جاسم المطير
&
وقعت الحرب المحمومة على العراق..
وصار احتلال القوات الأجنبية واقعاً مرئيا..
خلالهما سقط صدام حسين وهو السقوط الذي حلم به الشعب العراقي طويلاً..
لسنا بحاجة الى استفزاز صياغة أسئلة جديدة عن لماذا وقعت الحرب وكيف صار الاحتلال. بل نحن جميعاً مطالبون بالبحث عن أساليب تجعل المسافة الزمنية القادمة قصيرة بين نتائج الحرب وإعادة بناء الدولة الديمقراطية الجديدة، وبين وجود القوات الأجنبية وموعد رحيلها.
القراءة العراقية للاحتلال الأمريكي تحكمها اتجاهات ورؤى مختلفة في مقالات كثيرة امتلأت بها الصحف العراقية والعربية ومواقع الانترنيت. يبدو أن النظرة الاستشرافية الكلاسيكية في تحاليل دوافع ومسببات وتعقيدات الاحتلال هي السائدة في أغلب تلك النظرات( باستثناء تحليلات أمير طاهري في جريدة الشرق الأوسط ومقالات عدنان حسين في جريدة الحياة وقلة آخرين ) .
لفت انتباهي مقالة إبراهيم احمد في موقع إيلاف ( ماذا في الفلوجة 2/5) فقد تكرست لمعالجة إحدى إشكاليات هذا الاحتلال مما تحتاج فيه الى قراءة متفردة ذات أفق نظري وعملي واسعين.
في نظرة تقريرية سريعة يمكن القول : أن العراق واقع تحت الاحتلال الأمريكي. هذا الاحتلال أحاطته ظروف إقليمية ودولية وكان ضمن مركبه المتشابك المصالح ما يستند الى واقع وجود نظام دكتاتوري طامع في السيطرة الإقليمية من جهة، وقامع دموي على شعبه من جهة أخرى.
بمعنى آخر تحتاج الوقائع الى نظرة فاحصة لمعرفة اوجه الشبه والاختلاف بين هذا الاحتلال وما سبقه من أشكال أخرى دون اعتماد نظرة غوغائية سائدة في كتابات بعضهم او في بعض مظاهرات شوارع بغداد المتحركة بردود الأفعال وليس بالأفعال المدروسة.
من جهة يمكن القول ان الاحتلال الأمريكي للعراق شبيه لغيره من الاحتلالات التي مارستها دول كبرى لأراضي دول صغرى و شبيه لاحتلال الدولة الأقوى لدولة أضعف، وفي نفس الوقت هناك صفات مختلفة بينها في الظروف والدوافع والنتائج .
من الضروري لفهم احتمالات تطور الموقف العراقي مستقبلا على ضوء نوعية الصلات التي ستتحكم في العلاقة بين المركبين المعقدين، أمريكا والعراق، أو بين القوتين التي ستقيم مجريات الأمور القادمة بينهما أن يأخذ المعنيون من الأحزاب والقوى الوطنية بالدرس العميق والبحث الجاد لهذه القضية ووضعها أمام الجماهير الشعبية لتكون سبيلاً مضاءً في معرفة حجم ودور القوات الأجنبية الباقية في العراق لمدى غير معلوم لأنه بالأساس قرار غير عراقي.
هناك في قديم الزمان احتلال فرنسي للجزائر، واحتلال بلجيكي وبرتغالي لأواسط أفريقيا، وهناك في ما بعد الحرب العالمية الثانية احتلال رباعي لبرلين، واحتلال أمريكي لليابان، وهناك احتلال إيطالي في الحبشة وليبيا وهناك احتلال سوفياتي للمجر ولأفغانستان. وكان هناك احتلال سوفياتي وبريطاني لإيران في بعض سنوات الحرب العالمية الثانية وهناك احتلال إسرائيلي معقد الشكل والتركيب لفلسطين سبقه احتلال بريطاني لها..
وقد كان لكل نوع من الاحتلال إشكالياته ونتائجه الخاصة مثلما كان له نوعه وظروفه الخاصة التي حركته. فهل لتلك الظروف والإشكاليات ما يشابهه في حالة العراق الحالية والذي كان قد عانى بداية القرن العشرين احتلالاً بريطانياً..!
الاحتلال في غالب حالاته يبدأ بالدم وينتهي مطروداً بالدم كما في فيتنام والجزائر اللتين حققتا استقلالهما الوطني بالثورة الدموية.
أحيانا يبدأ بالتفاوض ولا تخلو نهايته من الدماء كما في حالة أفغانستان حين أجبر الجيش السوفياتي على الانسحاب منها.
أول درس من دروس تاريخ العلاقات بين المحتلين وسكان البلد المحتل لا ينته ِ بغير الاستقلال، إن بالتفاوض أو بالدم. وثاني درس تاريخي هو أنه لا يوجد احتلال يدوم رغم إرادة السكان. وثالث درس تاريخي هو أن غزو بلدان الغير مستمر طالما يوجد عاملاً فعالاً قانون للعلاقة بين الأقوى والأضعف في الصراعات الدولية.
الاحتلال الأمريكي للعراق له زمن خاص بتطور الرأسمالية العالمية ( العولمة المصحوبة بالليبرالية ) بمعنى ان له فلسفته السياسية والاقتصادية المختلفة عن جميع أشكال الاحتلال الأخرى.
أولاً : كان هذا الاحتلال شكلاً من أشكال التحدي للقوى الدولية الأخرى ( روسيا والصين وفرنسا وألمانيا ) وناتجاً من نواتج الصراعات الدولية على الأسواق وعلى مناطق النفوذ.
ثانياً : أرتبط الاحتلال بمكافحة ما يسمى بالإرهاب الدولي وأسلحة الدمار الشامل.
ثالثاًً : وليس بعيداً عن الحسبان هدف إحياء القوس الدفاعي الستراتيجي الذي وضع أساسه حلف بغداد عام 1955.
&
رابعاًً : ارتبط الاحتلال بهدف القضاء على ابشع دكتاتورية في العصر الحديث.
خامساً : استهدف الاحتلال تعاطفاً مع الشعب العراقي بطموحه في إقامة الديمقراطية التي تمهد السبيل الى إقامة أوسع سوق تصريفية مفتوحة لبضائع الرأسمالية العالمية ليس في العراق حسب بل على النطاق الإقليمي الأوسع .
سادساً : ارتبط الاحتلال بأهداف تنمية المجتمع العراقي اقتصاديا باعتباره بلداً زراعياً مغتنى بالعائدات النفطية يمكن أن يلعب دوراً اقتصاديا هاماً ونشيطاً في زمن&& ( العولمة الرأسمالية )...
النقاط الثلاث الأخيرة تلتقي بصورة موضوعية مع بعض أهداف وبرامج الأحزاب والقوى الوطنية العراقية التي كانت تشكل قاعدة النضال المعارض لنظام صدام حسين وهذه النقاط هي الأساس في عدم مقاومة الشعب العراقي لهذا الاحتلال كما جرى عند احتلال القوات البريطانية لبلدنا خلال الحرب العالمية الأولى..
من دون شك أن هناك أهدافاً ستراتيجية أخرى في خارطة الرأسمالية الأمريكية ذات صلة بالنفط الذي ستزداد حاجة الولايات المتحدة الأمريكية إليه خلال العقدين القادمين وخاصة مع حلول العام 2020 استنادا إلى دراسات إستراتيجية لخبراء نفطيين أمريكيين.
حين وقعت الحرب في شهر آذار الماضي أعلن معها أن هدفها هو:
إزالة نظام صدام حسين وأسلحته التدميرية الشاملة ومساعدة الشعب العراقي على إقامة دولة ديمقراطية نموذجية في المنطقة. ومن اجل هذا أطلق المسؤولون الأمريكيون ( بوش، رامسفيلد، باول ) تصريحاتهم و " تعهداتهم " بتحقيق هذه الأهداف.
من هنا فأن الشعب العراقي وقواه الوطنية لم تقاوم الغزو والاحتلال. كما أن الدولة الدكتاتورية المنخورة عجزت عن المقاومة ثم سقطت بسرعة مذهلة وبأقل الخسائر البشرية من الطرفين رغم أن الخسائر المادية العراقية كانت جسيمة.
بعد نهاية نظام صدام حسين ارتسمت الصورة التالية :
&&1 ــ حصلت القوى والأحزاب الوطنية والتجمعات الشعبية، داخل العراق وخارجه، على نوع واسع من حرية التنظيم والحركة.
&&2 ــ صار بإمكان الجماهير الشعبية الواسعة أن تمارس حقها في التعبير عن أرادتها ( مظاهرات ساحة الفردوس، وتجمعات الشيعة في أربعينية الحسين بكربلاء ).
&&3 ــ حصلت الأحزاب الوطنية على حرية إصدار صحفها وافتتاح مقرات علنية لنشاطاتها.
&&4 ــ نالت الحركة الكردية، بشعبها وأحزابها، حرية العمل المضمون لتحقيق مطالب الشعب الكردي وتحقيق أهدافه وأحلامه في نيل حقوقه القومية، كما هو الحال بالنسبة إلى قوميات أخرى ( الآشوريين والتركمان وغيرهم من مختلف الطوائف ).
&&5 ــ ازدادت الأحوال المعيشية والخدمية تدهوراً بفعل الضربات العسكرية الأمريكية الموجهة للنظام السابق.
&&6 ــ تدهورت الحالة الأمنية وحالات الفوضى والثأر من النظام بسلب ونهب ممتلكات الدولة وهياكل وزاراتها ومؤسساتها، ومن غير الممكن استبعاد أيادي أعوان النظام نفسه من بعض هذه الانتهاكات .
وقد جرى كل ذلك بحالتيه الإيجابية والسلبية تحت قوات الاحتلال الأجنبي، الأمريكي والبريطاني. وقد أسرع الأمريكان بإجراءات التخلص من الحالات السلبية كلها ابتداء من الجانب الأمني وانتهاءً بتوفير الخدمات الأساسية للجماهير وتوفير مواد الإغاثة السائرة بخطط يومية ولو أنها بطيئة . أشارت بعض الأخبار أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تفكران في إيجاد نوع من تشكيل قوات أمن داخلي من دول أوربية عديدة تقوم بمهمات الشرطة إلى حين استتباب الاستقرار. من هذه الإشارة يمكن الاستنتاج أن الدول العربية مستبعدة من إجراءات المساهمة في حفظ أمن المواطنين العراقيين.
من أهم الجوانب الإيجابية الملحة هو التوجه نحو حل مشاكل إدارة الدولة بتشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة التي ستتوفق القوى الوطنية بإنجازها خلال شهر واحد ، وتأسيس أولى مبادرات الإدارة المدنية في القرى والمدن، ومن الأهم في هذا المجال الاتجاه نحو الضغط على الإدارة الأمريكية بقصد إشراك هيئة الأمم المتحدة في هذه الحلول .
لأول مرة تتكلف وزارة الدفاع الأمريكية بخطة ذات جانبين في آن واحد، بالاحتلال والأعمار معاً حسب الخطط الأمريكية المعلنة على لسان كبار قادتها.. وقد أوكلت المهمة الثانية الى الجنرال المتقاعد جي جارنر بمساعدة فريق من التكنوقراط العراقيين.
في ظل هذه الأوضاع تراجعت الى المخابئ المظلمة قوى الظلام الفاشي المتمثلة بحزب البعث العربي الاشتراكي وتنظيماته المسلحة التي عاثت في البلاد نهباً وسلباً وقهراً وظلمأ طوال 35 عاماً خسرت فيها كل مكاسبها السلطوية والمادية بضربة عسكرية ( استباقية كما يسميها الأمريكان ) امتدت لثلاثة أسابيع فقط أنهار بها أكبر نظام دكتاتوري عسكري مخيف في الشرق الأوسط.
أهم ما جاء به إبراهيم احمد في مقالته هو انه دق ناقوس الخطر منبهاً الى النزعة الجديدة التي يتستر وراءها البعثيون ( ربما بعثيون من القياديين وليس من قاعدة الحزب ) بقواهم العسكرية المهزومة وبقواهم التنظيمية المتهدمة. سيحاولون التستر وراء حقيقة يعرفون إنها في لب الفكر الشعبي وهي المطالبة بانسحاب القوات الأجنبية.
صحيح أن الانسحاب مطلب جماهيري لا يمكن الاستغناء عنه كشرط من شروط الحرية التامة والاستقلال الوطني التام . لكن بقايا النظام المهزوم يتسترون وراء شعار ( الانسحاب الفوري ) بأسماء تنظيمات سياسية مختلفة وهي على العموم تتستر وراء عناوين إسلامية، شيعية وسنية، وذلك لأن ( الانسحاب الفوري ) في ظل الفراغات الحالية السياسية والعسكرية والثقافية لا يخدم غير أهداف أيتام صدام حسين الذين ما زالوا يحتفظون بسلاحهم. فالقوات الأجنبية تشكل في الوقت الحاضر عنصر الموازنة بين جماهير الشعب المستبشر بسقوط صدام حسين منتظراً تشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة وبين القوات المهزومة وهي بمئات الآلاف من المسلحين القادرين على ارتكاب المجازر الجديدة في سبيل العودة الى السلطة مرة ثانية، بل يمكن القول أن هذه القوات تشكل نوعاً من صمام أمان يقي العراق من صراعات عنيفة جديدة تكلف شعبنا ضحايا بشرية ومادية جديدة ومعاناة جديدة مختلفة الأنواع والنتائج.
كانت أحداث الفلوجة والأحداث الأخرى المتفرقة هنا وهناك ( الأعظمية.. النجف.. الموصل.. ) هي الإعلان الرسمي عن القوى البعثية المسلحة التي تنطوي على الخطر الحقيقي الكامن وراء شعار ( سحب القوات الأجنبية على الفور ) هذا الشعار لا يصيبهم بسوء لكنه يصيب الجماهير الشعبية المتطلعة الى بناء دولة ديمقراطية بكل سوء.
انسحاب القوات الأجنبية يظل مطلباً في أجندة كل وطني وكل الأحزاب والتجمعات الوطنية، غير أن توقيته ينبغي أن يكون بعد ضمان القوة والاستقرار في الدولة الديمقراطية وبعد ان ينهار كل بناء الدولة الفاشية وينزع السلاح من قواها السابقة المتوارية في الظلام الذي تتحرك في جنحه.
ربما يكون الناس المتظاهرون في الفلوجة وطنيين حقيقيين غير أن العقل المدبر للصراع المسلح مع الجنود الأمريكان هو المحرك لخلق عدم الاستقرار وحرف نضال شعبنا عن طريقه الصحيح ودفعه الى صراع لم يحن وقته بعد، ولا شك أن تنظيماً مهزوماً من تنظيمات الدولة الفاشية يقف وراءه مستفيداً من عواطف الجماهير ومن حرية الشارع المتوفرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري .
أن شجاعة مقالة إبراهيم احمد مطلوبة تماماً. فكثير من المثقفين يجانبون الحقيقة وهم يعرفونها حق المعرفة ويعرفون تماماً أن ترك الساحة العراقية بلا قوة عسكرية ضاربة سيؤدي حتماً الى نهوض ( القوة البعثية المسلحة ) وربما تكتسح الكثير من الشوارع ولا تؤدي لغير مزيد من دماء الشعب خاصة وأن أيتام صدام حسين من المثقفين والصحفيين العرب يشجعون البعثيين العراقيين على هذا الاتجاه، كما أن أجزاء من الحركة الوطنية الفلسطينية تنحو، مع الأسف، نفس هذا المنحى..
إن دعاة انسحاب القوات الأجنبية من البعثيين ومؤيديهم يدل على غباء تام فقد كان من أولى تاكتيكات القوات الأمريكية وسياسة البيت الأبيض هو حماية القتلة والمجرمين في نظام صدام حسين من غضبة الشعب والانتقام منهم لما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب طيلة فترة وجودهم في السلطة القمعية الدموية، وقد انعكست هذه التكتيكات في رخاوة معاقبة أركان النظام السابق وفي دعوتهم لتسنم مهماتهم الوظيفية السابقة إضافة إلى اقتصار قائمة الاعتقال على 55 مجرما من قيادات الدولة الدكتاتورية السابقة..
ثمة محرك سلبي آخر للتحريض على عدم استقرار البلد تلعبه العديد من الفضائيات العربية إذ تدخل أخبارهم وتعليقاتهم في امتدادات الأحداث الفردية والانفعالية مضخمة إياها إعلامياً والتي نتيجتها استفزاز( العقلانيين والانفعاليين ) معاً في المجتمع العراقي الذي أخذ يستقر تدريجياً مما لا يروق لبعض الأطراف العربية وخاصة المملكة العربية السعودية وتنظيمات الوهابية التي تعشعش في الفلوجة بالذات منذ بداية التسعينات بدعم مالي من السعودية وبتشجيع خفي من صدام حسين وهم منتشرون بتنظيماتهم في محافظة الرمادي وفي منطقة الأعظمية والذين كانوا وراء أحداث تعكير الاستقرار.
في الوقت الحاضر لا يتقاطع وجود القوات الأجنبية مع الشروط السياسية في الواقع العراقي ولا مع الحاجة الأمنية الملحة في ظرف لم تتفكك فيه، بعد، بالكامل البنى العسكرية القديمة وخاصة منظمات العمل السري العسكري البعثي الذي يربطها خيط ناظم مع مصالح النظام الساقط. .
أن وظيفة الحكومة الانتقالية المؤقتة لم تبدأ بعد.
والاستقرار لم يتم بعد.
الجيش الوطني المتخلص من آفة الفاشية لم يتشكل بعد.
لهذه الأسباب سيكون من المستحيل ضبط المجتمع وترسيخ هياكله على أسس المجتمع المدني والديمقراطية من دون الوحدة الشعبية المتماسكة القادرة على عزل الفكر الفاشي وبقايا قوى السلاح الموروث من الدكتاتورية.
من المؤكد أن القفز فوق الزمن وفوق الحاجة الملحة الى ضمان الأمن يتقاطع تماماً مع بحث، قضية وجود القوات الأجنبية ووقت انسحابها الفوري بطريقة غوغائية، بل ان ذلك سيكون من مهمات الحكومة العراقية الديمقراطية القادمة. ولا بد من التنبيه أن الغوغائية في معالجة هذا المطلب يتداخل أساسا مع مطامح الهياكل الفاشية غير المتهدمة والمختبئة تحت الأرض.
ما يلفت الانتباه أن المثقفين العراقيين انقسموا الى أكثرية صامتة في هذه القضية والى أقلية جريئة منها مقالة إبراهيم أحمد ومقالات أخرى لعبد الخالق حسين وأحمد النعمان وغيرهم. هناك أقلية تعتقد ان امتحانها في الوطنية يفرض عليها الانجرار، دون قصد، وراء ثقافة قناة الجزيرة، ووراء المتحركين الوهابيين، أو وراء شعارات كلاسيكية ذات علاقة بأشكال الاحتلال الاستعماري القديم.فتصيغ رؤياها بطريقة انفعالية لا تتوافق مع السياقات الخطيرة التي تتبع الحوادث الانعزالية والغوغائية فتعوم علاقاتها على بعض الظواهر المضمرة من أعداء الشعب..
الوقت الذي يتوجب فيه انسحاب القوات الأجنبية سيحل حتماً في يوم ما وعندها سيكون التفاوض أولاً مع الأمريكان بالوسيلة السياسية ــ الدبلوماسية التي تتبعها الحكومة الوطنية الديمقراطية القادمة التي من أهم واجباتها ضمان الاستقلال الوطني التام. أما الغوغائية المكثفة في معالجة الوجود العسكري الأجنبي فلا تفجر غير طاقات الفاشية الكامنة في بقايا تنظيمات النظام المنهار.
بصرة لاهاي&
&
التعليقات