ميشال سايان: يبدو ان الأجواء باتت ملبدة بين الولايات المتحدة ومصر الحليف الكبير لواشنطن في الشرق الأوسط بسبب خلافات بين الطرفين حول ملفات العراق والسودان وحقوق الإنسان.
&هذا ما بدا من رد وزير الخارجية المصري احمد ماهر الذي قال بلهجة قاسية الخميس تعليقا على معلومات نشرتها صحيفتا "واشنطن بوست" و"شيكاغو تريبيون" ان القاهرة "لن ترضخ لأي ضغوط" أجنبية.
&وقال ماهر ان "مصر لا تقبل ضغوطا ولا ترضخ لضغوط والجميع يعرف ذلك". جاء ذلك ردا على معلومات مفادها ان واشنطن رفضت تقديم أي مساعدة جديدة لمصر بعد الحكم بالسجن على سعد الدين إبراهيم، الباحث والناشط في مجال حقوق الإنسان الذي يحمل الجنسيتين المصرية والاميركية.
&وأكدت مساعدة المتحدث باسم البيت الابيض كلير بوكان بعد ذلك بقليل المعلومات التي نقلتها الصحيفتان وذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى ماونت راشمور في داكوتا الجنوبية (شمال غرب).
&وقالت ان الولايات المتحدة أبلغت الحكومة المصرية ب"عميق قلقها بشأن هذه الحالة الخاصة. بصفتنا كصديق وحليف نحن سنتقيد بالتزاماتنا الواردة في كامب ديفيد. الا اننا في الوقت الحاضر لا ننوي تخصيص اي مساعدات إضافية تتجاوز التزاماتنا".
&فيما قال ماهر ان "قضية إبراهيم بتت فيها المحكمة (...) اننا لا نتدخل في شؤون القضاء ونطلب من الجميع ان يحترموا قضاءنا كما اننا نحترم قضاءهم".
&وكانت قساوة اللهجة مفاجئة من طرف بلد "مدلل" لدى واشنطن لدوره المعتدل في الشرق الأوسط ووساطته بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
&وتتلقى مصر سنويا نحو ملياري دولار من المساعدات المدنية والعسكرية اي اكبر مساعدة تمنحها واشنطن لبلد أجنبي بعد إسرائيل.
&ولكن القاهرة طلبت خلال السنة الجارية مساعدات إضافية لسد الثغرات التي تسببت فيها خسائر قطاعها السياحي الحيوي منذ اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.
&وتداولت الصحافة الأميركية انتقادات عدد من أعضاء الكونغرس لسياسة الرئيس حسني مبارك متهمة إياه بالتسلط والجمود السياسي.
&من جهتها تهاجم الصحف المصرية بشكل شبه يومي وبموافقة غير مباشرة من النظام المصري، العملاق الأميركي وحليفه الإسرائيلي.
&وتصاعدت حدة لهجة المقالات الافتتاحية في الصحف المصرية خلال الأسابيع القليلة الماضية بخصوص العراق الذي تهدد الولايات المتحدة باجتياحه لقلب نظام صدام حسين.
&واعتبر الرئيس مبارك في انسجام مع كافة القادة العرب ان هجوما من هذا القبيل سيكون كارثة وقد يؤدي إلى إشعال المنطقة برمتها.
&وهناك موضع خلاف اخر بين واشنطن والقاهرة وهو السودان حيث تدفع الولايات المتحدة نظام الخرطوم إلى توقيع اتفاق سلام مع متمردي الجنوب بعد 19 سنة من النزاع.
&وتم توقيع بروتوكول اتفاق بين الطرفين في تموز/يوليو والمفاوضات متواصلة لإيجاد تسوية تؤدي بعد مهلة ست سنوات إلى استفتاء لتقرير مصير الجنوب.
&وتتخوف القاهرة التي لم تشرك مباشرة في المفاوضات من ان يكون الاتفاق على حسابها.
&وأعرب احمد ماهر الخميس عن قلق بلاده من انقسام محتمل للسودان مؤكدا على انه "من المهم لنا جميعا العمل سويا لمساعدة السودانيين للحفاظ على وحدتهم لان هذا الامر مهم للشعب السوداني وافريقيا ومصر".
&واكد ان مبادرة السلام الاخرى التي تشرف عليها مصر وليبيا ما زالت صالحة بالرغم من انها لم تحظ بموافقة الولايات المتحدة.
&ويرى بعض المحللين ان مصر تخشى من ان يتسبب انبثاق دولة جديدة عن تقسيم السودان في زيادة التنافس حول مياه النيل ويؤدي أيضا إلى دعم سيطرة الإسلاميين على الشمال.