مدريد - شكر وزير العدل الاميركي جون اشكروفت الخميس في مدريد، اسبانيا "لتعاونها ومساعدتها الكبيرتين تجاه الولايات المتحدة والاسرة الدولية في عملية مكافحة الارهاب".
واكد اشكروفت اثر لقاء مع نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الاسباني ماريانو راخوي "ان رئيسينا يكافحان جنبا الى جنب ضد الارهاب". وقال راخوي من جهته "ان الارهاب يشكل اليوم اخطر تهديد على الانسانية".
واكتفى الوزيران بالادلاء بتصريحين مقتضبين ولم يعقدا مؤتمرا صحافيا. وزار اشكروفت بعد ذلك نظيره الاسباني أنخيل اثيبيس. وابلغ اثيبيس اشكروفت بالقرارات الاخيرة التي اتخذها الاتحاد الاوروبي في مجالي القضاء والامن لا سيما في ما يخص مذكرة التوقيف الاوروبية، وفق ما افادت وزارة العدل الاسبانية.
&واضافت الوزارة انه من المقرر ان يبحث اثيبيس ايضا مع اشكروفت مشروع معاهدة لتسهيل عمليات تسليم المتهمين بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي تسعى اسبانيا الى دعمها خلال رئاستها الدورية للاتحاد الاوروبي في النصف الاول من السنة المقبلة.
ولم يرد وزير العدل الاميركي على سؤال احد الصحافيين الاميركيين حول اهمية عملية القبض على ثمانية ناشطين اسلاميين في اسبانيا في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر ووجه اليهم القاضي المكلف مكافحة الارهاب بلتسار غارسون تهمة الانتماء الى خلية تابعة لتنظيم القاعدة.
واضاف المصدر ان هذه الخلية كانت "في اتصال مباشر مع تحضير وتنفيذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر" مؤكدا ان الولايات المتحدة لم تطلب، بعد مرور شهر على عملية التوقيف، تسليمها افراد هذه الشبكة الاسلامية الثمانية.
وحذرت السلطات الاسبانية من الاستحالة القضائية لتسليم الموقوفين للولايات المتحدة حيث قد يواجهون حكم الاعدام.
وكان الناطق باسم رئيس الحكومة الاسبانية بيو كابانياس اعلن في 27 تشرين الثاني/نوفمبر عشية زيارة خوسي ماريا اثنار الى واشنطن "نظرا لالغاء حكم الاعدام في بلادنا فاننا لا يمكن ان نسلم اشخاصا بسبب جرائم ارتكبوها الى بلدان اخرى قد تطبق هذا الحكم".
وشدد اشكروفت وراخوي في بيان اسباني اميركي مشترك صدر اليوم الخميس على "اهمية المساعي التي يتم انجازها في اطار مكافحة الارهاب في المحافل الدولية وخاصة في الامم المتحدة".
كما اعرب الطرفان عن "عزمهما على مواصلة البحث عن سبل تعاون اكثر نجاعة في مجال الوقاية والتحقيق وقمع الارهاب وتمويله".
وجاء في مذكرة الاتهام ان الناشطين الاسلاميين الثمانية الذين اعتقلوا في اسبانيا في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بناء على امر من القاضي بلتسار غرسون "ينتمون الى خلية ارهابية اسلامية تنتمي بدورها، حسب المؤشرات، الى تنظيم القاعدة".
&كما جاء ايضا ان الناشطين الثمانية الذين يحملون الجنسية الاسبانية بدون ان توضح البلدان التي يتحدرون منها، كانوا ينشطون بقيادة الامام الاسباني السوري الاصل، عماد الدين بركات المعروف ايضا ب"ابو دحداح"، وكانوا يشكلون قاعدة خلفية للمقاتلين الاسلاميين الناشطين في البوسنة او الشيشان او افغانستان. وكانت تقدم ايضا الدعم المالي لتنظيم القاعدة بفضل نظام سرقة وتزوير بطاقات ائتمان مالية.