نضال زايد
&
بحِرصٍ شديد أدعوكم بخفض الصوت عند البكاء وعدم لبس السواد لأكثر من ثلاثة أيام حداداً على العراق..وأدعوكم أيضاً أن تحتسبوا أجركم عند الله وأن لا تقبضوا ثمنه& باليورو أو الدولار.
عظّم الله أجركم في العراق الذي سيدفع شعبه ثمن لعبة السياسة بما فيها من التواءات لا تفهمها طفلة غطى الدم مريولها المدرسي بعد أن تراشقت الجثث والدماء ذات غارة في صباح كئيب، عظّم الله أجركم أيها القادة والزعماء العرب في شقيق لم تصلوا على جثمانه أو تقرأوا الفاتحة على قبره..
أخبار اليوم كما الأمس كما قبله سقوط عربي بسرعة الضوء في المخطط القادم حتى نرانا أكباش فداء نتمدد على موائد المتخمين حد البلاهة..أخبار اليوم كما الأمس..الأشقاء على منابر الإعلام يعلنون براءتهم من دم يوسف..وصدّام يراهن على شعبه ويقامر على أمن المنطقة كلّها غير بريء هو الآخر من دم شعبه..
فجأة سقطت كل المحاولات الجادة في خانة اليأس والبراءة، وفتحت الدول العربية أرضها وسماءها للهجوم القادم على العراق بحجة التخلص من النظام العراقي وتخليص شعب العراق أو التخليص عليه - لا فرق - فبعد أن سقطت قطر وأصبحت بوابة الهجوم ومنصة الإطلاق هاهي تركيا تسمح لعشرين ألف جندي أمريكي بالمرور عبر البلاد إلى شمال العراق.
وفي نفس اليوم يصرِّح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في دافوس بسويسرا& أنه لا أمل في تجنب الحرب القادمة على العراق، وهذا ما عزّزه البيان الختامي للقمة السداسية التي دَعَت إليها اسطنبول والتي أعلن فيها وزراء خارجية تلك الدول براءتهم من الحرب القادمة ضد العراق وأنهم لم يتركوا باباً إلا وطرقوه في سبيل تفادي هذه الحرب التي ستجر ويلات على المنطقة وإلقاء اللوم كله على النظام العراقي..
وبعد أن انفضت القمة السداسية دخلت تركيا حلبة مفاوضات مع قادة عسكريين من الجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي للسماح للقوات الأمريكية باستخدام الأراضي التركية في حال نشوب حرب ضد العراق، ضاربة - أي تركيا - عُرض الحائط المظاهرات الشعبية الغاضبة والتي كان قوامها 5 آلاف تركي هتفوا ضد الاتفاق التركي الأمريكي رافعين شعارات مثل "لن نكون جنوداً لأمريكا" و"يانكيز اذهبوا عودوا إلى بلادكم"!!
وحيث أننا ما زلنا في طور الحديث عن تعظيم الأجر واحتسابه عند الله، ينبغي لنا أن نتذكر فقيدنا "الشارع العربي" وأن نتلو الفاتحة على روحه رغم أنه الميت الحي..!!
ولا أدري إن كان أحد قد سبقنا من قبل أم لا في إعلان نعي الشارع العربي..ولكنني للمصادفة "المُرَّة" لا أكثر كنتُ قد كتبت بالأمس بقلمي هذا نعي الشارع العربي، أي والله نعي الشارع العربي الذي ذهب في غيبوبة واستحال عليه أن يفيق
نعي الشارع العربي
في مقهى أمريكي منزو دخلت سيدة أمريكية في العقد الرابع من عمرها، وجالت بين الطاولات توزع على مرتادي المقهى ورقة مصوّرة تحمل صورة لنمر يبدو متأهباً للانقضاض على فريسته، وخلف تلك الصورة كُتبت عبارة "السلام على الأرض Peace on Earth".
لم تجد تلك السيدة طريقة للتعبير عن استيائها من ازدواجية المعايير أكثر من تلك الصورة التي رثت فيها السلام على الأرض بأسلوب بسيط ولكنه معبرِّ.
وبعيداً عن المستوى الرسمي، خرجت المؤسسات الدولية والإنسانية في العواصم الأوروبية تطالب المجتمع الدولي اللجوء إلى السلم والعمل على عدم إعلان الحرب على العراق
في واشنطن نفسها، وعلى بُعد أميال من البيت الأبيض حيث يرقد القرار الأمريكي - كالنمر - متأهباً للانقضاض على الفريسة في عدّ تنازلي قبل أن تقرع طبول الحرب خرج المتظاهرون مطالبين الإدارة الأمريكية بعدم ضرب العراق ووقف الحرب (على اعتبار أنها بدأت بإعداد العدة).
أما الشارع العربي، فغطّ في سبات عميق معلناً نومه الأبدي رغم أنه الشيء الذي كنا نراهن عليه كصدى لصوت الحقيقة..، وكُناّ نخرج مع الشارع العربي بقلوبنا وأقلامنا وحناجرنا ونفخر بصمود الشارع أمام الهراوات وخراطيم المياه وقنابل الغاز
الشارع العربي لم يمت لكنه تماوت وتطبعت عيونه على الهزيمة فيما تطبعت قياداته مع العدو وصافحت يد نجاستها..
مئات الرسائل الالكترونية تصل بريدي الالكتروني يومياً من منظمات وهيئات ومؤسسات دولية وأمريكية ناشطة في إطار حملاتها المكثفة لكبح جماح الحرب وإطفاء نارها قبل أن تأكل الأرض دماراً وخراباً.
ولكن كم يُخجِلُني أن ليس من بين تلك الرسائل رسالة واحدة مصدرها مؤسسة عربية أو ناشط عربي حتى من المهاجرين والمغتربين، وكم أحزنني عدم تبني المؤسسات العربية لمسيرات أو بيانات في الوقت الذي يتطوع فيه أكثر من 50 ناشط بريطاني ليشكلوا درعاً بشرياً ضد أي عدوان على العراق
في ختام هذا الموكب الجنائزي الذي يشهد وفاة الضمير العربي ووفاة الشارع& في غياب الكرامة العربية التي يدوسها أصحاب الهمم من بروجهم العاجية وعلى سدد حكمهم لا يسعني إلا أن أقرأ الفاتحة على أرواح كل الذين صرخوا وتحجرت الصرخة في حناجرهم قبل أن يسلموا أرواحهم إلى بارئها حتى يطيب المنام والموت ويعيش الحاكم الهمام!!
عظّم الله أجركم في العراق الذي سيدفع شعبه ثمن لعبة السياسة بما فيها من التواءات لا تفهمها طفلة غطى الدم مريولها المدرسي بعد أن تراشقت الجثث والدماء ذات غارة في صباح كئيب، عظّم الله أجركم أيها القادة والزعماء العرب في شقيق لم تصلوا على جثمانه أو تقرأوا الفاتحة على قبره..
أخبار اليوم كما الأمس كما قبله سقوط عربي بسرعة الضوء في المخطط القادم حتى نرانا أكباش فداء نتمدد على موائد المتخمين حد البلاهة..أخبار اليوم كما الأمس..الأشقاء على منابر الإعلام يعلنون براءتهم من دم يوسف..وصدّام يراهن على شعبه ويقامر على أمن المنطقة كلّها غير بريء هو الآخر من دم شعبه..
فجأة سقطت كل المحاولات الجادة في خانة اليأس والبراءة، وفتحت الدول العربية أرضها وسماءها للهجوم القادم على العراق بحجة التخلص من النظام العراقي وتخليص شعب العراق أو التخليص عليه - لا فرق - فبعد أن سقطت قطر وأصبحت بوابة الهجوم ومنصة الإطلاق هاهي تركيا تسمح لعشرين ألف جندي أمريكي بالمرور عبر البلاد إلى شمال العراق.
وفي نفس اليوم يصرِّح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في دافوس بسويسرا& أنه لا أمل في تجنب الحرب القادمة على العراق، وهذا ما عزّزه البيان الختامي للقمة السداسية التي دَعَت إليها اسطنبول والتي أعلن فيها وزراء خارجية تلك الدول براءتهم من الحرب القادمة ضد العراق وأنهم لم يتركوا باباً إلا وطرقوه في سبيل تفادي هذه الحرب التي ستجر ويلات على المنطقة وإلقاء اللوم كله على النظام العراقي..
وبعد أن انفضت القمة السداسية دخلت تركيا حلبة مفاوضات مع قادة عسكريين من الجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي للسماح للقوات الأمريكية باستخدام الأراضي التركية في حال نشوب حرب ضد العراق، ضاربة - أي تركيا - عُرض الحائط المظاهرات الشعبية الغاضبة والتي كان قوامها 5 آلاف تركي هتفوا ضد الاتفاق التركي الأمريكي رافعين شعارات مثل "لن نكون جنوداً لأمريكا" و"يانكيز اذهبوا عودوا إلى بلادكم"!!
وحيث أننا ما زلنا في طور الحديث عن تعظيم الأجر واحتسابه عند الله، ينبغي لنا أن نتذكر فقيدنا "الشارع العربي" وأن نتلو الفاتحة على روحه رغم أنه الميت الحي..!!
ولا أدري إن كان أحد قد سبقنا من قبل أم لا في إعلان نعي الشارع العربي..ولكنني للمصادفة "المُرَّة" لا أكثر كنتُ قد كتبت بالأمس بقلمي هذا نعي الشارع العربي، أي والله نعي الشارع العربي الذي ذهب في غيبوبة واستحال عليه أن يفيق
نعي الشارع العربي
في مقهى أمريكي منزو دخلت سيدة أمريكية في العقد الرابع من عمرها، وجالت بين الطاولات توزع على مرتادي المقهى ورقة مصوّرة تحمل صورة لنمر يبدو متأهباً للانقضاض على فريسته، وخلف تلك الصورة كُتبت عبارة "السلام على الأرض Peace on Earth".
لم تجد تلك السيدة طريقة للتعبير عن استيائها من ازدواجية المعايير أكثر من تلك الصورة التي رثت فيها السلام على الأرض بأسلوب بسيط ولكنه معبرِّ.
وبعيداً عن المستوى الرسمي، خرجت المؤسسات الدولية والإنسانية في العواصم الأوروبية تطالب المجتمع الدولي اللجوء إلى السلم والعمل على عدم إعلان الحرب على العراق
في واشنطن نفسها، وعلى بُعد أميال من البيت الأبيض حيث يرقد القرار الأمريكي - كالنمر - متأهباً للانقضاض على الفريسة في عدّ تنازلي قبل أن تقرع طبول الحرب خرج المتظاهرون مطالبين الإدارة الأمريكية بعدم ضرب العراق ووقف الحرب (على اعتبار أنها بدأت بإعداد العدة).
أما الشارع العربي، فغطّ في سبات عميق معلناً نومه الأبدي رغم أنه الشيء الذي كنا نراهن عليه كصدى لصوت الحقيقة..، وكُناّ نخرج مع الشارع العربي بقلوبنا وأقلامنا وحناجرنا ونفخر بصمود الشارع أمام الهراوات وخراطيم المياه وقنابل الغاز
الشارع العربي لم يمت لكنه تماوت وتطبعت عيونه على الهزيمة فيما تطبعت قياداته مع العدو وصافحت يد نجاستها..
مئات الرسائل الالكترونية تصل بريدي الالكتروني يومياً من منظمات وهيئات ومؤسسات دولية وأمريكية ناشطة في إطار حملاتها المكثفة لكبح جماح الحرب وإطفاء نارها قبل أن تأكل الأرض دماراً وخراباً.
ولكن كم يُخجِلُني أن ليس من بين تلك الرسائل رسالة واحدة مصدرها مؤسسة عربية أو ناشط عربي حتى من المهاجرين والمغتربين، وكم أحزنني عدم تبني المؤسسات العربية لمسيرات أو بيانات في الوقت الذي يتطوع فيه أكثر من 50 ناشط بريطاني ليشكلوا درعاً بشرياً ضد أي عدوان على العراق
في ختام هذا الموكب الجنائزي الذي يشهد وفاة الضمير العربي ووفاة الشارع& في غياب الكرامة العربية التي يدوسها أصحاب الهمم من بروجهم العاجية وعلى سدد حكمهم لا يسعني إلا أن أقرأ الفاتحة على أرواح كل الذين صرخوا وتحجرت الصرخة في حناجرهم قبل أن يسلموا أرواحهم إلى بارئها حتى يطيب المنام والموت ويعيش الحاكم الهمام!!
التعليقات