داود البصري
&
لا أدري حقيقة لماذا يظلم الإعلام الكويتي على هذه الدرجة من الظلم رغم توفر كل الإمكانات التي تؤهله لأن يحتل الصدارة في العالم العربي ؟ ولا أعلم حتى الآن سر لجوء بعض الفضائيات الخليجية تحديدا لسياسة التشكيك وإثارة الغبار حول السياسة الكويتية بشكل عام ؟ وتفنن بعض الفضائيات في محاولة السخرية والتهكم من الأداء السياسي الكويتي والتشهير بعد ذلك بدولة الكويت وسياستها وإعلامها وتوجهاتها القومية بل وخياراتها الإستراتيجية؟ إذ تحاول بعض الواجهات الإعلامية الخليجية لباس الحلة الثورية ونسيان نفسها وواقعها الجيو بولتيكي لتنصب من نفسها دليلا ثوريا ومنارة قومية شامخة! وراية من رايات الثورية والصمود في ضحك سقيم على عقول بعض المشاهدين؟ والكويت برغم عدالة قضيتها، وبرغم الظلم التاريخي الواقع على شعبها فشلت للأسف في أن تستثمر إعلاميا عناصر قوتها المنطقية وتسوق قضاياها وتعرضها لدى الضمائر العربية المحتشدة والمحشدة تلقائيا وأوتوماتيكيا ضد كل ماهو كويتي ؟ لابل أن أيتام صدام الهارب وعبيده الصغار مافتؤا أن نجحوا في إستثمار حالة الرخاوة الإعلامية الخليجية ليتسللوا لبعض الفضائيات الخليجية ويمارسوا لعبتهم الخبيثة في نشر الترهات وخلط الأوراق وأستعراض فذلكات الكلام البعثي السقيم الساقط ليشوهوا عن طريقه كل الصور والمعاني القومية الرائعة التي قدمها الكويتيون لنصرة أشقاؤهم في العراق وقيامهم بالدور المركزي والفاعل الممهد لكنس الإرهاب البعثي من ربى الرافدين ومحاولة تصحيح كل أخطاء الماضي القريب، وللأسف فإن بعض الفضائيات الخليجية ونتيجة لأسباب وعوامل متداخلة قد أضحت حصان طروادة تسلل من خلاله بعض أيتام وصبيان البعث الساقط المهزوم ليحاولوا خلق مواقف عدائية بين الشعبين العراقي والكويتي وليخربوا على كل أسس التقارب والتعاون المنشود بين بلدين وشعبين يجمعها الشيء الكثير من المصالح والأهداف المشتركة، ويرتبطان بروابط الرحم والمصير المشترك، وأستطيع أن أؤكد بأن قناة الجزيرة لم تعد وحدها من يحاول إثارة الشغب وزرع عوامل الفتنة كما دأبت خلال الشهور الماضية بل أضيف وأؤكد وبإستغراب كبير على دور قناة ( أبو ظبي الفضائية )!! وفي إطار سعيها للمنافسة القوية ضد قناة الجزيرة القطرية وكسب ود الشارع والمشاهد العربي في إثارة العديد من الحزازات وفي إفساح المجال لرموز صدئة من رموز النظام السابق لبث السموم معتمدين على لعبة إعلامية مستهلكة تتمثل في إختيار عناصر ووجوه إعلامية متباينة في التوجهات وفي الثقافة وفي الآراء لتمارس لعبتها التشويهية الفضائحية المكشوفة ؟ فلقد تحولت قناة أبو ظبي بفضل اللوبي الصدامي المعشعش في مفاصلها لصدى بعثي متميز رغم إدعاء الحيادية والمهنية ؟ إلا أن اللعبة لاتنطلي على أحد، ولسنا من السذاجة لننساق مع النوايا الحسنة المؤدية لجهنم بكل تأكيد!، ففي أيام الحرب الأخيرة حاول المذيع جابر عبيد ومن خلال تحركاته ورصده لنشاطات الكذاب محمد سعيد الصحاف أن يصنع من النظام العراقي أسطورة صمود؟ كما حاول عن طريق العبث بملف أسرى ومرتهني الشعب الكويتي الشقيق أن يكسب سمعة ومكانة إعلامية دولية ؟ كما حاولت القناة كشقيقتها الجزيرة أن تصور إنهيار النظام الصدامي المهزوم وكأنه حدث حزين وجلل في التاريخ العربي لتحاول أن تصنع من صدام أسطورة من أساطير البطولة الوطنية بأساليب إلتفافية ليست خافية على أحد ؟ ثم جاء المذيع وصاحب الصوت النحاسي المقعر& جاسم العزاوي ليلعلع بصوته المفتقد للجاذبية على عكس تسريحة وصبغ شعره المتلون!! ليجلب معه في برامجه التي كان يبثها من بغداد عناصر النظام الساقط الإعلامية ليعيد صبغها وطلائها وتصويرها على أنها رموز إعلامية؟؟ بينما هم في حقيقتهم مجرد أبواق فاشية مثقوبة إنتهى عمرها الإفتراضي وباتت تحاول تصنع البراءة والوطنية والحرص على العراق والعراقيين؟ لابل أن بعضهم تبرأ من صفته البعثية واصفا نفسه بأنه قومي الإتجاه!! في خطوة بائسة من خطوات المتهافتين من الذين يأكلون على كل الموائد؟؟، ولم يكتف جاسم العزاوي بالسموم التي كان يبثها مباشرة من بغداد؟ بل إستحضر معه مؤخرا إلى قلعته في أبي ظبي وجها مألوفا لدينا من وجوه الإعلام الفاشي البعثي والذي كان منسبا من جهاز المخابرات العراقية المنحل للحديث مع الفضائيات العربية وهو المدعو الدكتور ظافر العاني ليمارس مهامه الوظيفية السابقة في خلط الأوراق وحرق البخور للقائد الضرورة ولكن تحت الشعارات الوطنية& المدسوسة والمنتحلة هذه المرة ليفرز كل سموم الفكر والسياسة البعثية الحاقدة؟ ولعل برنامج ( مواجهة ) الذي يعده ويقدمه جاسم العزاوي قد شهد في حلقته الأخيرة يوم الإثنين المنصرم بداية التوجه لفرز السموم البعثية علنا بينما يكتفي الإعلام الكويتي بمحاورة نفسه ويتفرج على مهازل الإعلام الخليجي؟ فلقد جاء جاسم العزاوي بكل من البعثي الأصيل وأحد مرتزقة النظام البائد ظافر العاني ليواجه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شملان العيسى للحوار حول مستقبل العلاقات العراقية/ الكويتية! فتحولت الحلقة بسبب مخطط العزاوي وخبث العاني وسذاجة العيسى لمحاكمة للسياسة الكويتية بدل من أن تكون فضحا وإدانة للنظام الإرهابي البائد في العراق الذي كسح الأمة العربية وأقام بين العراق والكويت جدران من الدم بعد أن إستباح حرمة الكويت وأباد أسراها وشوه سمعة العراقيين وورطهم في نزاعات ليست من إختيارهم ؟ فكان إداء الدكتور شملان ضعيفا للغاية بل وساذجا وهو يعتصر الكلمات للخروج بجملة مفيدة وبأسلوب واهي وغير مقنع بينما هيمنت تفاهات ظافر العاني وأقواله الممجوجة على حلبة النقاش وبما ذكرني بفضيحة اللقاء الذي دبرته قناة الجزيرة قبل سنوات وجمع كل من الرفيق عبد الباري عطوان وأحد رؤساء التحرير الكويتيين الذي أبدى قدرا كبيرا من الضعف في مواجهة عناصر إعلامية متدربة جيدا على لوي عنق الكلام وعلى الإستعراضات الشعاراتية وعلى بيع الهواء معلبا؟ وهو مايفتقد له الإعلام الكويتي بكل تأكيد ؟ والذي يمتلك قضية عادلة ولكنه يفتقد الأدوات التي تسوق لعدالة تلك القضية ؟ وهو نفس الأسلوب الذي جمع سابقا في الجزيرة أيضا بين المرتزق البعثي المصري سيد نصار الذي أنكر أي وجود لأسرى الكويت بل وتهكم عليهم في قلة أدب منقطعة النظير وبين الصحفي الكويتي المريض بالسكر الأستاذ نبيل الفضل الذي إستثاره نصار ليورطه في مأزق إعلامي شتم فيه الفضل الأمة العربية!! مما ترك نتائجا عكسية إستثمرها النظام البائد إعلاميا؟، فجاء اليوم الدكتور شملان العيسى ليقع في نفس المطب و أمام ذئب فاشي مذعور ومهزوم ومن السهل جدا حصاره ونزع أنيابه وشرشحته.. ولكن الإعلام الكويتي خسربالنقاط هذه المرة أيضا إذ ينبغي أن لاتكون قضية الشعب الكويتي وعلاقاته الإستراتيجية مضغة بيد كائنا من كان بل يجب أن يكون ترشيح المحاورين يخضع لإعتبارات عديدة أولها الجرأة في الطرح وإيقاف الخصوم العقائديين عند حدهم مع عدم الإنجرار لمعارك جانبية تشوش على الهدف الأكبر؟ والطريف أن الإعلام الكويتي قد إنتهى لتوه من عقد مؤتمر حول الإعلام العربي المستقبلي بينما ذئاب البعث الإعلامية لم تزل تسرح وتمرح في الساحة الخليجية وبدفع وتشجيع من اللوبي الصدامي المقيت ؟. إنها عناصر لصورة إعلامية خليجية ملتبسة تتداخل فيها عوامل وأدوات كثيرة ولكنها مكشوفة.. إلا أن الإعلام الكويتي يفضل أن يكون أسيرا لدور الزوج المخدوع.. أي آخر من يعلم ؟ وإلى أن يفيق القوم تظل قطعان البعث النافق تسرح في المرعى الخليجي؟.
&
[email protected]
&















التعليقات