الخرطوم- قال الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير اليوم ان حكومته ستشارك في الجولة المقبلة من المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في كينيا متعهدا استعادة المناطق التي ما زالت تحت سيطرة المتمردين، حسبما ذكرت الاذاعة السودانية.
ونقلت الاذاعة عن البشير قوله امام تجمع نظم للاحتفال باستعادة مدينة توريت من المتمردين ان "وفدنا للتفاوض سيتوجه بعد غد (الجمعة) الى نيروبي بشروطنا المتمثلة في وقف العدائيات والالتزام باتفاق مشاكوس".
وتهدف المفاوضات الجديدة الى استكمال بروتوكول اتفاق السلام الذي وقعته حكومة الخرطوم مع الجيش الشعبي لتحرير السودان في 20 تموز/يوليو الماضي وينص على منح جنوب السودان حكما ذاتيا لمدة ست سنوات يعقبها استفتاء على تقرير المصير تحت اشراف دولي.&واعلن الجيش السوداني امس الثلاثاء ان قواته استعادت مدينة توريت الجنوبية من قوات الحركة الشعبية التي كانت قد سيطرت عليها مطلع ايلول/سبتمبر الماضي.
وادى الاستيلاء على توريت الى انسحاب وفد الحكومة السودانية من مفاوضات مشاكوس مع المتمردين في كينيا.&وحذر البشير من انه في "حال رفض هذه الشروط فسنعود فورا، ونحن جاهزون لكل الاحتمالات".
وقال انه "اذا تم التوصل الى اتفاق لوقف النار فان ذلك لن يشمل الشرق وستستمر المعارك هناك حتى تعود همشكوريب طاهرة عفيفة ليرفع فيها الاذان واقامة الصلاة".&واعتبر البشير ان مبادرة الهيئة الحكومة للتنمية "ايغاد" تخص "الجنوب ولا تشمل جميع الاراضي السودانية".
وتعهد البشير "عودة كبويتا قريبا جدا الى حضن الوطن وستعود كل الاراضي التي دنسها المتمردون".&وكان الجيش الشعبي اكد في حزيران/يونيو الماضي مقتل اكثر من 200 جندي سوداني خلال معارك السيطرة على مدينة كبويتا، عاصمة ولاية شرق الاستوائية في الجنوب.
واضاف ان "التمرد ومن يدعمونه ويمولونه ظنوا اننا سنعود الى جولة المفاوضات المقبلة مطأطئي الرؤوس لفرض شروطهم ونحن صاغرون لكن بعد دحرهم في توريت فهموا باننا لن نركع الا لله وسنعود الى مشاكوس بشروطنا".
وكانت الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة التمرد بدات في 12 اب/اغسطس في محاولة وضع حد لحرب حصدت حتى الان نحو مليون ونصف المليون قتيل في حوالي عشرين عاما.