابمثابة القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير . لكن قرار الحكومة الإثيوبية بقطععلاقاتها الدبلوماسية مع دولة( قطر) كما جاء في تصريحات وزارة الخارجية الإثيوبية ، يأتي بعد مراقبة وملاحظات طويلة للأنشطة السياسية التي تقوم بها( قطر) في القرنالأفريقي، فقد أظهرت إثيوبيا صبرها البالغ تجاه محاولات دولة ( قطر) لزعزعةالاستقرار في منطقتنا ، وبشكل خاص ، سلوكها العدائي نحو إثيوبيا .وعلى الرغم من أن دولة (قطر) ليس لها حدود مشتركة مع إثيوبيا، وليس لها نزاع يذكر عبر التاريخ، ولكن، ولأسباب لا نعلمها، فإن( قطر) تستخدم وسائل عدة ألحقت ضررًا بأمننا الوطني . فكل أولئك الذين يسعون لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار وتقويض الأمن في إثيوبيا يتلقون دعمًا ماديًا أو معنويًا من دولة( قطر ). فإنها في الحقيقة قدمت دعمًا مباشرًا وغير مباشر إلى المجموعات المسلحة في (الصومال) وفي أماكن أخرى. وهذا يشمل ما نتج عن وسائلها الإعلامية، ووفقا لذلك فإنها أصبحت مصدر إلهام ودعم للمجموعات المعارضة المسلحة.
يوسف عبد الله سكر |
يقال إن إقليم أوغادين يعد من أهم المناطق في القرن ا لإفريقي وذلك لموقعهالإستراتيجي وهو همزة الوصل بين الدول الأفريقية : جيبوتي ، الصومال ، كينيا ،فضلا عن احتوائه لمخزون كبير من المعادن والغاز الطبيعي والنفط لماذا لم تستغلإثيوبيا هذه الموارد في تلك المنطقة ؟
صحيح أن إقليم أوغادين يحده كل من : جيبوتي وصوماليا وكينيا ، مما يعطيه أهمية إستراتيجية التي يمكن أن تسهل الأجواء لتعاون وتكامل اقتصادي كبير بين إثيوبيا وهذه البلدان. وكما ذكرتم ، هناك إمكانية لوجود المعادن والغاز الطبيعي والنفط . كما أن الإقليم غني أيضًا بالثروة الحيوانية. نعم ، فقد وجد الغاز الطبيعي في هذا الإقليم والتحضيرات جارية لاستغلاله . وهناك نشاط مستمر للكشف عن النفط ، وتعمل الحكومة كل مافي وسعها للبحث عنه. ولكن، كما تعلمون، فإن نجاح تلك الأنشطة يتوقف على استتباب الأمن والسلام. فإن الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين / ONLF / التي تحظى بخدمات إعلامية جيدة من قبل قناة (الجزيرة)، هي المنظمة نفسهاالمسؤولة عن ذبح( 74 )شخصًا من الجنسية الصينية والعمال الإثيوبيين معظمهم من القومية الصومالية وذلك في موقع البحث عن النفط المعروف بـ / أبولي / في إقليم أوغادين قبل نحوسنة. كما أنها المسؤولة عن عدد كبير من الأنشطة الإرهابية في الإقليم بما في ذلك الإغتيالات المنظمة ومحاولات اغتيال المسؤوليين الحكوميين وشيوخ العشائر المعارضين لسياساتها وتوجهاتها ، والهجوم على العربات التجارية وزراعة الألغام على الطرقات وتدمير العربات المدنية وحرق القرى والقيام بمحاولات أخرى تعرقل تنمية الإقليم .
يصف بعضهم إقليم أوغادين أنه يرزح تحت الاحتلال الإثيوبي منذ عشرات السنين ماهي حقيقة ذلك ؟
بعكس ما ورد في تقرير قناة (الجزيرة) فإن إقليم أوغادين لم يكن محتلاً من قبل إثيوبيا في عام 1954م. هذا غير صحيح، أوغادين كانت جزءًا لم يتجزأ في إثيوبيا منذ مدة طويلة، وصحيح أن الصوماليين كانوا يتواجدون في خمس مناطق في منعطف القرن التاسع عشر، المنطقة الصومالي الإثيوبي / المعروف بـ أوغادين / ، والمنطقة الصومالي البريطاني الذي يطلق عليه حاليًا / أرض الصومال / والمنطقة الصومالي الإيطالي ـ الذي هو جزء من جمهورية الصومال الحالية ـ وهذا يمتد من رأس القرن الأفريقي إلى الحدود الصومالية الكينية المشتركة، والمنطقة الصومالية الفرنسية التي هي الان جمهورية جيبوتي، والمنطقة الشمالية المتاخمة لكينيا . ثم هذه الظاهرة ليست فريدة للصوماليين ، بل إن مثل هذه الحالات توجد في كثير من أجزاء العالم مثل : ألباسك في أسبانيا وفرنسا ، والبلوشيون في باكستان وأفغانستان، والأكراد في العراق وتركيا وسوريا وإيران، والألبان في ألبانيا وكوسوفو وبوسنيا... إلخ . فقط لذكر قليل من الأمثلة الحية. كما أن هناك وجود جزء من بعض القبائل العربية في بلدان مختلفة.
ولكن النظام الأثيوبي نظام اتحادي يعطي الأحقية لكل إقليم حق تقرير المصير؟
هذا صحيح... نظام الحكم الحالي في إثيوبيا نظام اتحادي ، ويضم تسعة أقاليم إدارية التي يشكل الإقليم الصومالي واحدة منها . يتمتع الإقليم الصومالي كغيره من الأقاليم الثمانية بإدارة شؤونه بنفسه : برلمانه الخاص ، ورئيسه الإقليمي الخاص ، مع صلاحيات واسعة ، حيث الكثير من المهام الحكومية موكلة إلى الحكومات الإقليمية . أما الحكومة الإتحادية مسؤولة عن الشؤون الخارجية ، والدفاع والمشاريع الضخمة التي تمتد إلى الأقاليم وتنسيق شؤون الأقاليم والشؤون التجارية والمالية العامة. ووفقًا للدستور الإثيوبي ، فإن الإقليم الصومالي كغيره من الأقاليم الإثيوبية الإتحادية له حق تقرير المصير بما في ذلك حق الانفصال عن إثيوبيا، بشرط أن يصوت ثلثا أعضاء البرلمان الإقليمي لصالح الإنفصال، ثم إذا صوت سكان الإقليم بعد 3 سنوات بغالبية بسيطة لصالح الإنفصال عن الحكومة الاتحادية. وبذلك يستطيع الانفصال، وبما أننا في بداية ممارسات تطبيق النظام الديمقراطي ولدينا العديد من المشاكل ، ولكننا لا نزال نزحف بخطى حثيثة إلى الأمام ، وكثير من إخواننا الصوماليين سعداء بهذا الوضع ـ وبالتأكيد فإنهم يشعرون بارتياح من أي وقت مضى .
أما إدعاءات الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين بأنها مدعومة من قبل الصوماليين ـ كما يصوره تقرير قناة( الجزيرة) ـ ليس فيه شيء من الصحة . في الحقيقة ، فإن الجبهة لا تتلقى دعمًا من أكثر من جزء قليل من عشيرة أوغادين . والمؤكد، فإنها تتلقى دعمها من قبل عشيرتين ثانويتين . والأوغادينيون أنفسهم لايشكلون أكثر من ثلث سكان الإقليم الصومالي . أما جبهة أوغادين بدأت كمجموعة انفصالية في وسط التسعينيات / 1990/ عندما شاركت الجبهة في الانتخابات وأخفقت في الفوز بأصوات الناخبين في الإدارة المحلية. وبدعم من( إريتريا) بدأت هجمات وسلسلة عمليات إرهابية في العام الماضي. وفي الأشهر الأخيرة ، تقلصت نشاطاتها بشكل ملحوظ بعد العمليات الأمنية الحكومية، ولكنها لا تزال تحتفظ بالقدرات التي تمكنها من القيام ببعض الهجمات الصغيرة على نطاق ضيق، كمهاجمة المدنيين والقرى. وأنه لذلك، فإن المقصود من تقرير (الجزيرة) المدهش عن أوغادين والذي يستهدف إثيوبيا، يبدو هو مجرد إنعاش لنشاط الحركة التي قاربت من الانهيار.
بالعودة إلى التقارير التي بثتها قناة (الجزيرة) الفضائية ـ أظهرت التقارير حالات إنسانية صعبة تمثلت بالفقر والجوع وتحدثت فتيات عن تعرضهن للاغتصاب من قبل أفراد من الجيش الإثيوبي كيف تعلقون على ذلك؟
ذكرت قناة (الجزيرة) أشياء كثيرة فيما سمته quot;التقرير الخاص عن الأوغادينquot;، وإدعت بأنها تعرض quot; فيلمًا خاصًا quot; حصلت عليه فيما سمته من quot;منطقة بعيدة وخطيرة في أوغادينquot; . فالجزيرة بقولها هذا بعيدة عن الصدق : جامع نور في العربية ومحمد أدوو في الإنكليزية ، ليس لهما أي دور في المشاركة في صناعة الأفلام ، فقط في الترجمة والتعليق . فحقيقة الأمر ، المؤشرات كلها تدل على أن (الجزيرة) ليست هي التي صنعت هذه الأفلام ولم تكن طرفًا فيها، ما عدا المقابلات العرضية.
والحقيقة، الأفلام تبدو كأنها صنعت بالكامل من قبل جبهة تحرير أوغادين في أستوديو الهواء المفتوح لأن كل الأحداث، ومهما تكن الحوادث... الوضع الصحي والتعليم وتدريب الفدائيين الشباب، يبدو أنه حدث في الموقع نفسه،( والجزيرة )، على الرغم من أن هناك أمورًا كثيرة تشكك في مصداقية الفيلم ، إلا أنها لم تتساءل ولم تتحقق منها. فمثلاً : أولئك الذين قدموا كمقاتلين ، بدوا صغارًا في السن بشكل ملفت ، والمرأة التي ادعت أنها كانت في الغابة كفدائية لمدة 3 سنوات ، تبدو كأنها خرجت لحظة التصوير من( كوافير) أسنانها منظفة ، مع ابتسامة( كولجيت) كما يقال ، وأظافرها مصبوغة بعناية ، لوكانت هذه المرأة موجودة في مجمع تجاري في (الدوحة) وتتسوق ، لما شكك أحد في ملاءمة مظهرها مع الموقع . وعند مشاهدتي هذا الفيلم تذكرت فيلم /بيتر سيلرس / الكوميدي الشهيرquot; الحفلة quot; ـ Party The ـ حيث بدأ الفيلم بشخصية الممثل الرئيس /بيتر سيلرس / ، وهو يعرض واقعة حدث في القرن الـ 19 ، حيث كان لابسًا ساعة خاصة بالغواصين تعود صناعتها إلى القرن الـ 20 . وعند مشاهدة المخرج هذا الأمر الشاذ، صرخ بأعلى صوته quot; cut quot; أي وقف ،... الكوميديا الحقيقية . فإن قناة (الجزيرة) صنعت فيلمًا دعائيًا لمنظمة quot;إرهابيةquot; وفي تحمسها الشديد لتطوير حميتها ، تجاهلت الأمر السخيف الشاذ الذي يخالف الواقع . ومع احترامنا لهذه القناة وخاصة لموظفيها المؤهلين الأكفاء، من المؤسف جدًا صدور فيلم كهذا من قناة (الجزيرة) لاشك أنه يؤثر سلبًا في مصداقيتها ويسيء إلى سمعتها ، ويحد من مكانتها المرموقة في المجتمع ، لكن هذا ما يحدث عندما تنجر الجزيرة وراء السياسة الخارجية لدولة ( قطر) ، فهذا الشيء لوحظ سابقًا ولوحظ جيدًا على تقرير( الجزيرة) عن الدول المجاورة التي لا تتفق قطر مع سياساتها .
إثيوبيا دولة فقيرة وأهل الإقليم الصومالي يشاركونها في هذا الفقر, وصحيح القول بأن الإقليم الصومالي كان مهملاً من قبل الحكومات السابقة. لكن منذ عام 1991 م، بدأت الأمور تتغير. فإن الإقليم، كما ذكرت سابقًا، واحد من الأقاليم الاتحادية التسعة بحكومتها الإقليمية المنتخبة، ذات الحكم الذاتي. ومع أن سكان الإقليم الصومالي يشكل 5% من سكان إثيوبيا ، فإن دعم الحكومة الفدرالية لميزانية الإقليم لهذا العام يصل إلى 7% من إجمالي الميزانيات المعتمدة لدعم ميزانيات حكومات الأقاليم . التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا الإقليم آخذة في التقدم وخاصة في السنتين أو الثلاثة الأخيرة، وبشكل خاص منذ تطبيق سياسة توزيع الميزانيات على المناطق والإدارات المحلية مثلا: في منطقة واحدة ، غرسوم /Gursum . منذ تطبيق الإصلاحات ، شهدت المنطقة إنشاء /10 / مدارس أساسية بديلة و ثلاث مدارس ابتدائية ومتوسطة ، وعيادتين بيطريتين ومركز صحي ، ومركز تدريب المزارعين ، وشق طريق بطول 45 كيلومتر ، تمديد شبكات الكهرباء إلى مدينتين ، تزويد 14 وحدات إدارية ريفية بشبكات الهاتف اللاسلكي . وهذه ليست الوحيدة في عملية التنمية ، حيث تم سفلتة أرضية /مدرجات / مطار مدينة ججغا ـ عاصمة الإقليم ـ . ، بنيت فيها الجامعة ، كما يوجد معهد لتدريب المعلمين ومعهد الإدارة ومدرسة ثانوية . والتعليم عبر القمر الصناعي أيضًا في طريقه إلى الوصول إلى هذه المناطق في الوقت الراهن . ووفقًا لحجم ميزانيتها السنوية، تخطط حكومة إقليم الصومال رفع : تغطية الخدمات الصحية من 25% إلى 29% ، توفير مياه الشرب من 27% إلى 33 ، المساهمة في تحسين المستوى التعليم الابتدائي من 35% إلى 43% ، تغطية الصحة الحيوانية من 25 % إلى 29% . كما أن الميزانية تمكن الإقليم من توظيف 600 موظف يعملون في المجال الصحي وأكثر من 2000 معلم ومعلمة وعدد لا يقل عن 500 من الخبراء المتخصصين في الزراعة. ومما لا شك فيه فإن إدارة حكومة الإقليم الصومالي نفسها تدرك بأن أمامها طريق شاق وطويل لتحقيق ما هو المطلوب، ولكن تم انجاز الكثير منذ 1991. وبالطبع، فإن الفيلم الذي أعدته قناة الجزيرة ليس لديه أي خلفيه حقيقية من هذه الأمور ، وواضح بأن الجزيرة لم ترد أن تكلف نفسها لمعرفة ما إذا كان هناك ثمة جهود تنموية في الإقليم على أقل تعبير. أو التحقق من مدى مصداقية مزاعم أعضاء جبهة تحرير أوغادين أمام الكاميرا . ومن المحزن جدًا، عندما لا تتماشى الأمور مع موقف أو رغبة الحكومة القطرية، فإن قناة( الجزيرة) لا تتردد في التخلي عن هتافاتها المشهورة... quot; الرأي والرأي الآخر quot; ... والعكس صحيح .
مع أزمة الغذاء العالمية هل أدركت إثيوبيا حجم الكارثة وهل هي قادرة على احتواء الأزمة خاصة أنها تعاني من مشاكل اقتصادية في هذا الاتجاه؟
إثيوبيا لديها تاريخ طويل في التعامل مع الجفاف ونقص المواد الغذائية، والسبب هو أن 80% من سكانها يعيشون في المناطق الريفية ويعتمدون على الأمطار الموسمية للزراعة، ويتعرضون لتقلبات الطقس. ولذلك تبنينا استراتيجية التنمية الإقتصادية تعرف بـ استراتيجية تطوير الصناعة عبر التنمية الزراعية . أعطي القطاع الزراعي أهمية خاصة، لتنمية الريف حيث يقطن أكثر من 80% من سكان البلاد، لتأمين الغذاء للاكتفاء الغذائي الذاتي. هذه هي الإستراتيجية لتطوير الصناعة عن طريق التنمية الزراعية . لدينا برنامج واسع للإستفادة من الحصاد المائي ، وتخزين المياه بوساطة بناء سدود صغيرة وبناء مخططات الري، وذلك لتفادي التأثيرات التي تنجم عن تقلبات الطقس. كما تبنينا خطة عريضة لتمديد خدمات الشبكة الزراعية لتشجيع المزارعين على زراعة البذور المحسنة والمخصبات المناسبة كذلك .
وإذا ما أريد للمزارع أن يكون منتجًا، ينبغي أن يكسب المهارارت الضرورية ، وأن يكون صحيًا أيضًا. ولذلك نحن نعتبر تنمية الموارد البشرية واحدة من أهم إستراتيجيات التنمية مما يستوجب إعطاء القطاع التعليمي والصحي أهمية كبرى، إضافة إلى توفير المياه الصالحة للشرب.
بناء البني التحتية الأساسية يؤدي دورًا مهمًا في جهودنا التنموية ـ بناء الطرق الرئيسة والطرق الريفية والمولدات الكهربائية , وكهربة الريف أيضًا تعتبر من المكونات الأساسية . وإذا ما أريد للإستراتيجية التنموية أن تنجح ينبغي أن يتم دعمها من قبل قطاع الصادرات ، فلذا، تبنينا برنامج إنعاش قطاعات صادراتنا التقليدية كالبن ، لزيادة دخلنا القومي ، مع مراعاة تحسين جودتها كمًا ونوعًا. أما من ناحية تنويع الصادرات فقد شجعنا تنمية وإنتاج الخضار والفواكه والزهور . كما تعلمون ، تمتلك إثيوبيا قوة هائلة في مجال السياحة التي تعتبر أيضًا شكلاً آخر من الصادرات . وهذا القطاع أيضًا سجل نموًا ملموسًا في السنوات القليلة الماضية . وحسب تقديراتنا ، فإن استراتيجية تنمية اقتصادنا الوطني التي تبنيناها بدأت تظهر نتائجها . وإن معدل نمو الإقتصاد الإثيوبي السنوي بلغ حوالى 11% في السنوات الخمس الماضية. فالمساهمات في التعليم في المدارس الابتدائي بلغت إلى اكثرمن 70 % ، وبلغت تغطية الرعاية الصحية الإبتدائية إلى ما لا يقل عن 70% من السكان، وطاقة المولدات الكهربائية تضاعفت. نحن متفائلون بأننا سنكون من أحد البلدان التي تنجز الأهداف الألفية التنموية التي أعدتها الأمم المتحدة لعام 2015.
إن التطورات الأخيرة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والمواد الأخرى، حصلت في إثيوبيا كما هي الحال في معظم دول العالم. الأسباب معروفة، وهي : ارتفاع أسعار البترول، وتطوير الوقود الحيوي والطلبات المتزايدة للغذاء مع زيادة الدخل في بعض الدول مثل الصين والهند( وهذه مشاهد في بعض الأقاليم في إثيوبيا ،حيث يزداد استهلاك المزارعين للمواد الغذائية كلما زاد مكسبهم ) كذلك الجفاف بسبب التغير المناخي في العالم سياسات التسويق الزراعي في البلدان المتقدمة في الغرب ..الخ. نحن طبقنا بعض الإجراءات للتغلب على هذه المشاكل مثل حظر تصدير الحبوب وتحديد الأسعار، وتخفيض الضرائب عن المواد الغذائية، ودعم أسعار بعض المواد لمساعدة بعض المستهلكين في المجتمع. وعلى وجه العموم، نظرًا لتجربتنا التاريخية الماضية مع الجفاف ونقص المواد الغذائية ، صدقيني ، نحن الآن لدينا أحد أفضل أنظمة الإنذار المبكر، وشبكة توزيع المساعدات الغذائية. نعم، هذه مرحلة صعبة تمر على العالم، وكلنا نتأثر بها، والجفاف الحالي الذي نواجهه قد يفاقم الوضع إلى أبعد الحال، نحن نشكر المجتمع الدولي بشكل عام وحكومات وشعوب هذه المنطقة بشكل خاص ، لقيامهم بمساعدتنا على تخفيف المحن عند نزولها .
ولكن هل تتلقون دعمًا من بعض الدول في هذا الاتجاه؟
إن الانجازات التي ذكرتها أعلاه لم يتم انجازها من دون مساعدة الآخرين ، بل أنجزناها بدعم ومساعدة تلقيناها من شركائنا في التنمية في المجتمع الدولي ، مثل الإتحاد الأوروبي والبنك الدولي والصين واليابان وأفراد الدول ، مثل بريطانيا في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا وشركائنا في الشرق الأوسط مثل الكويت والمملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية الذي قدم دعمًا ماليًا لتنفيذ مشروعين لبناء الطرق في البلاد. ومساهمة رجال الأعمال في الاستثمار في إثيوبيا الذي بدأ يتصاعد .
في ظل ذلك هل من الممكن مواصلة الانجازات والمنطقة تشهد صراعات؟
إن استتباب السلام والأمن في المنطقة أمر مهم جدًا، للقيام بتنمية حقيقية في كامل المنطقة. فالمجتمع الدولي بشكل عام ودول الجوار المباشر والشرق الأوسط بشكل خاص يستطيعون المساهمة، إما في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، أو بإخماد مسببات عدم الاستقرار واستمرار الحروب . واختارت بعض بلدان المنطقة الطريق السابق ذكره. فمثلاً: دولة كينيا عملت عملاً متواصلاً لجلب الاستقرار إلى الصومال قبل وبعد تشكيل الحكومة الاتحادية الانتقالية الصومالية، وعملت السودان بلا كلل لمصالحة الأطراف المتنازعة في الصومال قبل بدء الحرب الرئيسة الأخيرة ومنذ. كما أن اليمن لها نشاط دائم في جهود المصالحة ، والمملكة العربية السعودية بإشراف مباشر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ ملك المملكة العربية السعودية من خلال استضافة مؤتمر المصالحة في مدينة جدة ، وجيبوتي كانت معنية ونشيطة في كل هذه المجالات ، وسوف تستضيف مؤتمرًا للمصالحة خلال أسبوعين ، وهو ما تدعمه إثيوبيا. بينما الآخرون بالمقابل اختاروا طريق الزعزعة للاستقرار وإشعال الفتنة والحروب. أرتيريا التي هي الدولة الرئيسة لخلق عدم الاستقرار في المنطقة ، ظلت تشعل نار الحروب باستمرار ، فهي تقوم بتدريب وتسليح وإيواء القوات المسببة لأعمال الإرهاب وعدم الاستقرار . وهم يحاولون الآن افشال مؤتمر المصالحة المزمع عقده في جيبوتي وهناك آخرون فضلوا تقديم دعم مباشر وغير مباشر إلى المجموعات المعارضة المسلحة واخضاع وسائلهم الاعلامية لذلك .
إثيوبيا لها قوات في الصومال ، وحدث ذلك استجابة لدعوة وجهتها الحكومة الصومالية المعترف بها دوليًا، ومصادقة الأمم المتحدة عليها . نحن نحث ونناشد المجتمع الدولي ودول الجامعة العربية على إرسال قواتها لحفظ السلام في الصومال ، ولإخراج شعبها من المعانات المستمرة لـ : 17 سنة ، وأن يعيش بسلام .
نعم، فإن شعوب المنطقة فقيرة، هناك شح في التعليم والخدمات الصحية والغذاء والمياه الصالحة للشرب. الأوغادينيون أيضا يشتركون في هذه الفاقة ، ونحن ندعو أولئك الذين يتحدثون عن هذه الأمور، إذا لم يكن هدفهم التهييج وإثارة الفتنة ، ندعوهم إلى التركيزعلى التنمية والإصلاح بدلاً من الفتنة والترويج للاقتتال .
التعليقات