ايلاف:تواترت خلال الأيام الماضية أنباء تصب جميعها في اتجاه تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية (حماس)، فقد نسبت الإذاعة الإسرائيلية إلى مصادر وصفتها بأنها رفيعة المستوى قولها إن حكومة شارون وقادته العسكريين كانوا قد أعدوا خطة تستهدف تصفية قيادة (حماس)، بما فيهم الشيخ أحمد ياسين، وذلك قبل عدة شهور مضت، غير أن إسرائيل علقت تنفيذ هذه الخطة، بسبب طرح خطة "خارطة الطريق"، ثم عادت وقررت تفعيلها مجدداً، عندما حاولت اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، وذلك وفق رواية المصادر الإسرائيلية.
أما شبكة CNN& الاخبارية الأميركية فقد نقلت عن ليسلي سوسر المحلل السياسي الاسرائيلي أن تحول الولايات المتحدة المفاجىء من انتقاد اسرائيل بعد محاولة إغتيال الرنتيسي، لتهاجم بعد ذلك (حماس) كان بمثابة الضوء الاخضر لإسرائيل لتطلق يدها في ملاحقة العناصر النشطة في الحركة، وتصفية قادتها السياسيين والحركيين.
على صعيد ذي صلة فقد اتهم جون هاوارد رئيس الوزراء الاسترالي حركة (حماس) بأنها كانت اول من اخرج "خارطة الطريق" المقترحة لاقرار السلام في منطقة الشرق الاوسط عن مسارها، مشيراً في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية إلى ضرورة أن تتوقف كل الأطراف عن التصعيد، وتمارس ضبطا شديدا للنفس فلن تتحقق انفراجة في المشهد الشرق أوسطي، الذي وصفه بأنه بات "شائكاً وبالغ التعقيد".
&تأسست حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ـ وهي كبرى الحركات الاسلامية الفلسطينية المسلحة ـ قبل خمسة عشر عاما في بداية الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، ومن غير المعروف على وجه الدقة حجم هذه المنظمة التي ينظر إليها باعتبارها أحد أجنحة حركة "الإخوان المسلمين"، بجناحيها السياسي والعسكري، غير أنه يوجد لها مئات الالاف من المؤيدين والمتعاطفين معها وفق تقديرات مراسلي BBC في المناطق الفلسطينية.وفي شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي 2002 شارك نحو أربعين ألف شخص في مسيرة شعبية ضخمة بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس الحركة، واستمعوا خلالها إلى زعيم الحركة الروحي الشيخ أحمد ياسين، والذي يعاني من الشلل النصفي، إلى "نبوءة" توقع خلالها تدمير اسرائيل وزوالها تماماً بحلول العام 2025.
وتعرضت حركة (حماس) خلال الأيام الماضية ، ومازالت ـ لانتقادات حادة من مسؤولين أميركيين، يتصدرهم الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش نفسه، وغيره من أركان إدارته الذين أعلنوا صراحة تأييدهم شن حملة على (حماس)، ويرى سفير عربي طلب عدم الكشف عن هويته أن "الرئيس جورج بوش مصمم جدا في ما يبدو، لكن شارون والفلسطينيين لن يجعلوا الأمر سهلا بالنسبة له"، وأضاف قائلاً في تصريحات نقلتها وكالة (رويترز) عنه اليوم السبت إن "الخيار الوحيد أمام الولايات المتحدة الآن هو أن تضغط من جديد من أجل بداية في ما يتعلق بخطة خارطة الطريق، ولا أعرف مدى تصميمها وقوة تأثيرها في هذا الأمر".
وفقاً لأدبيات الحركة ومطبوعاتها المتداولة، وتصريحات قادتها فإن هدفها الاستراتيجي على المدى البعيد يتمثل في إنشاء دولة إسلامية على أرض فلسطين التاريخية، والتي يدخل جزء كبير منها حدود دولة اسرائيل منذ إنشائها عام 1948.
من جهة أخرى دان عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الارهاب، لكنه رفض ادانة حماس بشكل مباشر وركز انتقاداته على اسرائيل، ونفى بشكل قاطع ما تردد عن قيام السعودية بتقديم أموال بشكل مباشر لحماس، مؤكداً أن بلاده تقدم مساعدات الي الفلسطينيين من خلال الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر والسلطة الفلسطينية، مثلما تفعل الولايات المتحدة، ومشيرأ إلى ان الحكومة السعودية تقدم المساعدات للفلسطينيين بمن فيهم أقارب الاستشهاديين، لكنه اكد ان هذه المساعدات ليست حافزا للقيام بعمليات ارهابية، لافتاً إلى ان معظم المعونات تأخذ شكل ملابس وأغذية وليست أموالا نقدية.
على صعيد متصل نقلت صحيفة (الوطن) السعودية عن مصادر فلسطينية قولها إن "الجهود الأميركية قد أفلحت على ما يبدو في الضغط على بعض الدول العربية لمقاطعة قادة حركة (حماس)، والإمتناع عن إستقبالهم أو إستضافتهم على أراضيها، وأن دولتين خليجيتين , لم تحددهما المصادر, إعتذرتا مؤخرا عن عدم استقبال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وألغتا زيارته لهما.في غضون ذلك فقد أكدت مصادر مقربة من (حماس) أن الحركة منفتحة على الحوار مع حكومة رئيس الوزراء محمود عباس(أبومازن)، وستقرر كيفية التعامل مع الأفكار التي يطرحها, كما ستبحث سبل بلورة موقف رسمي مع الحكومة الفلسطينية.