إيلاف- محمد السيف: أشارت "إيلاف" في الحلقة السابعة، عند الحديث عن الطريقي في منفاه، أنه ساهم مع مجموعة من المثقفين العرب، في إنشاء مركز دراسات الوحدة العربية، الذي يتخذ من بيروت مقراً له، وذلك في عام 1975م وأصبح الطريقي عضواً في مجلس أمناء المركز، حتى وفاته.
وتقديراً من المركز للدور الوطني والقومي الذي تبناه الطريقي، ودعا إليه ولدوره الكبير في وضع& وإرساء دعائم الفكر الوطني البترولي وفي تأسيس منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ودوره الكبير في نشر وتعميم الثقافة البترولية والوصول إلى الرأي العام من خلال مجلتيه اللتين أسّسهما في المنفى، فقد قرر مركز دراسات الوحدة العربية إنشاء جائزة باسم "جائزة عبدالله الطريقي" وكان المركز قد أنشأ قبلُ "وقفية عبدالله الطريقي" التي من إيرادها يتم الصرفُ على الجائزة.
وتعرض "إيلاف" النظام الأساسي للجائزة وشروطها، وذلك من خلال النشرة التعريفية المعدلة، التي نشرها المركز حين الإعلان عن الجائزة.

النظام الأساسي للجائزة:
" لقد مثل عبدالله الطريقي ظاهرةً فريدةً في زمانه ومكانه، فقد تولى المسؤولية الأولى عن إدارة النفط في المملكة العربية السعودية، منذ عام 1954م حين عُين مديراً لإدارة "شؤون الزيت والمعادن" وهو أعلى منصب حكومي في هذا الحقل، حتى أنشئت وزارة مستقلة للبترول والمعادن، فكان أول وزير يتولى مسئوليتها (1960-1962م ).
وفي غمار تلك المرحلة التاريخية، التي واكبت إسقاط الحركة الوطنية الإيرانية بقيادة مصدق، أسّس عبدالله الطريقي قواعد الفكر الوطني في مجال النفط، باعتباره إمكانية عربية وليس مجرد سلعة تجارية، وقد دفع بتوجهات وطنية عارمة، انطلقت لتصحيح العلاقات غير المتوازنة بين شركات النفط الغربية وبين الحكومات العربية، بما يعيد للوطن كرامته وسيادته على موارده، إعمالاً للشعار التاريخي الذي رفعه" نفط العرب للعرب" بكل ما ينطوي عليه من دلالات إذا وضع في سياق زمانه ومكانه.
وعلى الطريق نفسه ساهم في تأسيس "مؤتمر البترول العربي" كما قام بالدور البارز والأهم في تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عام 1960م وهي أول منظمة دولية تنتمي إلى عالم الجنوب تمثلُ تحدياً جدياً لعالم الشمال، حيث استطاعت أن تفرض إرادتها، في ظروف معينة، على الدول الغربية المسيطرة، وهي ما تزال المنبر الوحيد للتنسيق بين الدول المنتجة للنفط بما يعود عليها بأعلى العوائد الممكنة.
ولذلك فقد نجحتْ جهوده في تحويل قضايا النفط من أمورٍ تبحث بين شركات النفط والحكومات بعيداً عن الشعوب وحقوقها ومصالحها، إلى قضية شعبية ووطنية من الدرجة الأولى، ثم ما لبثت قوى سياسية أن تبنّت شعاراته ومبادئه، وصل بعضها إلى الحكم، وحولها إلى ممارسات وواقع، وضغط البعضُ الآخر على الحكومات القائمة مما دفعها إلى تبني سياسات وقرارات حققت تغييرات أساسية في صناعة النفط بمختلف مراحلها.
وإذا كان عبدالله الطريقي قد اضطر إلى ترك منصبه الحكومي، فقد تابع نضاله مستقلاً في أماكن متعددة من الوطن العربي، من أجل المبادئ التي آمن بها، حيث عمل مستشاراً في مجال هندسة واقتصاد النفط لفترة تقارب العشرين عاماً، وفي خلال هذه الفترة أصدر مجلة "النفط والغاز" التي انصرفت على التأكيد على الدور الاستراتيجي للنفط العربي، وارتباطه العضوي بالتنمية المستقلة والوحدة العربية.
كذلك فإن مساهمة عبدالله الطريقي كمواطن ومسؤول لها أهميتها البالغة، وذلك للمثل الأعلى الذي جسّده، حيث أثبت أن للمواطنة الحقة أهلها، وللأمانة والأخلاق العليا رجالها، لا تثنيهم عن مبادئهم قوة قاهر، ولايصدهم عنها إغراء مقتدر، وأطلق في عالم النفط صوتاً لا يزال صداه يقرع الآذان، ويشحذ الهمم من أجل الوطن والأمة، ويسمو على المطامع والمصالح الذاتية.
إن تقدير هذا الدور الوطني والقومي، وإبقاءه محفزاً ودافعاً، وبخاصة للأجيال الجديدة، هو الذي دفع بعض الذين يشغلهم مستقبل الأمة العربية، ويقدرون قيمة رجالها الكبار ومواقفهم الوطنية المشرقة، إلى إنشاء جائزة تحمل اسم "عبدالله الطريقي" بكل ما سطره هذا الرجل من صفحات رائعة في تاريخ وطنه وأمته، ولتحقيق هذه الفكرة تقرر إنشاء وقفية باسم "وقفية عبدالله الطريقي" تفي بأغراض هذه الجائزة، وما يتصل بالغاية من إنشائها في أية مجالات أخرى، ومن أجل التنفيذ العملي لهذه الفكرة، أنيطت بمركز دراسات الوحدة العربية مهمة الإشراف على جمع الوقفية، وإدارتها، وعلى منح الجائزة، وفقاً لبنود النظام الأساسي.

-&تمنح الجائزة مرةً كل عامين، في احتفالٍ عام، يوم 19 مارس/آذار.
-&تمنح الجائزة لشخصيةٍ عربية، طبيعية أو اعتبارية، تتويجاً لعملٍ محدد، ومواقف معينة عبر فترة ممتدة من الزمن، في مجال النفط وتحرير الثروات الوطنية، وفي مجال التنمية العربية المستقلة، والقيم العليا التي تنطوي عليها.
-&قيمة الجائزة خمسة وعشرون ألف دولار أمريكي وشهادة تقدير ووشاح وميدالية.
-&يتولى مركز دراسات الوحدة العربية الإعلان عن الجائزة والتخطيط لاحتفالاتها وإعداد قائمة بالشخصيات التي يمكن الاختيار من بينها لكل مناسبة.
-&يتم الترشيح لنيل الجائزة عن طريق المؤسسات في الأقطار العربية، مثل: الجامعات ومراكز الدراسات والجمعيات العلمية، ومنظمات العمل العربي وغيرها.
-&تقدم طلبات الترشيح إلى مركز دراسات الوحدة العربية، وينتهي أجل قبول الطلبات يوم 31 يوليو/ تموز، من العام الذي يتمُ خلاله الإعلان عن الجائزة.
-&تمنح الجائزة في احتفالٍ قوميٍ عام، في يوم 19 مارس آذار في بيروت، ويشترط حضور الفائز شخصياً أو من يمثل الشخص الاعتباري، لتسلم الجائزة.
-&تعتبر بيروت مقراً لإدارة "جائزة عبدالله الطريقي" ويقدم مركز دراسات الوحدة العربية خدمات السكرتارية اللازمة لأعمالها.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن أول من فاز بجائزة عبدالله الطريقي هو الدكتور يوسف صايغ، الذي سبق وان تولى إدارة مركز الدراسات الفلسطينية، وتم تكريمه في يوم 19 مارس/ آذار 2000م،& في احتفالٍ قومي في فندق البريستول في بيروت، بحضور دولة الرئيس الدكتور سليم الحص، وفي كلمته قال الأستاذ أديب الجادر، رئيس لجنة التحكيم: "أنه تم استعراض ملفات (20) مرشحاً تتوفر فيهم شروط الترشيح لنيل الجائزة، وأتضح أن العديد من هؤلاء المرشحين كانت لهم مساهمات متعددة جديرة بالاعتبار في مجال النفط والتنمية، وبعد المداولات قررت اللجنة بإجماع الآراء اختيار الدكتور يوسف صايغ، لنيل جائزة عبدالله الطريقي، وكما هيمَن شعارُ عبدالله الطريقي "نفط العرب للعرب" على تفكير جيلٍ من المثقفين العرب، فقد هيمن شعار مماثل ليوسف صايغ " الخبز مع الكرامة" وهو عنوان كتابه الصادر عام 1961م على تفكير ذلك الجيل.
&
&
الحلقة الثانية:
&&
الحلقة الثالثة:
&
الحلقة الرابعة
&
الحلقة الخامسة
&
الحلقة السادسة
&
الحلقة السابعة
&
الحلقة الثامنة
&
الحلقة التاسعة&
&
الحلقة العاشرة
&
الحلقة 11&
&
الحلقة الـ12
&
الحلقة الـ13
&