بيروت- احيا لبنان اليوم الذكرى التاسعة والخمسين للاستقلال بعرض عسكري مقتضب اقيم في وسط بيروت التجاري كما جرت العادة منذ انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990). حضر العرض العسكري رئيسا الجمهورية والبرلمان اميل لحود ونبيه بري فيما تغيب رئيس الحكومة رفيق الحريري الذي بقي في باريس لمتابعة التحضير لمؤتمر باريس 2 الذي ينعقد غدا السبت في قصر الاليزيه بمشاركة نحو 25 دولة ومؤسسة مالية اجنبية وعربية لمساعدة لبنان على تخطي وضعه الاقتصادي المتازم.
استغرق العرض العسكري الذي نقلته محطات التلفزة اللبنانية مباشرة 45 دقيقة وحضره رسميون لبنانيون حاليون وسابقون وممثلون عن القوات السورية في لبنان واعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي.
بدأ العرض باطلاق عشرات من الحمائم البيضاء وشاركت فيه وحدات رمزية من الوية وفصائل الجيش اللبناني وسرايا من قوى سائر الاجهزة الامنية من قوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة والجمارك فيما كانت ثماني مروحيات عسكرية تحلق فوق ساحة العرض.
وكان الرئيس لحود قد اعتبر في رسالة متلفزة وجهها الى اللبنانيين عشية ذكرى الاستقلال ان "التكامل" مع سوريا هو "حجر الزاوية للاستقرار" في لبنان. وقال "ان وحدتنا الوطنية وصحة خياراتنا الاستراتيجية المتكاملة مع سوريا والمتبنية لخيار المقاومة تشكل حجر الزاوية في الاستقرار اللبناني وهي الدعامة الاساسية التي اوقفت الحرب ووفرت الامن وازالت الاحتلال الاسرائيلي وسمحت للدولة بالوقوف على ارض صلبة في استرجاع حقوق الوطن في ارضه وسمائه ومياهه بما فيها حق لبنان في مياه الوزاني" حيث تم تدشين محطة لضخ المياه رغم معارضة اسرائيل.
وكان لبنان قد احيا ذكرى الاستقلال العام الماضي استثنائيا بعرض عسكري تم داخل وزارة الدفاع في اليرزة (شرق بيروت) بدلا من وسط بيروت، وذلك نظرا للتطورات العالمية والاقليمية بعد تفجيرات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك وواشنطن والاوضاع في الاراضي الفلسطينية.
نال لبنان، الذي وضع تحت الانتداب الفرنسي عام 1920، استقلاله في 22 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1943 بعد ثورة شعبية احتجاجا على اعتقال اعضاء اول حكومة لبنانية مما ارغم المفوض السامي الفرنسي على الافراج عنهم.