كوالالمبور - دعا رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد اليوم الخميس المسلمين الى الحداثة لمقاومة الغربيين الذين يسيطرون عليهم على الصعيدين العسكري والاقتصادي. وقال مهاتير المعروف بمواقفه غير التقليدية امام مؤتمر دولي لعلماء مسلمين ان صلوات المسلمين لم تمنع هزيمة العراقيين امام الاميركيين.
واضاف رئيس الوزراء الماليزي ان هذا لا يعني ان الله تخلى عن المؤمنين بل ان المسلمين لم ينجحوا في بلوغ مستوى البلدان المتطورة في مجال "المعرفة والقدرة على انتاج اسلحة وتشكيل قوات منضبطة ومدربة بشكل جيد". وخلال الحوار الذي تلى خطابه اضاف مهاتير "يجب ان نتمكن من زرع الخوف في قلوب اعدائنا للدفاع عن انفسنا لا كمعتدين بل من اجل الدفاع عن انفسنا" مضيفا "يجب ان نبني دبابات ومقاتلات".
ووجه مهاتير هذه الدعوة بعدما اثار مجددا جدلا بهجماته المناهضة للغرب خلال الشهر الماضي. واتهم البلدان الغربية الناطقة بالانكليزية بالسعي الى الهيمنة على العالم. واقدمت ماليزيا مؤخرا على شراء كميات كبيرة من الاسلحة وطلبت 18 طائرة مقاتلة من طراز سوخوي من روسيا وثلاث غواصات من فرنسا و48 دبابة من بولندا وصواريخ روسية وبريطانية.
غير ان مهاتير الذي اثارت خطبه ردودا سلبية في الغرب لم يتردد الخميس عن التهجم على الاسلام المعاصر الذي اتهمه بانه مسؤول على تخلف العالم الاسلامي. واكد رئيس الوزراء الماليزي ان الانتحاريين الفلسطينيين يعتبرون شهداء لكن "لا احد يعير اهتماما للذين يدرسون العلوم والرياضيات او الهندسة وهي كلها ضرورية لبناء القدرات الدفاعية للدول الاسلامية".
واكد مهاتير ان "خلاصنا لن يتم بقتل الابرياء بشكل عشوائي بل علينا الاستعداد وتنفيذ خطة تنمية طويلة الامد لنتميز في جميع المجالات". واتهم مهاتير الذي نجح خلال 22 عاما من الحكم في تحويل ماليزيا من دولة متخلفة الى بلد يشهد نموا سريعا، بعض الزعماء الدينيين بمنع المؤمنين من التكيف مع التغييرات في العالم.
وقال ان "البعض يعتقدون على ما يبدو انه باحياء نمط حياة كانت سائدة قبل 1400 عام (عهد الرسول) يمكننا ان نصبح مسلمين حقيقيين". واضاف ان الحضارة الاسلامية التي كانت في طليعة التقدم العلمي تراجعت لان "قادة اسلاميين بدأوا في الدعوة الى عدم دراسة المواد غير الدينية".
ورأى ان النتيجة اليوم هي ان مليار مسلم بدلا من ان يشكلوا قوة عالمية "يقمعون بسهولة من قبل غير المسلمين ويهزمون بسهولة في الحرب ويجبرون على قبول القانون والهيمنة الاجنبية". واضاف مهاتير الذي سيغادر السلطة في تشرين الاول/اكتوبر المقبل ان "النتيجة الوحيدة التي يمكننا استخلاصها من هذا المصير المؤسف هي ان الاسلام الذي يمارسه المسلمون اليوم هو تأويل سيء" لدينهم.