إيلاف- قضت اليوم الأربعاء المحكمة العليا فى مدينة هامبورغ االألمانية بمعاقبة المتهم المغربي الجنسية منير المتصدق بالسجن لمدة 15 عاما، وذلك بعد إدانته بتقديم مساعدات لمدبري الهجمات الإرهابية التي أودت بحياة 3045 شخصا في الولايات المتحدة، وهذا هو أول حكم يصدر ضد متهم بالتدبير لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 .
والمتصدق مغربي الجنسية، ويبلغ من العمر 28 عاما،وهو طالب يدرس هندسة الالكترونيات، واتهم بالانتماء للخلية التي كانت تتكون من سبعة افراد كانوا يجتمعون كثيرا في عام 1999 في شقة المصري محمد عطا الذي قاد إحدى الطائرات في هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) على نيويورك وواشنطن عام 2001.
وحددت المحكمة العليا الألمانية الدور الذي لعبه المتصدق في الخلية التي كان يقودها عطا، معتبره أنه "لعب دورا محوريا في تزويد الخلية بالدعم المادي واللوجيستي لتحقيق أهدافها الإرهابية".
ورسمت المحاكمة ما وصفته بالحقائق المجردة في ما يتعلق بسيرة حياة المتصدق، فقد جاء الرجل المولود في مراكش عام 1974 إلى ألمانيا بغرض الدراسة عام 1993 وفي بادئ الامر تلقى دروسا في اللغة الالمانية في مونستر ثم توجه عام 1995 إلى هامبورغ للدراسة في جامعة الفنون التطبيقية في منطقة هاربورغ جنوب نهر إلبه. وهناك تعرف المتصدق على عطا وبقية المجموعة التي نفذت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
ووفقاً للتحقيقات فقد عاش المتصدق حياة هادئة في شارع غوشن الجانبي الصغير على مقربة من المنزل رقم 54 شارع مارين شتراسه الذي كان يسكن فيه عطا، وهو العنوان الذي أصبح أشهر من نار على علم الان.
وفي التحقيقات وصف الجيران الألمان هذا المغربي الضئيل الجسم والنحيف بأنه كان "ميالا للعزلة ومتواضعا وهادئا"، تجنب إقامة علاقات مع السكان الآخرين في المبنى السكني الذي كان يقطنه.
وخلال هذه الفترة التي كان يقيم فيها في هامبورغ، تعرف المتصدق على فتاة روسية من سان بطرسبرج واقترن بها بعد أن اعتنقت الدين الاسلامي وله طفلان منها الان. ويقول مسئولون أنها تعيش "في مكان ما في هامبورغ". ولم توجه لها أي تهم قانونية، ويبدو أنها لم تكن تعلم شيئاً عن نشاط زوجها المتصدق.
وطوال محاكمته أصر المتصدق على أنه برئ، وقال محاموه أن حقيقة عدم محاولته الهروب من هامبورغ في حد ذاتها تبين سلامة نواياه.
وصدرت لائحة الاتهام بحق المتصدق في آب (أغسطس) من العام الماضي، وقال ممثلو الادعاء إن لديهم تلالا من الادلة التي تثبت أن المتصدق كان يمسك بميزانية خلية عطا، وأن من بين ما قام به تحويل 5.000 ماركألماني إلى ولاية فلوريدا الاميركية كرسوم تدريب في مدرستين لتعليم فنون الطيران للطيارين منفذي الهجمات الإرهابية.
وأضاف ممثلو الادعاء أيضا أنه كان يدير حسابا مصرفيا يخص مروان الشحي، أحد الطيارين الانتحاريين في هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، كما كان المتصدق يقوم بدفع إيجار وفواتير الكهرباء لشقة الشحي في ألمانيا بهدف المساعدة في التستر على غيابه.
كما أكد الادعاء أنه خلال الفترة من أيار(مايو) حتى تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2000 تم إيداع مبالغ كبيرة في الحساب الذي يديره المتصدق. وقال "لدينا أدلة دامغة على أن هذه الاموال استخدمت في تمويل هذه العملية الارهابية".
وكان المتصدق الذي اعتقل في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قد اعترف فيأثناء محاكمته بصلاته الوثيقة مع خلية هامبورغ، وخصوصا مع المصري محمد عطا، الزعيم المفترض لمنفذي هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، كما أقر بتوجهاته الاصولية المتشددة، الا انه أدان الإرهاب ونفى معرفته المسبقة بمخطط 11 أيلول (سبتمبر)، ولا يمكن اعتبار اعترافه بتحويل مبلغ 5000 مارك الماني الى مروان الشحي اعترافا بتقديم الدعم اللوجستي لخلية هامبورغ لأنه يصر على جهله بأهداف استخدام هذا المبلغ، وهو الدفع الذي لم تأخذ به المحكمة في ما يبدو.