واشنطن - تأمل السلطات الاميركية بان يشجع قتل عدي وقصي صدام حسين واعتقال غالبية المسؤولين العراقيين السابقين المطلوبين، السكان العراقيين على ابلاغ القوات الاميركية عن الاشخاص الذين لا يزالون يحركون العمليات العسكرية اليومية ضد قوات التحالف.
&وقال الخبير العسكري الاميركي دان غوري "لا نعرف حتى الان ما يمكن ان يكون عليه تاثير مقتل ابني صدام حسين على المدى القصير. الا ان هذا التاثير سيكون عميقا على المدى الطويل".&واعتبر هذا الخبير في مركز لكسينغتون للابحاث (محافظ) انه رغم استئناف اعمال العنف المتقطعة التي تستهدف القوات الاميركية فان مقتل عدي وقصي الثلاثاء في الموصل سيضرب بشكل كبير قدرة المقاومة العراقية على التنظيم.
&واعتبر الرجل الثاني في وزارة الدفاع بول وولفوفيتز الاربعاء "ان القضاء على هذين الشخصين البائسين سيساعدنا على تحسين وضعنا الامني" في العراق مدافعا عن قتلهما بدلا من المجازفة باحتمال فرارهما في حال الاصرار على القاء القبض عليهما حيين.&وتاكد ان الهجوم على المنزل الذي كان فيه الشقيقان تم بناء على معلومات قدمها مخبر عراقي.
&واضاف وولفوفيتز الذي زار العراق اخيرا، انه مع ان البعض يخشى تصاعد وتيرة العمليات العسكرية ضد القوات الاميركية بعد مقتل عدي وقصي "فان عدد هؤلاء المجرمين يبقى محدودا (...) وفي حال حصل المزيد من الهجمات علينا سنعمل للحصول على مزيد من المعلومات عنهم وسنصفيهم".&وتابع "انا واثق من اننا سنحصل على مزيد من العملومات وان وضع العراقيين سيكون عندها افضل بكثير".&ويصف قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط جون ابي زيد ما يحصل في العراق بانه حرب عصابات فعلية اودت حتى الان بحياة 41 جنديا اميركيا منذ الاول من ايار/مايو الماضي.
&واوضح وولفوفيتز ان انصار الرئيس العراقي صدام حسين يدفعون لشبان عراقيين 500 دولار مقابل قتل كل جندي اميركي.&وتعتبر واشنطن ان جو الارهاب الذي كان سائدا في عهد النظام العراقي السابق بدا يزول فعليا مع مقتل ولدي صدام واعتقال 37 من اصل 55 مسؤولا بعثيا سابقا تعتبرهم واشنطن من الاكثر خطرا.&وبات بامكان العراقيين تقديم معلومات عن اركان ما تبقى من النظام السابق وخصوصا صدام حسين من دون خوف من احتمال عودة النظام السابق.
وقال الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر مساء الثلاثاء بعد الاعلان عن مقتل عدي وقصي "آمل ان يشجع ذلك المزيد من العراقيين على تقديم معلومات لنا، وقد ازداد بالفعل عدد المخبرين الذين يتصلون بقواتنا وباجهزة استخباراتنا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية".
&وحسب الواشنطن بوست فان البنتاغون عدل من تكتيكه خلال الاسابيع القليلة الماضية وبات يبحث عن صغار المسؤولين السابقين في حزب البعث بدلا من التركيز على القيادات العليا الواردة في لائحة ال55 مطلوبا.&وقال دان غوري ان هذا الامر بدا يعطي ثماره. وقال "بدأ التركيز على جمع المعلومات وعلى ملاحقة اشخاص من مستويات متوسطة".
&وبعد تردد وافقت وزارة الدفاع الاميركية على نشر صور لجثي عدي وقصي لاقناع العراقيين بانهما قتلا بالفعل حسب ما قال وولفوفيتز.&واعتبر مسؤول في البنتاغون ان التردد عائد الى ان نشر هذه الصورة هو سيف ذو حدين: فالنشر يعني التاكيد للعراقيين ان عدي وقصي قتلا بالفعل الا انه يعني ايضا اعطاء الفرصة للاعلام العربي المناهض للولايات المتحدة لاستغلال هذه الصور وتحريك المشاعر المناهضة لواشنطن في الشارع العربي.
وكانت&شبكة "NBC" افادت &أن قريبًا للرئيس العراقي السابق، صدام حسين، كان وراء الإبلاغ عن مكان اختباء نجلي صدام، عدي وقصي. والشخص المذكور هو صاحب الفيلا التي كان يختبئ فيها الاثنان. وسيحصل قريب صدام هذا على 15 مليون دولار لقاء الإبلاغ عن كل منهما، كما سبق أن تعهدت الولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه&اعلن رامسفلد ان&الصور&ستنشر "قريبا"، ليقتنع العراقيون وغيرهم بأن نجلي صدام قتلا فعلاً، وأنهما لم يعودا على قيد الحياة.
وصرح مسؤول في البنتاغون ان الوزارة لن ينشر صور جثتي قصي وعدي صدام حسين في الوقت الحالي.&وقال هذا المسؤول ان ضابطا رأى صور الجثتين اكد انهما ليستا متفحمتين لكنهما تحملان آثار جروح عديدة في الرأس. واوضح ان عدي وقصي صدام حسين كانا ملتحيين.
من جانب آخر،&اعلن&البنتاغون التي تواجه موجة استياء بين الجنود الاميركيين من اطالة امد مهمتهم في العراق،&عن عملية تبديل واسعة للقوات الاميركية في العراق&وفق برنامج يمتد حتى نيسان/ابريل 2004.
وقال مسؤول أمريكي اطلع على الصور، إنه يمكن تشخيص الاثنين في الصور، على الرغم من إصابتهما خلال القتال مع القوات الأمريكية. وأضاف نائب وزير الدفاع الأمريكي، بول وولفوبيتش: "نتعهد بأننا سنجعل الشعب العراقي يصدق في نهاية المطاف بأن نجلي صدام قد قـُتلا".
وحسب أقواله، على الرغم من الإشكال الذي ينطوي عليه نشر صور الجثتين، فإن "الهدف الرئيسي بالنسبة لنا هو تقليص الإصابات التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون في العراق، وبعد نشر الصور، ستقل هذه الهجمات".