القاهرة- طالب الرئيس المصري حسني مبارك العراق بعدم توفير "مبررات" لتوجيه ضربة اليه والالتزام بقرارات الشرعية الدولية "بشكل واضح لا لبس فيه". وقال مبارك لرؤساء تحرير الصحف المصرية اثناء رحلة العودة من الرياض مساء امس الاربعاء حسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط&ان "لا احد يستطيع ان يستبعد بشكل كامل احتمالات توجيه ضربة الى العراق".
وتابع "ولهذا حرصت على ان اوضح بشكل مفصل لوزير الخارجية العراقي (ناجي صبري) ضرورة العمل الجاد لكسب مزيد من مؤازرة الراي العام العالمي الرافض لفكرة الضرب وذلك بتجنب اي عمل او تصريحات استفزازية وايضا من خلال الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية".
واضاف ان العراق ليس افغانستان لا في التضاريس الجغرافية ولا في الموقع ولا في الشعب وعلى العالم ان يدرك هذا ويتفهم حقيقة الاوضاع ومخاطر الانجراف نحو الحروب جريا وراء مصالح صغيرة".
واكد ان "الراي العام العالمي المعارض للحروب يتزايد شريطة الا نعطي المبرر وان يكون التزامنا بالشرعية الدولية وقراراتها واضحا لالبس فيه وهذه رسالتي للعراق اكررها مرة اخرى".
واضاف الرئيس المصري انه بعث برسالة الى الرئيس العراقي صدام حسين "قبل ان يعلن العراق عن موافقته على عودة المفتشين" ينصح فيها "بعدم التشبث برفض استقبالهم واعطاء الفرصة لهم للقيام بمهمتهم حتى لا تعطى الفرصة والمبرر لضرب العراق".
وقال "اكدت هذا ايضا عند استقبالي وزير الخارجية العراقي موضحا له ضرورة التعامل بجدية مع موضوع احتمالات ضرب العراق وقلت له "انه ما دام ليس لدينا شيء نخفيه بشأن ما يتردد عن امتلاك العراق اسلحة دمار شامل فماذا يضير لو اتحنا الفرصة لعمليات التفتيش"؟
واجاب ردا على سؤال "علينا ان ندرك جميعا ان الوضع الدولي قد تغير كثيرا منذ عام 1990 وكذلك الموقف العربي فاصبحت هناك قوة عظمى وحيدة وغاب الاتحاد السوفياتي فضلا عما اصاب العالم العربى من انقسامات بعد احتلال الكويت" مشيرا الى ايجابيات ولكن هناك "الكثير من السلبيات على المستوى الداخلي وغيره وعلينا العمل لازالتها".
من جهة اخرى، حذر مبارك مما يجري في الاراضي الفلسطينية موضحاان "استجابة الرئيس الاميركي كانت ايجابية فتدخل على الفور مع الجانب الاسرائيلى واستطيع القول دون تردد ان موقف الرئيس بوش من القضية الفلسطينية موقف جيد".
واضاف "لكن علينا ان نتفهم مجمل الوضع فى دولة عظمى فهناك مؤثرات كثيرة وقوى ضغط متعددة، ثم كان قرار مجلس الامن الاخير الذى علينا جميعا ان نعمل من اجل تنفيذه والزام اسرائيل بتطبيق بنوده بمواصلة اتصالاتنا مع مختلف الاطراف خاصة اصحاب العضوية الدائمة فى مجلس الامن".
وحول احتمالات انفجار الموقف في المنطقة قال ان "الحرب تمثل كارثة ضخمة واندلاعها لا يؤثر فقط على منطقة بعينها او على العرب دون غيرهم (...) شخصيا، اواصل تحذيراتي من هذا النوع من العمليات العسكرية خصوصا تلك التى تطال المدنيين".