لندن&-ايلاف: قالت مصادر عسكرية اوروبية ان الولايات المتحدة دعت الحلفاء الاوروبيين في حلف شمال الاطلسي "الناتو" الى انقلاب شامل في الهيكل القيادي العام الأمر الذي سيقود الى الغاء القيادة العليا للحلف.
وهذه القيادة والهيكلية العسكرية القائمة حسب واشنطن لم تعد قادرة على القيام بمهماتها في التدخل السريع لمواجهة الاخطار القائمة.
وفي اجماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل الثلاثاء الماضي درس المجتمعون اقتراحات تقدم بها وزير الدفاع الاميركي رونالد رامسفيلد وهي تقضي بان تبدأ الدول الاوروبية الاعضاء في الحلف كل على حدة ومجتمعة على اعادة تقييم اداء عملها العسكري.
وحسب صحيفة "انديبندانت اون صنداي" فان الولايات المتحدة اقترحت على الشركاء في الحلف العمل الحثيث على انشاء قوة تدخل سريع تابعة للحلف لمواجهة الازمات الراهنة.
ومن المهمات المفترضة لهذه القوة المتعددة الجنسية تنفيذ عمليات امنية طويلة المدى والحرب ضد الارهاب والاستعداد لحملات جوية وبحرية ولوجستية مشتركة والتعاون في مجالات التزود بالوقود جوا والحرب ضد اسلحة الدمار الشامل.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اقترح في وقت سابق حذر لشركاء في الحلف من الاخطار الامنية المحتملة، مشيرا الى ان الولايات المتحدة عززت ميزانيتها الدفاعية بـ 33 مليار دولار.
ويطالب الاميركيون بعض الدول الاوروبية برفع مساهماتها المالية في ميزانية الحلف حتى يتمكن من تنفيذ المهمات المنوطة به، اضافة الى تدعيم ميزانياتها الدفاعية الخاصة بها على صعيد محلي.
يذكر ان اكبر دولتين اوروبيتين شريكتين في حلف الناتو وترصدان ميزانيات دفاعية باهظة هما بريطانيا وفرنسا.
وتقول مصادر عسكرية بريطانية ان الاقتراحات الاميركية لاجراء انقلاب شامل في قيادة وهيكلية الحلف التي تعود في تكوينها الى ايام الحرب الباردة لن تتعارض مع الخطط الاوروبية الاوروبية لانشاء قوة تدخل سريع.
وكانت دول الاتحاد الاوروبي الخمسة عشر قررت في العام الماضي انشاء قوة اوروبية خاصة للتدخل السريع قوامها 60 الف من الجنود الممثلين للول الاعضاء في الاتحاد.
وقالت المصادر ان مهمات هذه القوة الاوروبية ستكون محدودة ولكنها ستشكل دعما كبيرا لقوة حلف الناتو للتدخل السريع التي تقترحها الولايات المتحدة، يذكر ان الامين العام حاليا لحلف الناتو هو اللورد روبرتسون البريطاني الجنسية وهو من المؤيدين الكبار للخطط الاميركية.
والى ذلك، فان الولايات المتحدة في خططها الرامية الى تدعيم الوضع العسكري والدفاعي لحلف الاطلسي فانها قادت في الاسبوعين الماضيين الحوار مع روسيا، حيث وقع الرئيسان الاميركي جورج بوش والروسي بوتوكولا للتعاون المشترك بين دول الحلف وروسيا منهيا بذلك آخر العلامات البارزة لمرحلة الحرب الباردة.
وتدعو الاقتراحات الاميركية من جانب آخر الى ضرورة عقد اجتماعات دورية لوزراء دفاع الحلف لوضع الخطط الطويلة المدى وقصيرته ايضا بالتعاون مع الحليف الروسي الجديد.