ميشال سايان: يحذر المحللون من ان العراق لا يشبه أفغانستان ولا اليابان ما بعد الحرب، معتبرين ان مهمة الولايات المتحدة لن تكون سهلة ان أرادت فرض "حاكم" على العراق في أعقاب تدخل عسكري يطيح بنظام الرئيس العراقي صدام حسين.
&وحذر محمد مسفر استاذ العلوم السياسية في جامعة الدوحة (قطر) من ان "هذا ممكن ان يتم على الورق، انما ليس في الواقع، ليس في العراق، والا واجهنا فوضى عارمة".
&واعتبر الاستاذ الجامعي الفرنسي جيل كيبيل الاختصاصي في شؤون المنطقة انه "من الخطأ التفكير بان العراق هو افغانستان او الكويت" حيث ينتشر عشرة الاف جندي اميركي.
&واقر وزير الخارجية الاميركي كولن باول الجمعة بان بلاده تدرس "نماذج" مختلفة لتشكيل سلطة انتقالية في العراق في اعقاب تدخل عسكري.
&وقال انه اذا ما تقرر اجتياح العراق، "سنضطر الى اقامة نظام افضل"، مشيرا الى سوابق، ولا سيما في اليابان والمانيا ما بعد الحرب.
&والمح الى ان السيناريو الذي عرضته صحيفة نيويورك تايمز هو من المشاريع المدروسة.
&وكانت الصحيفة اوردت ان الولايات المتحدة تخطط لفترة انتقالية لبضعة اشهر او سنوات تسبق تشكيل حكومة مدنية منتخبة، ولفرض حاكم عسكري اميركي يذكر بالادارة التي شكلتها واشنطن في اليابان بعد 1945 بادارة الجنرال دوغلاس ماك ارثر.
&ومن المحتمل بحسب الصحيفة ان يكون "ماك ارثر" العراق الجنرال تومي فرانكس، القائد الحالي للقوات الاميركية في الخليج.
&وعلق مسؤول فلسطيني كبير يعمل في القاهرة ان "كل هذا بالغ الخطورة في حال كانت هذه المعلومات صحيحة". وحذر من العواقب التي ستترتب عن فشل مثل هذا المشروع الاميركي في الخليج، وكذلك في مجمل الشرق الاوسط.
&وتابع متحدثا الى وكالة فرانس برس ان "على (الرئيس الاميركي جورج) بوش ان يكون مطلعا بشكل افضل على اوضاع المنطقة، وان يدرك ان العراقيين يجب ان يجدوا بانفسهم الحلول لمشكلاتهم".
&ورأى محمد مسفر ان تشبيه العراق باليابان غير صحيح لانه في تلك الحقبة "كان هناك النموذج الليبرالي الاميركي بمواجهة النموذج المضاد السوفياتي".
&واضاف مسفر الذي التقى صدام حسين مرتين خلال الاشهر الماضية ان "الاميركيين بعيدون كثيرا عن الواقع الاجتماعي والقبلي والديني في العراق بمجموعاته الكردية والتركمانية وطائفتيه الشيعية والسنية التي لا تتفق بالضرورة مع بعضها البعض".
&وتابع انه "ان العراقيين لن يتقبلوا قوة اجنبية، وسوف يقاومون".
&وراى جيل كيبيل من جهته ان "فكرة فرض حاكم اميركي في العراق ليست سهلة وسيكون تطبيقها اصعب في العراق منه في الكويت او افغانستان".
&واعتبر ان "الولايات المتحدة لها القوة العسكرية الكافية لقلب نظام معاد. غير ان المشكلة ستطرح فيما بعد. ثمة في العراق مجتمع مدني حقيقي واشخاص عانوا حياة صعبة في السنوات الاخيرة ويحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها بشكل كبير".
&واضاف ان العراق "له تاريخ حديث عنيف يتضمن عمليات اعدام كثيرة خلال السنوات الاخيرة، وهناك رغبة محتملة بالثأر".
&واكد ان مخاطر قيام فوضى اقليمية تبقى كبيرة، ذاكرا مثل الاكراد في شمال العراق.
&واوضح ان " قيام تحالف شمال (كردي) في العراق سيقلق الدول المجاورة مثل تركيا وسوريا" حيث تعيش مجموعات تركية.
&واوضح انه "سيتحتم على الولايات المتحدة ايجاد شركاء لها اوروبيين او محليين"، وهذا ما يدفعها بنظره الى "التلويح لدول المنطقة باحتمالات الازدهار الاقتصادي" في حال تبديل النظام في العراق.