الدار البيضاء: مازال الإعلان عن موعد الانتخابات البلدية المقبلة في المغرب لم يحدد بعد، فبعد أن دعا قياديون حزبيون وبعض المنظمات الشبابية إلى تأجيل الانتخابات معللين ذلك بالإقبال القليل للشباب المغربي 18 وما فوق على التسجيل في الانتخابات، أكد وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة نبيل بنعبد الله لصحيفة الشرق الأوسط، في عددها ليوم أمس الاثنين أن هذه الانتخابات ستؤجل، حينما قال إن الحكومة حريصة على تنظيم الانتخابات البلدية قبل شهر أكتوبر".
وكان الموعد المحدد سلفا لهذه الانتخابات هو شهر يونيو المقبل قبل أن ترتفع أصوات من أحزاب مغربية مشاركة في الحكومة وتدعو إلى تأجيلها، معللين ذلك بقلة إقبال الشباب على التسجيل في الانتخابات لتزامنها مع الحرب ضد نظام صدام حسين. وقد قبل بهذا التأجيل حزب العدالة والتنمية الأصولي، حيث أعلن نائبه الأول سعد الدين العثماني أن الحزب يقبل عن مضض التأجيل.
وتذهب التحليلات أن السبب الحقيقي لتأجيل هذه الانتخابات البلدية هو الخوف من اكتساح الحزب الأصولي وفوزه بإدارة البلديات في المغرب، كما أن صحفا مغربية لم تتوان في وضع مقارنة بين الحالة الجزائرية لسنة 1991 والحالة المغربية لهذه السنة، موضحة أن تكرار التجربة الجزائرية بدمويتها أمر وارد.ولم تحدد الحكومة لحد الآن تاريخا معينا لإجراء الانتخابات البلدية.
لماذا لا يسجل الشباب المغربي في اللوائح الانتخابية ويريدون مقاطعتها
لمعرفة مدى تجاوب الشباب المغربي مع دعوات التسجيل في اللوائح الانتخابية استعدادا للانتخابات البلدية المقلبة التي لم يحدد لها موعد بعد، زارت إيلاف" قسما في مؤسسة تعليمية كل طلبته من الشباب البالغ 18 سنة فما فوق، وأصبح ممكنا لهذه الفئة العمرية المشاركة في الانتخابات بعدما خفض العاهل المغربي الحق في التصويت إلى 18 سنة.
ما وقفت عليه "إيلاف" يعد أحد الأسباب الرئيسية لتأجيل الانتخابات البلدية في المغرب إلى شهر أيلول يونيو المقبل كما أعلن عن ذلك رسميا.
ما وقفت عليه "إيلاف" يعد أحد الأسباب الرئيسية لتأجيل الانتخابات البلدية في المغرب إلى شهر أيلول يونيو المقبل كما أعلن عن ذلك رسميا.
تقع الثانوية بأحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، كانت روائح كريهة تنبعث من جنباتها، وأكوام الأزبال تغطي المستوى السفلي لسور الثانوية.داخل القسم كان التلاميذ قد أنهوا درسا في مادة "اللغة العربية". فتاة في 19 من عمرها أكدت أنها "لم تجد الوقت الكافي للتسجيل في اللوائح الانتخابية" قبل أن تضيف، لا أعرف الداعي من وراء المشاركة في الانتخابات المقبلة".
زميلها في القسم ذهب في الاتجاه نفسه، لم يسجل نفسه في الانتخابات، ولن يفعل مع فترة التمديد التي أعلنت عنها وزارة الداخلية الثلاثاء الماضي لهذا الغرض، غير أن مبرر هذا الشاب البالغ من العمر 19 سنة وراء عدم التسجيل هو "غياب الشفافية والمصداقية في السياسة"، قبل أن يضيف "لا نملك الوقت الكافي للتسجيل، فنحن على أبواب اجتياز امتحان وطني لنيل شهادة الباكالوريا.
لم تساهم الحملة الإعلامية التي قامت بها وزارة الداخلية في إقناع هؤلاء التلاميذ في جدوى الانتخابات البلدية، "الحملة كانت عادية ولم تقنعنا بضرورة التصويت ولا بجدواه والمعزى منه" تؤكد شابة لم تبلغ العشرين سنه بعد.بعض تلاميذ هذا القسم لم يحصلوا بعد على البطاقة الوطنية التي تخول لهم الحق في التسجيل، وأكد هؤلاء، عكس التصريحات الرسمية، أنه لم تكن هناك تسهيلات للحصول على هذه البطاقة.
السواد الأعظم من تلاميذه هذه المؤسسة التعليمية لا تعرف حتى الفرق بين الانتخابات التشريعية والبلدية، فشابة اختارت وضع الحجاب بشكل مختلف عن صديقاتها أوضحت أن هذه الانتخابات "هي أن الشعب يختار من يشرف عليه" وتلميذ آخر قال إنه "إتاحة الفرصة لتنمية البلاد"، الآخرون لا يعرفون ذلك ويؤكدون أن الدولة لم تقدم لهم المعلومات الكافية بخصوص هذه الانتخابات.
تلميذ تجاوز سن العشرين شارك في الانتخابات التشريعية ل27 سبتمبر وأكد أن تلك الانتخابات كانت "مزورة"، والسبب، حسب التلميذ، أنه داخل مكاتب التصويت كان مسؤولو المكتب "يفرضون على الناخب من يصوت عليه".
أما تلميذ آخر فأعلن أنه سجل في اللوائح الانتخابية وأنه اختار الحزب الذي يمنحه صوته، موضحا أن "المقدم" هو من طرق باب منزله ليطلب منه التسجيل.شاب اختار المقعد الخلفي وأكثر اهتماما بشكله أكد "أنه ليس على استعداد لا للتسجيل ولا للتصويت".
في هذا القسم الذي يضم 27 تلميذا تتراوح أعمارهم ما بين 18 سنة، وهو السن المعتمد أخيرا للتصويت، و21 سنة سجل في اللوائح الانتخابية الجديدة تلميذان فقط، أما 25 المتبقية فقررت مقاطعة الانتخابات لأنها معظم الشهادات لن "تكون نزيهة ولا شفافية" ولأنهم ما عادوا "يثقون في الساسة".
بعيدا عن هذه المؤسسة التعليمية كان محمد البالغ 19 سنة، يبيع في محلبة، بالنسبة لهذا الشاب الذي يجد صعوبة في الحديث بالدارجة المغربية، لم يسجل في اللوائح الانتخابية، لأنه لا يعرف معنى التسجيل في الانتخابات "لا أريد أن أدخل السياسة"، لأنه يفضل قضاء يومه في هذا الفضاء والحصول على أجرته نهاية الشهر، وإن كانت متواضعة، عوض "التيه في الإدارات العمومية".تلاميذ السنة ثالثة ثانوي الشعبة الأدبية والشاب محمد يمثلون مجموعة من الشباب المغربي الفاقد للثقة في السياسة والساسة المغاربة، ولا ينتظر أن يغير الأيام المقبلة رأي معظم هؤلاء.
















التعليقات