رام الله - وصل بطل البرغوثي (37 عاما) من قرية دير غسانة في الضفة الغربية الى مقر عمله في مدينة رام الله بعد عشرة ايام من المحاوات المتتالية. واستمر التشديد الاسرائيلي بالرغم من اعلان اسرائيل ادخال تسهيلات جديدة لعبور العمال الفلسطينيين اراضيها والاعلان عن فتح معبر رفح في قطاع غزة ابتداء من من اليوم الخميس. وتمثل حالة البرغوثي معظم سكان الضفة الغربية الذين يحاولون التنقل في ظل الحصار القاسي الذي تفرضه اسرائيل على هذه المناطق منذ اندلاع الانتفاضة قبل نحو 15 شهرا.
وقال البرغوثي&"نحاول يوميا السفر لكن الجيش (الاسرائيلي) يواجهنا باطلاق النار ولا نملك الا ان نعود ادراجنا". لكنه واخرين نجحوا في الوصول اليوم الاربعاء بعد ان سلكوا طرقا وعرة في الجبال والوديان بعيدا عن اعين الجنود الاسرائيليين. وقال "امضيت معظم الوقت وانا اتلفت يمينا ويسارا خوف ان يرصدني الجنود".
وبالرغم من اعلان حركتي حماس والجهاد وقف عملياتهما ضد اسرائيل تلبية للنداء الذي اطلقه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الا ان الجيش الاسرائيلي استمر في احكام الاغلاق على معظم الضفة الغربية وقطاع غزة بل انه زاد في تشديده. وقال شهود ان اليات الجيش الاسرائيلي دمرت طريقا تربط قرى شمال شرق مدينة رام الله بها بعد ان كان اغلقه بسواتر ترابية قبل نحو شهرين. واكد هؤلاء ان الجيش الاسرائيلي ادخل استخدام الكلاب البوليسية الى نقاط التفتيش العديدة التي ينصبها حول رام الله بطريقة "مهينة".
وقال سائق سارة اجرة "يريدون اذلالنا كل يوم". وقال اشرف الاعرج من سكان مخيم دير عمار للاجئين غربي مدينة رام الله انه لم يتمكن من عبور حاجز دير ابزيع عند مدخل رام الله الغربي بعد ان راح الجنود يطلقون النار على المسافرين . وعند الحاجز العسكري المقام على طريق رام الله بيرزيت اخذ الجنود يامرون الفلسطينيين الذكور بالوقوف في طوابير طويلة قبل ان يدققوا في بطاقاتهم الشخصية ويجروا عمليات تفتيش جسدية لهم. ويرى زياد ابو عمرو عضو المجلس التشريعي ان اسرائيل تتعمد تصعيد اجراءاتها ضد الفلسطينيين بالرغم من خطاب الرئيس عرفات الاخير الذي اكد على وقف اطلاق النار. وقال عمرو "تريد الحكومة الاسرائيلية كسر الشعب الفلسطيني ولا تريد دعوات التهدئة".
واضاف " لن تتوقف المطالب الاسرائيلية وبات واضحا ان حكومة (ارييل) شارون تريد حلا امنيا وليس سياسيا وهم يواصلون الغضط على الشعب الفلسطيني وقيادته عبر مواصلة الحصار والملاحقة رغم كل ما تقوم به السلطة من اجراءات". وقال عمرو "تريد اسرائيل حلا امنيا وعسكريا وعلى ما يبدو فانها لا تعبأ بالجهود التي تقوم بها السلطة الفلسطينية". ودعا الجنرال عاموس جلعاد منسق نشاطات الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة اليوم الاربعاء في تصريحات نشرتها صحيفة "هآرتز" الى اغتنام "الفرصة الاستراتيجية الحالية التي توفرها الضغوط الدولية على عرفات لحسم الحرب ضد الفلسطينيين".